رسالتى الى الأطقم الطبية / عبد الرحمن ولد حبسه

ايها الجندى صاحب البذلة البيضاء تقدم بخطى حثيثة ثابتة فانت فخرنا وأملنا فانت من يبيت سهرانا فى الخطوط الأمامية فى حين تفرج آخرون كان يفترض أن يكونوا ممن هم فى ركب المساهمين في الحملة ضد هذا الوباء 'تقدم ايها الطبيب ايها الممرض ايها الاخصائي ايتها القابلة فمن لها إذا تقاسعتم ؟الفناكم تضمدون الجراح وترسمون البسمة على وجوه المرضى حتى تختفى معالم الحزن والكآبة  ٠

أن من يشكك في قدرة منظومتنا الصحية وكفاءاتنا الوطنية يجب أن يعي إننا سنقف له بالمرصاد فاي جهد ادخر هؤلاء؟اليسوا هم من كانوا أول المتصدين لهذا الوباء يسهرون الليل لاينامون ويظلون  طول النهار يقظين لايقيلون يتحملون لفح الحر وزمهرير الليل يترصدون عدوا خفيا شرسا لايبقى ولايذر اعجز اقوى واعتى المنظومات الصحية فى العالم 'كيف نتهم طواقمنا الصحية وحكومتنا  بعدم الجدية والتلاعب بالفحوصات ٠

أليست الحكومة هى من اتخذ إجراءات حازمة فى بداية ظهور الوباء من أجل الحد من انتشاره ففرضت الحظر وأغلقت الحدود ومنعت التنقل بين محافظات الوطن 'الم يكن الاطباء اول من تصدى لهذا الوباء فكانت الاصابات من ضمنها من يعملون فى قطاع الصحة أليس ذلك دليل على أنهم لم يقصروا ولم يتوانوا عن تلبية نداء الوطن٠

صبرا ايها الطبيب تقدم وسر كما كنت جندى عز بيدك العقاقير الطبية لاتبالى بمضيرك هدفك أن تنقذ المريض وتكتب صفحة خالدة فى تاريخ بلدك 'فاي عار فيك واي انتقاد يلحق بك  ؟فهل يستطيع المتقولون حجب أشعة الشمس ؟

ليس من المعقول أن نكر فضل هؤلاء، فكم انقذوا مريضا  بقدرة الله وبفضل خدماتهم  ٠

ايها المنتقد اعلم أن هذا الوباء لم تستطع اقوى المنظومات الصحية الوقوف فى وجهه  ا*الاسوية والاروبية والأمريكية وغيرها*فكيف تطلب منا  نحن فى موريتانيا احتواءه ليس علينا الا الصبر والاستماتة فى المقاومة وحري بالجميع أن تتضافر جهوده وان يتوحد من أجل مجابهة هذه المحنة فليس الوقت وقت الشحناء والتشكيك وانما وقت رص الصفوف ٠

فاي الاوطان ستؤوينا اذا لم تحافظ على وطننا وسعينا فى بنائه واعترفنا بالجميل لكل أبنائه المخلصين٠

 'لايخلو اي عمل من النواقص لكن ليس الى حد القول بأن  كل ماهو  موجود محض كذب وهراء 'وقد شهدت المنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة بكفاءة كوادرنا الطبية ومختبراتنا 'السنا ولله الحمد اقل دول المنطقة  تضررا من الوباء الى حد الساعة 'صحيح أن الوضع يتطلب مزيد اليقظة والاستعداد 'وعلى طواقمنا الصحية وحكومتنا الاستعداد لما هو أسوأ لاقدر الله ولكن ماالذى يجب علينا نحن  اتجاه حكومتنا سوى أن نلتزم بالاجراءات ونساهم فى التوعية والتحسيس     عل ذلك يعضد من مجهود الحكومة ووزارة الصحة  حتى نستطيع تخطى هذه اللحظة الحرجة ٠

أن الواجب الشرعي والوطنى والاخلاقى يفرض علينا أن تمد يد العون لاطباينا وحكومتنا وتثمين كل الخطوات المتبعة من أجل محاصرة الوباء'لكن لايمنعنا ذلك بالمطالبة بالمزيد ويكفى دليلا على جهود الحكومة أن رئيس الجمهورية يتابع عن كثب كل المستجدات فهل علينا أن نغير القدر ليس علينا الا السعي والصبر لكن ليس بالضرورة ان يمنع ذلك انتشار المرض فكم سعى المرء لأشياء لكن قد يعجز عن تحصيلها 'فمن المسلم به أن الإجراءات المتخذة قد ساهمت الى حد كبير فى محاصرة  الوباء    فكيف يمكن أن نتصور الوضع لو لم تتخذ هذه الإجراءات وهل ستكون الارقام على ماهي عليه اليوم لو تركتنا البلد مفتوحا أمام كل وافد يجوب البلاد ذهابا وايابا ٠

اعتقد أنه من الإنصاف أن نعذر حكومتنا  فى الكثير واطقمنا الصحية  فالامريكيون والاروبيون والاطاليون وغيرهم وقفوا عاجزين وهم  من هم فى التقدم وقد حصد الوباء منهم آلاف الأرواح فكيف بامة استقلت منذو 1960م 

 أن الوازع الديني يفرض علينا عدم التشكيك وعدم بث الرعب فى صفوف المواطنين فالواجب يملى  الصبر والتاني والتضرع الى الله  فهو وحده القادر على دفعة السوء واذهاب الحزن٠ 

على المرء أن يسع ويبذل الجهد 

ولايلام المرء فى مبلغ الجهد.

2. يونيو 2020 - 13:23

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا