السيد الرئيس لا يليق بكم العمل من القصر (2) / محمد فال ولد يحي    

سيادة الرئيس منذ عقود عدة لم تشهد موريتانيا إنشاء مشاريع عملاقة ذات بعد قومي وطني كم شهدت في بداية نشأة الدولة مثل ميناء الصداقة  والعملة الوطنية وطريق الأمل ، مشاريع تمتد انجازاتها لتشمل جميع موريتانيا ويستفيد منها كل فرد من الأمة الموريتانية ،

لقد حان الوقت لقيام نهضة عمرانية بهذا البلد تستجيب لمتطببات الوجود الحضري والحضاري لموريتانيا، نهضة تقوم على إرادة وطنية صادقة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الموريتاني وفق متطلبات وجود أقطاب تنموية وفى هذا السياق سيادة الرئيس اسمحوا لي أن أقدم المقترحات التالية.

مشروع إنشاء مليون وحدة سكنية.

مشروع قومي لإنشاء مليون وحدة سكنية عصرية ( سكنية ،إدارية ، طبية ، تعليمية ) خلال مدة انجاز لا تتجاوز في المجمل 72 شهر  من خلال استثمار يقارب 2,5 مليار دولار من خلال  اتفاقيات مشتركة مع رواد القطاع العقار في العالم و العالم العربي وكذلك القطاع الخاص الوطني والمساهمين المحليين وذلك وفق خيارات متعددة  على سبيل المثال لا الحصر  

 برنامج السكن التساهمى للموظفين والعمال وهو بناء سكنى بمساهمة الموظف من خلال اقتطاع شهري يتملك بموجبه سكن لائق له ولعائلته وفق معايير معمارية وطنية ووفق تأهيل  عمراني وحضاري مناسب يكسب المدن وجها حضريا لائق و نمط عمراني وطني يحترم البعد الثقافي و التاريخي للبلد.

مشروع السكن الشعبي وهو  إقامة مدن أفقية وعمودية وفق النمط العمراني الموريتاني تستخدم المواد الأولية المحلية وكذلك تراعى الظروف المناخية وتكون  بتمويل من الدولة أو عن طريق اتفاقيات قروض مع التجمعيات المحلية والجهات الجهوية موجهة إلى ذوي الدخل المحدود.

مشروع المدن الخدماتية وهو إنشاء مدن خدماتية  في العواصم الكبرى وبعض عواصم الولايات مثل "واحة شنقيط  للسليكون" Silicon Valley تستقطب كبيرات الشركات العاملة من اجل تقريب خدماتها الصناعية وغيرها في المنطقة وفى القارة الإفريقية عموما ، او "مدينة المعارف و التكنولوجيا "Technology parks  تستقطب جميع مؤسسات الابتكارات والمؤسسات التخصصية ،  أو مدينة "اودغست للطب"  بحيث تجمع سلسلة مستشفيات تخصصية عالمية يمكن ان تساهم فى جلب السياحة الطبية للبلد او "مدينة للإعلام والإنتاج الإعلام Media City"  وغيرها من المناطق التخصصية  يمكن ان يكون وفق اتفاقيات مشتركة مع رواد الاستثمارات العقاري في العالم.

هذا المشروع  القومي يهدف إلى القضاء على البناء العشوائي وكذلك النهوض بالقطاع العقاري في موريتانيا من خلال خلق مدن عصرية تمكن من حياة أفضل للمواطنين والمستثمرين ، كما سيساهم المشروع من خلال مليون وحدة سكنية إلى توفير السكن للائق وفق المعايير المعاصر وكذلك خلق مئات آلاف فرص العمل في قطاع البناء ، هذا بالإضافة إلى خلق رأس مال عقاري معتبر في موريتانيا بالإضافة إلى خلق القيمة المضافة في المجال العقاري.

مشروع إنتاج الصلب في موريتانيا

سيادة الرئيس

لقد آن لموريتانيا أن تخرج من دوامة الاستخراج المنجمي  إلى فضاء  القيمة المضافة فكل شركات العالم تتطور وفق نمط اقتصادي و نموذج عمل مهني يحقق لها التقدم والابتكار في مجال عملها  ،فما الذي يمنع اسنيم من أن تكون رائدة في مجال عملها المرتبط باختصاصها كشركة وطنية للمناجم.

