هل تكون هذه الأزمة التي تسبب فيها(19 covid) سببا لوعينا؟ / التراد ولد سيدي 

إن الذي لاشك فيه أن كورونا (  covid19 )  بدأ  يٌدخل العالم في مرحلة جديدة أقل نتائجها سيكون تقلص وانكماش الأقتصاد العالمي كله  و من الطبيعي توقع انعكاس تأثيرات الأزمة  بأشكال وصور مختلفة  في القارات  الخمس وفي المنظومات الاقتصادية المتنوعة  المعروفة  في كل المناطق وطبيعي جدا أن تتنوع تأثيرات  الأزمة طبقا للمناعة والقوة والهشاشة والضعف  التي تتصف بها الدول المختلفة في مناطق العالم  المختلفة  وطبقا أيضا لقوة ومتانة روابط المنظومات الاقتصادية التي سبقت الازمة وخصوصا ذاك النوع من العلاقات الذي يتضمن التنسيق الكامل والتعاون المالى والتجارى القادر أن سيصمد أمام عنف الازمة وشدة تأثيرها الذي وإن كنا في بدايتها بدأنا نشهدخلخلخلة وهشاشة لم نكن نتوقعها في المنظومات الاقتصادية السائدة.!

إن الأقتصاديين شبه متفقين على أن العالم سيعرف انهيارت اقتصادية لمؤسسات ر ئيسية في دول صناعية مهمة  وإفلاس واختفاء مئات  المؤسسات  الصناعية  والسياحية والخدمية صغيرة ومتوسطة  وستتكون جيوش جرارة من العاطلين في جميع الدول وفي مقدمتها التي كانت تتميز بالازدهار الصناعي وجودة مستوى المعيشة .. الشيء الذي يبعث على الخوف الشديد على الحال في البلدان الاقل تقدما مثل بلدنا ومن في مستواه وحتى من يتقدم عليه بمراحل
أمام هذ الوضع يتحتم علينا التفكير العميق بمايمكن أن نتعرض له إذالم نتحلى بوعي حقيقي للواقع وضرورة التعامل معه بأسلوب مختلف كلية مع ماكان عليه الحال عندنا .إن هشاشة مجتمعنا ووجودمشاكل خطيرة وعميقة في بنيته وتحلينا بعقلية متحجرة  تقاوم التطور  والتقدم وتعرقل ترسيخ الوحدة الداخلية وتناهض المساوات  ومحاربة الكسل الموروث من عصر ممارسة الرق .إن الترفع عن ممارسة الكثير من الاعمال والتانف المقرون بالكبر..  وإن التهاون في رعاية مصالح الوطن.. والتمالؤ مع المختلسين. للمال العام.. وإن النفاق والتملق المستشرى  وتقديم المصالح الشخصية .وإن الجهوية المفرطة والقبلية واعتبار الفرد نفسه ُ.ٌملكا  لجهته  وقبليته   واستخدام المصالح الإيدارية والخدمية  العامة لإشباع  هذ الميول المرضى .كل هذه الامور إذالم نقض عليها ونتبني خطا جديدا وسلوكا جديدا فإن وطننا مهدد في وجوده  .
لقدكان الوضع متأزما جدا بسبب سلوكيات طال الزمن على عدم القضاء عليها قبل الازمة الذي نعيش وجاءت هذه الازمة التي تهددالعالم كله بمخاطر يصعب  إحصاؤها  وقدبدات تلسعنا ببعض إبرها بهذ الإغلاق الذي فرضته الظروف وهو شديد التاثير على الفقراء وهم الأكثرية . كما أنها قدأخرت استغلال الغاز الذي كنا ننتظر بدأ استغلاله في أقرب وقت  وقائمة تأثيرها علينا تطول...  فهل يمكن أن نستمر بسلوكياتنا التي تعيق تقدمنا  وسعادة شعبنا؟  أم علينا تغيير عقلياتنا  وجعل ازمتنا فرصة لحماية شعبنا وفتح طريق البناء والتقدم؟
   إن مايجري من تغيرات مهولة في العالم  يجعلنا نتحلى بالحذر الشديد ونهيؤ نفوسنا لحالة اقتصاد  وتسيير وأسلوب إدارة ومتابعة يختلف كلية عما تعودنا  لأن بلدنا  يشكل جزئا  من الأقتصاد العالمي برغم ضعفنا فأي انخفاض في الصناعة يؤثر على دخلنا من الحديد  وأي تغير في الإنتاج العالمي للمواد الغذائية سيكون تاثيره علينا كبيرا لأننا مستهلكين ضعيفي الأنتاج وهذا في نظرنا لايمكن استمراره.
هذ العالم سيصيبه الفيروس بضربة مزلزلة ستتوزع نتائجها وارتداد نتائجها على اقتصاديات كل العالم  هذا آذا استطاع العالم احتواء الوباء والقضاء عليه عاجلا  أما إذاتعذر احتواء الفيروس أوتأخر كثيرا  فإن النتائج الكارثية  تفوق كل تصور لأن العولمة  جعلت العالم قرية  أومدينة  واحدة.. عندما تسعل اليابان ترتفع درجة حرارة آلمانيا ..وعندماتتسارع أنفاس فرنسا ..تصاب تايلاندا بالدوار  أمانحن فنتأثر باي تغيرفي درجة حرارة أي جزء من العالم  ! !..فكلمايصيب   العالم يؤثرعلى الجميع  بغض النظر عن مستوى التطور  و معدلات النمو لذا نحن مطالبون باالأستعداد لجعل الأزمة فرصة للوعي والعمل بمقتضاه  وغير ذلك  نعرض وطننا لنتائج كارثية  لاشك في ذلك. سلم الله بلادنا وإقليمنا ....

26. أبريل 2020 - 14:01

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا