آسف سيدي الرئيس على إيقاظك كل صباح..! / المختار محمد يحيى

مثل مجيئ رئيس الجمهورية الأسبق السيد محمد ولد عبد العزيز للسلطة حدثا هاما طالما انتظرناه وانتظره الموريتانيون، لإغلاق مسلسل الانقلابات العسكرية، وقطع حلقات نهب ثروات البلاد والقضاء على شبح الإرهاب ودحر وحش البطالة وغيرها من المعضلات الكثيرة التي تحول دون انطلاق بلادنا بعيدا في أفق التنمية والازدهار.

ولقد مثل شعار رئيس الفقراء ويافطات الحرب على الفساد أهم المؤثرات على ضميري كمواطن يحلم بتغيير حال بلاده إلى الرخاء والوئام والرفاه، اعتمادا على ثرواتها الطبيعية، ورغم أنني عارضت بادئ ذي بدء الأمر، ووقفت إلى جانب الرافضين لحكمه سنوات طويلة، إلا أنني سرعان ما دعمت نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز نظرا لجرأته السياسية والدبلوماسية والشعارات التي حمل ومن بينها إصلاح التعليم، وهو ما جعلني أسجل ضمن منتسبي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وسيري طواعية في العمل الصامت والعلني دعما لهذا النظام وتوصيلا لخطاب ورؤية الرئيس وسياسات حكومته.

الأمر الذي قادني إلى الانخراط في طواقم حملات الحزب بعد أن سجلت جملة من المقترحات التجديدية للعمل الحزبي الميداني، لتكون أهم مراحلي السياسية في كنف الحزب مبعوثا لإدارة حملته في مقاطعة تامشكط القريبة من القلب بولاية الحوض الغربي، إبان حملات الانتساب والتنصيب القاعدي، والحملة البلدية والتشريعية، ولقد دفعني إيماني منقطع النظير برؤية الحزب لأن أحمل على عاتقي إيصالها إلى مناطق مختلفة كنا نخاف أن تنتزع منا من قبل أحزاب الأغلبية الأخرى، خلال حملة البلديات وهو ما جعلني أنجح في حشد الدعم لخطاب الحزب في مناطق مختلفة ونائية من المقاطعة.

ولقد كان لقاؤنا بالرئيس الأسبق في مدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي للتأكيد على توجيه الناخبين للتصويت للوائح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، والتأكيد لهم إن نظامه متواصل ولن يتوقف.. كان ذلك بداية الشك في نواياه حول البقاء في السلطة وهو ما تعاظم في خاطري بشكل دائم، حتى إعلانه عدم ترشحه.

مثل ذلك اتجاهي المبني على صدق إيماني بالرسالة التي أحملها، قبل أن تبدأ الشكوك تحوم بي حول نية الرئيس في احترام الدستور، ومغادرة السلطة بعد قضاء مأموريتين، حين تعالت المطالب القريبة منه لترشيحه لمأمورية ثالثة، الأمر الذي جعلني أنظر إلى حصيلة الإنجازات التي قام بها وتسييره لموارد البلد فساءني كثيرا حجم الفساد الذي حدث بواسطة الشركات الوهمية والصفقات بالتراضي التي أدت لظهور ظاهرة الإثراء بدون سبب في محيط وضمن الأطر الذين مثلوا رأس الحربة في تطبيق سياساته التي كانت في ظاهرها فتحا اقتصاديا وفي باطنها مشاريع للإثراء الحرام له ولمقربيه. 

سيدي رئيس الجمهورية الأسبق

كنت أمر يوميا خلال الأشهر الأخيرة من أمام القصر الرئاسي - نظرا لقرب المكتب من المنطقة - في طريقي إلى أحد المقاهي وفي إحدى الفترات كانت سيارتي تطلق صوتا قويا نظرا لأن عادمها مكسورا (شبماه)، كان يجذب انتباه كل حراس القصر، وهو ما يجعل كل الأعين موجهة إلي، ولعلني كنت أتكلف - بعض الأحيان - في إصدار الأصوات المزعجة من السيارة، في نوبات غضب على خداع كل الموريتانيين، ومحاولة لإيقاظ ضميره في نهاية مأموريته، وخصوصا سكان الأحياء الفقيرة الذين توسموا فيه التغيير الذي لم يعدوا كونه مجموعة من الشعارات الجوفاء، وصورة للرئيس مع شيخ مسالم لو كان يعرف عاقبة حكم هذا الرئيس لما قبل التصوير معه.

سيدي رئيس الجمهورية الأسبق 

خلاصة القول إنني أعتذر عن ذلك الإزعاج الذي ربما كان سببا في إيقاظك مبكرا، حيث تبدأ يوما جديدا في إنهاء صفقات مشبوهة، أو يلفها الظلام، ولكنه بالتأكيد كان كفيلا بأن تسمع الضجيج، صوت الواقع المرير والقاسي والذي لا يحترم البروتوكول، عزائنا أن يثبت التاريخ والجهود المبذولة حقيقة ما جرى في عشرة سنوات، مثلت فترة أحد أهم رموز الوطن من حيث كاريزما القيادة والشجاعة، وأن تنفض الغبار عن ملفات طمرت بينما كانت أيدي الفساد تعبث بممتلكات الشعب الموريتاني.

عزائي أن وطني يسير على طريق الشفافية والقيادة الحكيمة، من قبل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي التفت حوله جل القوى الوطنية، وتميزت سياساته بطرح مشاريع وبرامج طموحة تلامس أفق انتظار المواطن، وتهتم بالأولويات، وهو ما جعلها قفزة نوعية في سبيل تطبيق تعهدات رئيس الجمهورية في حملته الرئاسية.

عزائنا الثاني هو حكومة الكفاءة والعمل في صمت بقيادة الوزير الأول المهندس السيد إسماعيل ولد بده ولد الشيخ، وقد بدى جليا حسن تسييرها من خلال النجاحات التي حققتها خلال هذه الآونة الخاصة في محاربة تفشي جائحة كورونا، كوفيد 19 المستجد،  والتي كانت نموذجا يحتذى على المستوى الإقليمي بل والعالمي.

وخلال كل ما سبق أتمنى من كل قلبي للسادة النواب الموقرين في اللجنة البرلمانية للتحقيق في ملفات العشرية، رئيسا وأعضاء، أتمنى لهم النجاح والتقدم في جهدهم الذي يلبي مطلبا وطنيا وجماهيريا لمعرفة ما حصل خلال تلك الفترة.

حفظ الله بلادنا من شر هذه الجائحة ووفق العالم للتغلب عليها.

#غزواني_رئيسي 

#نعم_لكشف_أسرار_العشرية

25. أبريل 2020 - 18:58

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا