التعليم الثانوي في موريتانيا: العبودية الاقتصادية المقيتة / محمد الأمين عابدين

لا يختلف اثنان على صعوبة الحياة في موريتانيا التي تتسم باتساع الهوة بين الطبقة العليا وطبقة الفقراء.. الحالمة بغد أجمل..

رغم الثروات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها موريتانيا، فإن الغالبية العظمى من سكان المنكب البرزخي يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع.. 

لم تفكر الدولة الوليدة من رحم الحرية والمعاناة في وضع سياسات للشباب العاطل عن العمل من شأنها أن تحل هذه الأزمة المتفاقمة بل إنها زادت من حدتها..

أمام هذه الوضعية الصعبة لم يجد جل الشباب بدا من الانخراط في مهمنة المتاعب.. (التعليم) التي يترفع عنها أبناء الطبقة الفاحشة الثراء.. نظرا لأنها لا يسمن راتبها ولا يغني من جوع..

خلت أنا وغيري من المدرسين أن للتعليم قيمة، فخضنا لجًّته،  وبعد حين اتضح لنا أننا صرنا عبيدا للدولة الموريتانية الظالمة..

تمارس الدولة الموريتانية أبشع أنواع الرِّق.. على المدرسين المحتقرين.. المصفدين بأغلال راتب زهيد لا يسد رمقا ولا ينفع في مسغبة.. 

تتبجح الدولة بتصاممها عن مأساة المدرسين المشردين.. داخل وطنهم الذي لم يوفر لهم حقوقهم المسلوبة.. 

 لا تخجل الدولة من ظلم حملة مشعل العلم..، بل إنها تتمادى في ذلك وتغض الطرف عن مطالبهم الملحة التي لن ينْكُبوا عنها ولن يساوموا فيها..

في الوقت الذي  يسرق فيه "بالونات" الفساد أموالا طائلة..، يحرم المدرس من مبلغ مالي يسمح له أن يعيش حياة كريمة.. تجنبه سؤال الناس!

لم أستسغ ظلم المدرسين من طرف الدولة الموريتانية، وحرمانهم من حقوقهم المسروقة في رائعة النهار..

حرك الظلم مئات المدرسين الغيورين على تعليمهم الذي يحتضر..، فدخلوا في إضراب الكرامة  لمدة ثلاثة أيام مباركة.. من أجل نيل حقوقهم.. والتي من أهمها: زيادة مجزئة في الرواتب، والحصول على سكن لائق..

ما دامت الدولة تعامل سدنة العلم بهذه الطريقة المذلة.. فسيستمر النضال حتى نيل المطالب كاملة غير منقوصة..

لن يتوانى الأساتذة، ولن يهنوا، ولن يستكينوا،  ولن يملوا، ولن ييأسوا.. من الطالبة بحقوقهم المقدسة..

لا تحزنوا..، سيسفر صبح الحرية فيجد المدرس من يرق لحاله البئيس.. فيرفع عنه الظلم الذي تعرض له ويجعله في أعلى المراتب.. 

وشكرا جزيلا..

11. ديسمبر 2019 - 9:10

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا