السبيل الوحيد للإصلاح هو القضاء على الفساد ومحاصرته / الداه ولد اسلم

إن أي إصلاح جدي لا ينطلق من مبادىء واقعية وأسس سليمة سيكون مصيره هو الفشل قبل وصوله إلى الهدف المنشود وتحقيق غاية الإصلاح
لقد عانى مجتمعنا منذ نشأة الدولة الحديثة من تراكمات متتالية ساهمت في معظمها من ترسيخ ظاهرة الفساد وكان روادها يخرجون وكأنهم أبطالا ويتندر المجتمع ببطولاتهم في الفساد وهو أمر غريب في مجتمع مسلم, حتى أصبح من يعتمد النزاهة في عمله كأنه يعيش في مجتمع غريب ويتم تحييده من جل المناصب التي تعتبر بابا مدرا للفساد ومصالحه
وقد أثر ذلك على الكثير من مشاريع الدولة منذ نشأتها حيث نعيش اليوم مستوى متدنيا نت حيث البنىة التحتية من مدارس ومستشفيات وجامعات وطرق وغير ذلك من العوامل الأساسية في أي تنمية حقيقية 

لكن اليوم قبل غد أصبح من المفروض وضع حد لهذه السياسة العرجاء والتي لن تسير بنا الا نحو الهاوية، فلن تقدم مجتمعنا ولن يرضى بها أحفادنا وستتحملون كلكم لعنة أحفادكم على تركتكم الثقيلة هذه.

 فعلينا جميعا أن نتوجه للإصلاح بنية صادقة,  فبذلك فقط سنقصي على الفساد، ولن يتأتى ذلك إلا عندما يكون الإصلاح شعار الجميع وتعتمده الدولة والنواب والقضاة والمحامون والساسة والمثقفون والأطر والمعلمون والعمال واليدويون والكتاب والمدونون وعامة الشعب، كل من موقعه وحسب اطلاعه، وفضح جميع صفقات الفساد وإعادة ترتيب لجانها على أسس تزيهة وأن يتولاها من عم مؤتمون قادرون على الحفاظ عليها بكل تجرد ومسؤولية

إن المواطنة والتي نعنى بمفهومها الشامل العضوية الكاملة والمتساوية في المجتمع بما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهو ما يعني أن كافة أبناء الشعب الذين يعيشون فوق تراب الوطن سواسية بدون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادي أو الانتماء السياسي أو الموقف الفكري

هذه المواطنة هي التي تجعل من الإنسان شخصا قادرا على تبني فكرة الإصلاح والعمل على تحقيقها وعلى الجميع العمل من اجل ذلك الهدف النبيل...

9. يونيو 2020 - 18:18

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا