تنوير الحوالك في الرد علي شبه الملا حدة الهوالك / سيد محمد ولد منابة سيد

كثيرة هي الشواغل واللواهي وعديدة هي المشاكل والدواهي لكن وعلي رغم ذلك فان الإنسان  /مجرد إنسان/ يدب علي وجه  الأرض ساعيا للعيش الرغد وللحياة الكريمة.

قد تختلف الناس في التوجهات والتصرفات إلا أنها جميعا تتفق في السير الحثيث نحو خطة مرسومة محكمة  لها وفق الإرادة الإلهية .

قد نكون في غنى عن الكتابات والردود لكن حينما بلغ السيل الزبي، وعم الانجاد والربى، أتينا بهذه الكتابة  لتكون نفثة مصدور  لا كما الشاعر قبل : حال الجريض دون القريض بل نقول : حالت المقالة ، دون ألا تكون هناك حالة ، وسيق الكلام ن ولم يبلغ مبلغا أحسن من الملام ، على  أولئك اللئام، الذين ما تحروا الصدق قبل الكذب ، ولم يتسلحوا بأدنى  حبل من البحث الرصين ولا الحجة الدامغة ، فنقول لهم :  على  رسلكم يا أناس البقر، وعبيد البطون، بأي منطق تتكلمون ؟ أم بأي نفس تتنفسون؟ # وفي أنفسكم أفلا تبصرون #  فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون#.

الإسلام كدين ودولة ورسالة سماوية تجذرت عبر العصور والأزمان والدهور  سيبقى  خالدا مخلدا مكينا ما أراد له خالقه ومدبره ذلك.

على أنه من البديهي القول بأن الدين الإسلامي المحمدي السني قد انطلق شعاعه منذ أزيد من أربعة عشر قرنا .

أو ما غاظ الكفار قبلكم فكادوا له كيدا ؟؟؟

أو ليس من  الحذق والصدق مع النفس أولا وقبل كل شيء أن نقيس الأمور بموازين موضوعية مجردة من الدسائس والبنيان على كلام فارغ كبيت العنكبوت أو هو أوهم.

فلك أخي القارئ أن تفكر وتبحث عن الدين الصحيح والعروة الو ثقى  التي تنجيك ولا ترديك وتقودك إلي سواء السبيل,؟

فالإسلام يدعو الناس جميعا إلي التفكر والتذكر في ملكوت السماوات والأرض, على أنه من المستحسن الانطلاق من أسس علمية في البحث والتنقيب عن الدين الصحيح الخالي من الشبه والأباطيل المشحونة بالأقاويل الزائفة والحجج الواهية.

وكفاك دليلا وبرهانا أن الكفار الذين اصطنعوا واخترعوا هذه الأجهزة الذكية والطائرات العملاقة والباخرات والسفن والقنابل الذرية والأقمار الصناعية هم قادرون على التصرف فيها بتسليطها من أجل تفنيد الحجج والبراهين التي وردت في القران الكريم والسنة المطهرة.

بل إنه من غير المستبعد أن يكونوا قد أجروا مئات  البحوث بل مليارات البحوث مقارنين بين نظرياتهم العلمية  التي اكتشفوها بعد جهد جهيد والحقائق الكونية التي اخبر بها القران الكريم ، لكن لسان حالهم دون مقالهم ناطقا بأعلي صوت : (ما وجدنا في القران ولا السنة من كذب).

ومن الصراحة والبداهة أن يعبر الإنسان عن عقيدته  التي يعتنقها، والفكر الذي يفكر به ، لكن العاقل الذكي يعرف حق المعرفة  القواعد العامة للبحث قبل الكتابة وقبل تسجيل المقاطع الصوتية وقبل النشر، فمن قواعد البحث العلمي التي لا غنى  عنها : التجرد والموضوعية  والأخذ بمسلك الطريق السليمة المبنية على  قدر من الاحترام كبير لعقول المتلقين، فإذا كان الكاتب أو المؤلف أو المسجل يؤمن بأي شيء لابد أن يترك مساحة ولو صغيرة  لغيره.

عندما بعث النبي الأكرم  ودعا إلي ما دعا إليه كذبه قومه أولا مع أنهم لا يشكون في صدقه فقد كانوا يلقبونه قبل البعثة بالصادق الأمين ، لكن العناد والتكبر من مفسدات الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.

فلو سألنا مثلا طفلا صغيرا  من ربك؟ لرفع رأسه عاليا لأنه يدرك بأن خالقه ومصوره لابد أن يكون فوقه بديهة لا تحته كما يزعم  الملا حدة,تعالى الله عما يقول الظالمون الظالمون علوا كبيرا ؛

وهنا أود أن أقرر قاعدة إسلامية عقدية  قل للأسف من  فقهها ووعاها واستشعرها حين أداء العبادة أو بعدها، وهي :أن الإسلام كدين غني أشد الغنى  عن طاعة الطائعين ومنزه كل التنزيه عن شبه الملحدين فهو إرادة إلاهية خالدة تالدة  إلي يوم الدين؛

فحينما نفعل العبادة علينا أن نعتقد جازمين بأن خالقنا ورازقنا لا تنفعه طاعة الطائع، ولا تضره معصية العاصي ،  ففي الحديث القدسي الصحيح الصريح يقول تعالى: #يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني# او كما قال جل ذكره وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

 إن الانسان حر في دينه ومعتقداته بشرط أن يكون موافقا للشرع الإسلامي # إن الدين عند الله الإسلام#  # ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين#

لكن عليه أن يكون متمكنا من ناصية ما يقوله ويفعله وأنه من الحكمة والحنكة التفكير بعزم وحزم وفاعلية في الوجود والكائنات والمخلوقات قبل التفكير في الأفعال ، فتعالوا بنا بعجالة  لنكون باحثين  الحقيقة فما هي الحقيقة  إذن ؟

يولد الانسان أي إنسان فيري بعد تمييزه أمامه خلائق وبشرا وأبحرا وحيوانات ونباتات وحشرات وكواكب وقمرا وشمسا وليلا ونهارا ودلائل باهرات قاهرات ظاهرات فأين إذن خالها  ومدبرها؟  

هل من العقل والمنطق أن يكون الانسان مخلوقا بيد إنسان مثله؟

أم من المسلمات العقلية أن يكون الجماد الذي ليست فيه روح خلق الإنسان العاقل المسيطر عليه ؟

أم من الذكاء القول بأن هذه المخلوقات خلقت نفسها بنفسها؟

عندما نتقدم قليلا مع البحث العميق والسلم المضبوطة ضبطا علميا ومنطقيا يستند إلى  مقومات حضارية نجد أن الانسان هو أشرف الكائنات الحية شيء واحد فيه وهو ما اصطلح علي تسميته بالعقل ،وللعلم فإن العقل عبارة عن نور روحاني ،جعله خالقنا فينا، وإذا سلمنا بأفضلية الإنسان علي غيره من العجماوات التي لا تنطق ولا تعرب مقالا، والنباتات والخلائق التي لا تحصي عددا،بإمكاننا أن  نسال أنفسنا: ما هي التركيبة الإنسانية ؟ ؟؟

وفي الجواب العلمي الصرف، يقال: الإنسان هيكل بنيوي يتكون من ثلاثة عناصر أساسية هي : الجسم والعقل والروح.

 الجسم يحتوي علي الأعصاب والعظام والدم والدماغ....الخ

العقل نور روحاني لا تفهم حقيقته.

الروح ولا احد يعلم سر الروح # ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا#

وإذا ما سلمنا بتلك التركيبة البنيوية للإنسان فهل يمكن بعد ذلك أن نقول إن خالق الكون إنسان؟

أعتقد ازما بأنه لا أحد يزعم ذلك الافتراض، وإلا فأين هو من البقاء؟

انطلاقا من ذلك كله ندرك أن طبيعة الإنسان طبيعة مدروسة إدراكاتها محسوسة ولها حدود. فرؤية البصر مثلا محدودة، والسمع محدود، وتفكيرنا محدود ،إذن  لابد  أن ن نسلم بأن هنالك  لا محالة شيء غائب ليس لنا إدراكه بالحواس المحدودة,.

أليس في ذلك كله  برهان ساطع، ودليل قاطع ،على  قصر باع الإنسان في مجال البحث؟

وأنصح من يشكك في هذه الوقائع والدلائل والآيات الكونية والشرعية أن ينسلخ من فوق التراب ومن تحت القمر ويحدث لنفسه عالما مغايرا لعالمنا ؛

قال تعالي متحديا للثقلين # يا معشر الجن والإنس إن استطعتموا أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان#.

فاذا كنت أخي القارئ الكريم باحثا حقيقيا عن الحقيقة فاعمد الي الطرائق السليمة ولا تنطق بأي منطق صوتي إلا إذا استكملت الشروط وتوفرت فيك الأهلية وانتفت عنك الموانع وأنى  لك ذلك؟  في عمرك المحدود؟

,وحاصل ما ذكرنا هو أن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا والد له,

قال تعالي: # قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد وله يولد ولم يكن له كفؤا أحد # صدق الله العظيم .

إن الأنبياء عباد من البشر اصطفاهم الله فجعلهم خيرة خلقه وأرسلهم مبلغين عنه لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل#

وأفضلهم وخاتمهم رسولنا محمد بن عبد الله (صلعم) وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور ,

19. فبراير 2020 - 18:50

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا