عشر ملاحظات حول محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني / محمد المختار الشنقيطي

1. لا شماتة في قتل أحد أو معاناته من جروح مؤلمة، ونرجو للرئيس الموريتاني الشفاء من كربه، ولأسرته التغلب على معاناتهم. كما أن أسلوب الاغتيالات أسلوب وضيعٌ أخلاقيا، خطيرٌ سياسيا.. ويجب أن يرفضه الجميع بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية..

2. لم تكن محاولة الاغتيال مفاجئة لكثيرين، لأن الإشاعات حولها ترددت كثيرا طيلة الأسبوع المنصرم في العاصمة الموريتانية، وكان الرئيس الموريتاني على علم بالخطر الداهم، ويقال إن ذلك كان سبب إضرابه عن حضور مؤتمر كينشاسا.

 

3. تفسير وزير الإعلام الموريتاني للأمر بأنه نيران صديقة من دورية عسكرية موريتانية لم تتعرف على موكب الرئيس.. تفسير غير مقنع على الإطلاق، إذ لم يكن مع الرئيس موكب أصلا. كما أن حديث الوزير عن خفة الإصابة ليس بالصحيح يقينا، كما يظهر من طول فترة العملية والبقاء في المستشفى.

4. وصل الرئيس إلى المستشفى -بتواتر الشهود- في سيارة واحدة ودون مرافقات أمنية أو عسكرية. ولو أن دورية موريتانية أصاته بالخطإ، فلا أقل من أن تكون هي التي تنقله إلى المستشفى أو ترافقه إليه في ظروفه الحرجة..

5. رغم تزامن محاولة الاغتيال مع قرار مجلس الأمن بالتدخل ضد تنظيم القاعدة في أزواد (شمال جمهورية مالي) فإن من المستبعد أن تكون القاعدة وراء العملية، إذ لو كان الأمر كذلك لما خرج منها الرئيس حيا على الراجح.. بحكم مستوى المخاطرة الكبيرة الذي يتحمله أعضاء القاعدة في تنفيذ عملياتهم، وانعدام الغطاء الأمني للرئيس وقت تنفيذ العملية..

6. يبدو أن الجهة المنفذة للعملية على اطلاع دقيق بتحركات الرئيس الموريتاني، وقد عرفت أنه وحده من غير حراسة أو مرافقة.. ويبدو أن محاولة الاغتيال كانت بيد محترفة، ضربت عن قرب، وهي تعرف كيف تضرب في مقتل، ولذلك استقرت إحدى الرصاصتين (أو الرصاصات) تحت القلب مباشرة. لكن هذه الجهة لا تريد المخاطرة كثيرا، وهو ما أنقذ حياة الرئيس الموريتاني.

7. كل الدلائل إذن تشير إلى أن هذه عملية اغتيال سياسي محْكمة، وأن فاعليها لديهم تصفية حسابات سياسية مع الرئيس الموريتاني ذي الأعداء الكثر. لكن اتهام جهة بعينها دون انكشاف الأدلة سيكون ظلما وأخذا للناس بالظنة..

8. هذه سابقة خطيرة لأنها أول محاولة لاغتيال رئيس موريتاني، وهي تدل على عمق الأزمة السياسية والاجتماعية في البلاد، وعلى ضرورة السير بها في طريق مخالف لما عليه اليوم، تجبنا لهزات لا تحمد عقباها. فالاغتيالات السياسية في شعب مسالم –مثل شعبنا- منذرة بمخاطر في العمق أكبر مما هو ظاهر على السطح.

9. من الواضح أن هذه العملية سيكون لها ما بعدها على الساحة السياسية الموريتانية، وسترتب عليها تحول كبير في البنية السايسية الداخلية، إما في اتجاه الدولة القمعية أو الدولة الديمقراطية.. وربما تكون ذريعة لتدخل الجيش في السلطة بشكل أكبر، أو سببا مقنعا لانسحابه من السياسة إلى ثكناته.

10. أتمنى للرئيس الموريتاني شفاء عاجلا من علته، وخروجا عاجلا من المستشفى، وخروجا عاجلا من السياسة.. ليعيش هانئا مع أسرته دون فجائع، ويدع الشعب الموريتاني يحقق حريته السياسية دون ثمن كبير من الدماء والأموال..

15. أكتوبر 2012 - 12:26

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا