طرد السفير السوري في نواكشوط ... أضعف الإيمان /أحمد ولد السالم

altفي ضوء تزايد جرائم القتل الأعمى الذي ترتكبه قوات النظام السوري , والتي كان آخرها الحملة الشرسة على مدينة حلب الباسلة ، بات لزاما على كل احرار العالم كافة وعلى العرب والمسلمين بصفة خاصة عمل كل ما يلزم للتعجيل برحيل نظام بشار الاسد النصيري

الاستبدادي ، الذي فاق في دمويته وجرائمه والده حافظ الاسد الذي سوى بالأرض مدينة حماه بمن فيها من الشيوخ والنساء والاطفال خلال ثمانينيات القرن الماضي ، في واحدة من اشد الجرائم بشاعة وقبحا عبر التاريخ ، اذ تقدر الاحصائيات أن تلك المجزة خلفت اكثر من أربعين الف شهيد، هذا بالإضافة الى الاف المفقودين .

لقد جاء خطاب وزير خارجيتنا الذي كان يمثل الشعب الموريتاني المسلم في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد مؤخرا بالعاصمة الفرنسية باريس ، لقد جاء خطابه باهتا ومجافيا للواقع حيث ساوى بين الضحية والجلاد في تناغم واضح مع مواقف محور الشر – روسيا والصين وايران - في حين أن الشعب الموريتاني- الذي يفترض أنه ذهب الى باريس ممثلا له- لا يخفي تعاطفه الشديد مع الشعب العربي السوري المسلم الذي يتعرض يوميا لحرب إبادة جماعية على ايدي هذا السفاح الذي ورث السلطة عن أبيه على طبق من ذهب في غفلة من الزمن عام 2000م ، وكأن السوريات عقمن عن انجاب من يصلح لحكم سوريا الحضارة والعزة والاباء ...

وبالعودة الى خطاب وزير خارجيتنا وأزمة الدبلوماسية الموريتانية إجمالا و التي عاشت عصرها الذهبي في عهد المرحوم المختار ولد داداه ، يبدو أنها مستمرة في انحدارها الخطير فها هي تكرر خطأها الذي ارتكبته اثناء الازمة الليبية حيث ظلت متعاطفة مع القذافي حتى بعد مقتله !، بعد ان انفض عنه اقرب حلفائه وداعميه الاساسيين ، مضحية بعلاقاتها الهامة مع معظم دول العالم وخاصة دول الخليج العربي التي قدمت وتقدم باستمرار للشعب الموريتاني من صنوف الدعم المباشر والمشاريع الانمائية ما ليس خافيا على احد ، ومن أجل مَن ؟ ،مِن اجل رجل مستبد اسرف في قتل شعبه لكي يبقى ملك ملوك افريقيا والى الابد . ثم جاءت زيارة امير قطر والطريقة المهينة التي وُدع بها والتي لا تعكس التقاليد الموريتانية العريقة في احترام الضيف واكرامه وتوديعه .

واليوم نسأل معالي وزير الخارجية فنقول : ماهي مصلحة موريتانيا في دعم نظام بشار الاسد والاصطفاف مع كل من : ايران الدولة الشيعية المفلسة و المحاصرة اقتصاديا وسياسيا ، والعراق الدولة الطائفية ونظامها الاكثر فسادا في العالم . وروسيا المتورطة في قتل الاف السوريين وتدمير بيوتهم وقراهم ومدنهم ...روسيا التي لم تحفر بئرا واحد في موريتانيا ولم تشيد مدرسة ولا مستوصفا واحدا ؟ ماهي مصلحة موريتانيا في الوقوف بإصرار مع هذا المحور البائس ؟

اعتقد ان الوقت قد حان لتصحيح المسار واتخاذ الموقف الصحيح الذي يرضي الله والشعب الموريتاني ويريح الضمير لاسيما وأننا نعيش ايام شهر الرحمة والعدل والانصاف ، حيث يدَعُ المسلم طعامه وشرابه وشهوته ليستشعر معاناة أخيه المسلم ، وأية معاناة أشد من معاناة الشعب السوري الشقيق الأعزل الذي تصب فوق رؤوسه النيران من فوهات أسلحة جيش اخطأ هدفه الحقيقي حيث يحتل الإسرائيلي الارض والانسان منذ عقود وينام هانئا قرير العين على مرمى حجر من ثكنات الجيش العربي السوري الذي ظل لأكثر من اربعة عقود من الزمن حارسا "أمينا" لحدود الدويلة العبرية ، فلم تحركه نخوة الجندي العربي الشهم الذي يأبى الذل والهزيمة .. ولم تغره عذوبة مياه بحيرة طبرية ، ولم يستهوه جمال جبل الشيخ الصامد الذي يذكره ليلا ونهارا بان ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بها .. وان التلويح بالرد في الوقت المناسب لا يخيف عدوا ولا يعيد حقوقا مغتصبة .. وان شعار الممانعة والصمود محض فرية جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع .

أجل لقد حان الوقت لاتخاذ الموقف الصحيح والحاسم من النظام السوري وسفيره المقيم في نواكشوط والذي يبدو أنه لا يرى حتى الآن سببا وجيها للإنشقاق عن النظام الاسدي كما فعل نظراؤه في العراق والامارات العربية المتحدة وقبرص . يجب أن نضع السفير السوري في انواكشوط أمام أحد خيارين لا ثالث لهما ؛ فإما الانشقاق او الرحيل من هنا دون ابطاء وسحب السفير الموريتاني المقيم في دمشق حتى لا يظل شاهد زور على ما يجري في سوريا من مجازر وجرائم .

وأنت يا سعادة السفير السوري في نواكشوط وفي مسكو وطهران والهند وفي كل مكان في العالم ، أين هي نخوتك .؟ ، واين شهامتك ؟.. اين دينك ؟.. أذكرك بقوله تعالى : " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" .. وهل ما يفعله بشار بنساء سوريا ترضاه لأمك ، ترضاه لأختك ، لزوجتك ؟ .. أم تُراك تخاف الفقر وتخشى على لقمة العيش ، وتودُّ الاحتفاظ بلقب معالي السفير باي ثمن ؟.

إننا نخاطب فيك اليوم ، يا سعادة السفير، شجاعة خالد بن الوليد , و رجولة سيف الدولة الحمداني التغلبي .. وفروسية أبي فراس الحمداني .. وحكمة أبي العلاء المعري .. ورهافة حس أبي الطيب المتنبي ... ونناشدك ان تنشق عن هذا النظام الذي اسرف في قتل وتشريد الشعب السوري الأبي .

أم أن الفيحاء وحماه وحمص وحلب وادلب ودرعا ومعرة النعمان ومنبج وبصرى الشام ... لا تستحق منك المجازفة بلقب بات سُبّة و امتيازات تهددها الثورة بالزوال ؟ .. أم تراك تخشى الأسد رغم اتساع الشقة الجغرافية ؟!! .. تحية لسفراء سوريا الاحرار ... ولا نامت أعين الجبناء .. لا نامت أعين الجبناء .

7. أغسطس 2012 - 8:25

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا