أصبح لزامًا علينا عند كل تعيين أن نتذكر حقبًا مرت بها البلاد، شهدت وعوداً هفى لها اليراع، وراح الفقير يرقص فرحاً، باقتراب غد أفضل بعد دهر يبس وكد.
جُبل مجتمعنا على الانصياع لمن يملك السلطة، مخافة مآلات لا نريدها ولا ندعم من يريدها، فبقي الأمل معلقًا في رقاب الشباب، ممن حسنت سريرتهم وذاع ذكرهم بين الخلائق بالكفاءة، علّهم ينهضون بهذا البلد ويكونون عونا للحاكم في إيجاد مخرج من هذه الأزمات، التي أدناها الوضع المعيشي الصعب والمتأزم.
ولأننا في وطن يقتل كل ما هو جميل، تمت اليوم تسميةُ مجلس وطني للشباب غصبًا، وإقرارُ رئيس له وأعضاء، دون إشراك الشباب ولا مشورتهم.
هي نفس الأسماء الرنانة المعتاد ذكرها، وكأن هذا البلد ليس فيه من يستحق أن يكون ذا رأي ومشورة، إلا من كان له امتداد في السلطة، أو النظام كما يحلو للبعض تسميته.
كان أولى إشراك الشباب الحق، بجعل المجلس الوطني للشباب، مجلس الشباب، ولن يعجزهم ذلك.
نحن لا نريد شيئا أكثر من وطن، ننام فيه ونحن على يقين بأن هناك من يخدمنا، ونصحوا على أوجه جديدة في حقائب وزارية تحقق "الإنصاف"، وتعطي أملا بأن هناك غد مختلف عن سابقه، أوجهٌ ليست تلك التي اعتدنا على رؤيتها في كل ما يفترض أنه تعديل وزاري.
لكن عزائنا أن الوعي صار منتشراً بين أوساط المجتمع، وأن من كانوا بالأمس يبيعون بطاقات تعريفهم بألف أوقية جديدة، اكتوَو بنار الوضع المعيشي الصعب، ولن يكون تصويتهم مستقبلا إلا لمن يستحق