 وفى هذا السياق اقترح أن تلج موريتانيا عالم صناعة الصلب من خلال اتفاقية شراكة  مع تمويل خارجي ،  و بقيمة لا تزيد عن 300 مليون دولار ، وخلال اقل من  18 أشهر  ،  يمكن إنشاء  عشر وحدات الإنتاج الفولاذ بقدرة إنتاجية تفوق مليون طن للسنة بما سيحقق عائد استثماري في حدود 700 مليون دولار في اقل من 3  سنوات بالإضافة إلى مبيعات سنوية تقارب المليار دولار بهامش أرباح تزيد عن 30  في المائة.

هذا المشروع القومي يحقق نهضة وطنية في مجال الصناعات المتوسطة والخفيفة بالإضافة إلى تطوير مجال الطاقة لاسيما منها الطاقة المتجددة حيث أن الإنتاج فيها سيزيد عن 150 ميكاوت ، كما ستنقل المعارف التكنولوجية إلى البلاد في مجالات الطاقة والصناعة بما سيحقق نهضة وطنية شاملة فى القطاعين الحيويين بالإضافة إلى خلق عشرا آلاف فرص العمل الصناعية المستقرة.

مشروع النهضة الصناعية

سيادة الرئيس

بدل التمويلات الصغير والمتوسطة التي تقدمها شبكات التمويل في البلد مثل الوكالة التشغيل وصندوق الإيداع والتي في لأغلب لا تخلق رأس المال الاستثماري  بل تتوجه في غالبها إلى التجارة و الاستهلاك،  اعقد انه من المناسب لنا الآن النهوض بالحقل الصناعي في موريتانيا وفق  اتفاقية تمويل خارجي وشراكة مع القطاع الخاص ، بقيمة إجمالية  250 مليون دولار أمريكي  ،  وفق أجندة عمل  لا تتجاوز  24 أشهر ،  من خلال مشروع إنشاء ألف مصنع وفق الحاجة المحلية و الاقليمة . هذه المصانع ستتوزع على جميع ولايات وجهات الوطن وفق التخصصات و القدرات الإنتاجية .

و باحتساب أن 40 في المائة فقط سيكتب لها النجاح فإنها ستحقق عائدات استثمارية على البلد تزيد عن 14 مليار أوقية في السنة الأولى فقط من الاستقلال،  بالإضافة إلى انتقال المعارف التكنولوجية والتجربة الصناعية بما سيخلق أرضية صالحة للاستثمار للاحق في المجال الصناعات المتوسطة والثقيلة.

 

سيخلق  هذا المشروع خلق قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني من خلال تمويل مئات المصانع التي ستشكل أقطاب تنموية صناعية ومدن منتجة يمكنها إن تقدم قيمة مضافة للكثير من المواد الأولية الوطنية بالإضافة إلى الابتكارات والإعمال الصناعة  الصغير والمتوسطة كما يهدف المشروع في جانبه الاجتماعي إلى خلق عشرات ألاف فرص العمل الدائمة المستقرة والموسمية ، بالإضافة إلى  خلق مناطق صناعية في المدن الكبير وكذلك خلق أقطاب صناعية في البلد كما سيحقق المشروع  قيمة مضافة في المجال الصناعي المحلى.

 

هذه المشاريع القومية وغيرها في المجال الزراعي  والموارد المائية نحن اليوم في حاجة ماسة  إلى البدء في تنفيذها لما ستحقق من أمال وتطلعات الشعب الموريتاني ولما يسكون لها من انعكاس ايجابي على حياة المواطن بشكل خاص والدولة والاقتصاد الوطني بشكل عام ،  فالوطن والمواطن يتطلعون في إطار تعهداتكم  بالنهوض بمشروع الدولة والمجتمع إلى مشاريع ذات طابع قومي تحقق تحولا جذريا و نهضة شامل في موريتانيا.

 

 

23. يناير 2020 - 16:18

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا