خلاصة الأصول والميزابية مقارنة في ليالي الحجر الشنقيطية (2) / د.أنس أحمد بزيد

الحلقة الثانية: إطلاق (يتيمة ابن الحاجب) و (مختصر ابن الحاجب).

تبدأ المقارنة الميدانية بين المفتونتين بابن الحاجب، بالتعرف على (يتيمة ابن الحاجب) في اصطلاح الميزابية، إذ ربما تكون هي عين (مختصر ابن الحاجب) عند خلاصة الأصول:

وذلك في قولهما على الترتيب التاريخي لهما:

ويتيمة ابن الحاجب احتجبت به _[1].....

كان اعتمادي في الكثير الغالب_ فيه على مختصر ابن الحاجب[2].

فلنتعرف على ابن الحاجب أولا:

ولنقارن بين الإطلاقين الواردين في الميزابية وخلاصة الأصول ثانيا:

أولا: تعريف ابن الحاجب، وفيه نكتفي بتخريج واختصار ما سطره، كتاب "تيسير الحصول على خلاصة الأصول"، إذ لم ألاحظ له تعريفا في طرة الميزابية، بينما جاء في تيسير الحصول: عثمان بن عمر بن أبي بكر ابن يونس الدوني ثم المصري الفقيه المالكي المعروف بابن الحاجب.

قال في وفيات الأعيان: وصنف في أصول الفقه، وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة، وخالف النحاة في مواضع، وأورد عليهم إشكالات وإلزامات تبعد الإجابة عنها، وكان من أحسن خلق الله ذهناً.

انتقل إلى الإسكندرية، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها ضاحي نهار الخميس 26 شوال سنة 646، وكان مولده في آخر سنة 570 بأسنا، رحمه الله تعالى.[3]

ثانيا: مقارنة بين إطلاقي "يتيمة ابن الحاجب ومختصر ابن الحاجب".

الوقفة الأولى: مع إطلاق مختصر ابن الحاحب:

معلوم أن ابن الحاجب صنَّف مختصرات طبَّقتْ شهرتها الآفاق منها: المختصر الفقهي: جامع الأمهات، والمختصر الأصولي: منتهي السول ومختصره، الكافية في النحو، والشافية في الصرف.[4]

ولا إشكال في أن إطلاق خلاصة الأصول، (مختصر ابن الحاجب)، معهود في كتب الأصوليين المتقدمين والمتأخرين، بدلالة لا يكادون يختلفون على مدلولها، بخلاف إطلاق (يتيمة ابن الحاجب)، فقد طالعنا، قول السبكي: (أما بعد فإن لنا تعليقا على مختصر الإمام أبي عمرو بن الحاجب)[5]، ثم قال: (وسميته رفع الحاجب، عن مختصر ابن الحاجب)[6]، ثم علق على حديث عدي بن حاتم، عند مسلم، -وقد أوره ابن الحاج-، أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله، فقد رشد، ومن يعصهما، فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله)[7]، فقال (فإن قلت: كيف قال المصنف: (معصيتهما) عقب سماع اللوم على الجمع بين الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم  - في ضمير واحد. قلت: لوم الخطيب؛ إنما كان لأن مقامه - وهي العظة والخطابة - يقتضي التوسع في الكلام؛ فكان المناسب فيه الإفراد؛ تعظيما، ولا كذلك أماكن الاختصار؛ ك (مختصر ابن الحاجب)[8]، وقال في كتاب آخر (اعلم أنا لنا في أصول الفقه مصنفات اشتملت على قدر كبير من الفروع المخرجة على الأصول، من نظره عرف أنا لم نسبق إليه، ومن أحاط بما في كتبنا الأربعة وهي:"شرح مختصر ابن الحاجب" و"شرح منهاج البيضاوي" و"المختصر المسمى" و"جمع الجوامع" والأجوبة على الأسئلة التي أوردت عليه المسمى "منع الموانع" من الفروع المخرجة على الأصول أحاط بسفر كامل "من ذلك")[9]، وسمى الإمام ابن كثير كتابه ("تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب")[10]، وسمى البابرتى (ت 786 هـ)، كتابه (الردود والنقود شرح مختصر ابن الحاجب)، جاء فيه (وها أنا قد كشفت عن ساعدي نقد للمختصر)[11]، وفي الإبهاج في شرح المنهاج: إطلاق (مختصر ابن الحاجب.)[12] أكثر من مرة، منها قوله (وفي عزمي والله الميسر أن أضع شرحا على مختصر ابن الحاجب)[13]، كما تكرر ذكر مختصر ابن الحاجب فيما لا يحصى من كتب الأصول وصفحاتها، مثل (التقرير والتحبير)[14]، و(التحبير شرح التحرير)[15]، و(غاية الوصول في شرح لب الأصول)[16]، و(شرح الكوكب المنير)[17]، وفي (طرح التثريب في شرح التقريب)[18]، قال: (ووجدت لشيخنا الإمام بهاء الدين أحمد بن شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في شرحه على مختصر ابن الحاجب)[19]، وفي كتاب التحرير والتنوير، قال (ابن السبكي في شرحه على مختصر ابن الحاجب الأصلي)[20]، وقبله جاء في المراقي، فصل الأمر[21]:

والنهي فيه غابر الخلاف _ أو أنه أمر على ائتلاف

وقيل لا قطعا كما في المختصَرْ _ وهو لدى السبكي رأي ما انتصَرْ.

فقد عنى هنا بـ "المختصر" مختصر ابن الحاجب الأصولي[22]، وفي فصل القوادح[23]:

منها وجود الوصف دون الحكم _ سماه بالنقض وعاة العلم

والأكثرون عندهم لا يقدح _ بل هو تخصيص وذا مصحح

وقد روي عن مالك تخصيص _ إن يك الاستنباط لا التنصيص

وعكس هذا قد رآه البعض _ ومنتقى ذي الاختصار النقض.

فقد عنى (بذي الاختصار) صاحب المختصر الأصولي وهو  ابن الحاجب[24].

وقد أفادني شيخي عبد الرحمن حمدي – حفظه الله تعلى- أن صاحب المراقي لم يذكر الاختصار وما منها تصرف، إلا في ثلاثة مواضع، ولم يقصد مختصر ابن الحاجب إلا في هذين الموضعين، أما قوله في التأويل:

والخلف في فهم الكتاب صير _ إياه تأويلا لدى المختصَر, [25]

فإنما عنى ب "المختصَر" مختصر خليل ابن إسحاق، وبالكتاب: المدونة[26].

ومما يناسب هنا ملاحظة تقارب إطلاق خلاصة الأصول (مختصر ابن الحاجب)، مع إطلاقي المراقي كما رأينا والتي ورد في خلاصة الأصول مع تيسير الحصول، ما يفيد كونها تكملة وتنقيحا للمراقي، قال:

وفيه إن شاء الإله تكملة _ لبعض ما المراقي أهمله[27]

الوقفة الثانية: مع إطلاق (يتيمة ابن الحاجب)

ربما يكون هذا الإطلاق من إبداعات الشيخ محمد المامي وإغراباته، التي منها الميزابية في أغلب جوانبها، ومنها تقديم علم الجدل لمن لم يألفه ولم يطلبه وربما لم يتقبله، في خمار القصيدة الغزلية، أنس العربي البدوي عموما والشنقيطي خصوصا، وربما نستشف من وراء هذا الإطلاق الغريب بعض النكات:

أولاها: شخصية ذاتية، -إن صح التعبير، أو ذووية،- وتعني عندي مسألتين:

أولاهما: شدة صداقة الرجل لهذا الكتاب تحديدا، -الذي صار يعبر عنه تعبيرا ذاتيا -إن جاز الإطلاق،- ذا شجون، فهو عنده مثلما يعرف عندنا في الثقافة الحسانية، بـ"بقرة الخريف".

ثانيهما: صداقته لعلمي الأصول والجدل عموما، فكأن الشيخ شعر بأهليته لتجاوز المحفوظ الذي يتردد على طرف  كل لسان، إلى ترجمة مقصوده منهما، شعرا بعد استبطانه علما مستبحرا غير راكد.

وربما يكون في ذلك الإطلاق شبه تمرد على التقليد المخيم على عقول تعودت الوقوف عند المحفوظ المتداول، حتى عند ما يكون مطلوب العلم التعبيرَ الناطق الذي يشع بقوة دراية الخبير وفهم الشاعر المستبطن..

ثانيها: علمية أكاديمية – بالتعبير المعاصر-، وتعني عند الشيخ تفرد كتاب ابن الحاجب عن غيره من المختصرات، التي لا ترقى لدرجته في نظر صاحب الميزابية، فكأن في إطلاق (يتيمة ابن الحاجب) على المختصر، تقديم أونوع براعة استهلال وصناعة تناغم مع، ما سيأتي في أحشاء الميزابية، من نقد لمن لم يدركوا تفرد مختصر ابن الحاجب بخصائص جعلت نسبته لغيره من المختصرات والشروح، عند مقارنة الخبير بينهما مثل، (يتيمة العِقد مع غيرها)، فقد جاء فيها:

ولينشأن في الحلية القوم الأولى- وكلوا الخصام لمن سبت خطابها

جمع الجوامع عندهم أقصى المنى_ هيهات سايرت المنى أربابها

سبعون تاليفا بفن أخطأت _ ما خص طائفة به أترابها[28]

وقد صرح بقصده إبراز هذا التميز الفذ لمختصر ابن الحاجب، في الطرة بقوله: (ويتيمة ابن الحاجب، أي: مختصره الكبير الأصلي لأنه عديم النظير، ولا يختص ذلك في كلام العرب بيتيمة العقد)[29].

ثالثها: تربوية بيداغوجية، بالتعبير المعاصر، أو منهجية، تنتمي للنظم التربوية، وطرائق التدريس المنهجي، تتمثل في ما يعرف عند التجار بربط البضاعة الكاسدة بالرائجة في البيع، حتى يكون في ذلك ترويج للجدل الأصولي الذي يشكو كسادا في نظر صاحب الميزابية، كما صرح بذلك، في السلطانية، في كتب أهداها لملك المغرب، قال:

وسورت بجدل الميزاب _ وفنه عنا من العزاب.

وقال في الميزابية:

عن أرض تحريم التبصر جنبه _ ناء كما هجر الأسَر ظرابها[30]،

وبهذا الأسلوب الشعري الغزلي تقدم الميزابية علم الجدل العويص الذي احتجبت به يتيمة ابن الحاجب.. والتي وصف صاحب الميزابية تمنعها عمن تقدموا لها سوى البكري الذي فض حجابها، وقد اختارت الميزابية، مفردات غزلية بالدرجة الأولى لتحسن تسويق، كتاب  أسمته بهذا الاسم تشويقا لفحول الطلبة والعلماء، لكن سرعان ما اعتذرت طرتها، بقوله (ويتيمة ابن الحاجب، أي: مختصره الكبير الأصلي لأنه عديم النظير، ولا يختص ذلك في كلام العرب بيتيمة العقد)[31]، ولتلاحظ معي اختيار الشيخ للمفردات الغزلية، في البيتين:

ويتيمة ابن الحاجب احتجبت به_ وبه الفتى البكري فض حجابها

إذ كان من حلي الجدار جدارها _ فأباح من فتح الجدار قبابها.

فقد ازدانت الأبيات بأوصاف نسائية تتلمس أثر من تختفي عن الأعين لصغرها وتمنعها، وتجملها لمن يكون قدرها الذي ينغصها عليه نظر الغير أحرى مروره، وإليك تتبعا للكلمات الغزلية التي تستدرج الرجال إلى علم الجدل الذي صدتهم عنه فحولته وجزالته، فتقدمه الميزابية في ألفاظ من قبيل:

(يتيمة – احتجبت – فض – حجابها – حلي - قبابها)، وسنحاو ل أن نزيد معنيين إشاريين في المعاني الغزلية:

أولهما: في قوله  (الفتى البكري فض حجابها)، إذ يظهر أن الشيخ الشاعر اختار إطلاق البكري على غيره مما هو أشهر منه مثل العضد والأيجي، لمناسبة جذر كلمة البكري لفض، في السياق الغزلي الذي أوردها فيه، أو للدلالة به على (بكارتها) المحذوفة، وقد حل (حجابها) محلها، وإن كان المشهور فيه البَكري بالفتح، نسبة لأبي بكر الصديق رضي الله تعلى عنه[32]، وهو خلاف البِكري بالكسر، فإنه يجمعهما قول ابن فارس: "باب الباء والكاف ومما يثلثهما"، وفي مادة بكر، قال: البِكر من النساء: التي لم تطمث، والبَكرُ: الفتي من الإبل، والأنثى بَكرة[33]، ومن طرائف ما يشهد لما أردناه على غرابته، ما ذكره شيخنا عبد الرحمن بن حمدي من أما ليه على صفحته على الفيس بوك، عن شيخنا العلامة محمد سالم بن عدود رحمه الله تعلى، أن المؤرخ الكبير والشاعر والكاتب والعالم المختار بن حامدن، كان مشرفا على امتحان شارك فيه طالب اسمه "بِيَ" بكسر الباء وفتح الياء، وكان من بين المتنافسين في ذلك الامتحان، العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، فقال المختار مقتبسا من الآية الكريمة، وملمحا لاسم "بِيَ" المذكور (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي)[34]، وكان الشيخ المحفوظ والد العلامة عبد الله بن بية حاضرا، فقال للمختار (هل فيها قراءة بالفتح)، ثم علق شيخنا عبد الرحمن حمدي، قائلا: (مما يستأنس به لسؤال الشيخ المحفوظ، مع ما فيه من تورية أو تلميح لابنه، العلامة عبد الله، من اللغة لا من القراءة ما نقله الفراء عن بعض طيء من فتح الباء الجارة مع بعض الضمائر وخاصة الغائب وقولهم:

بالفضل ذوفضلكم الله بَه _ وبالكرامة ذات أكرمكم بَها.)

قلت: وفي هذه التغريدة طرائف منها:

أولا- جمعت هذه القصة مع سندها ستة أعلام من علماء شنقيط من ثلاث مناطق ثقافية وثلاثة أجيال علمية، متصلة الإسناد، وقد ضم بعضهم للسند النسب.

ثانيا- رواية الساحلي عن الساحلي، وعنايته بعلمه النافع، وطرائفه الرائقة عناية خاصة، فقد جاء في مقدمة تسهيل شيخنا وتكميله، لمتن سيدي خليل:

قال محمد بسالم تبع _ نجل محمد بعال قد شفع

الساحلي المنتمي بالأسِّ _ إلى المبارك الذي للخمس.... إلخ.

وهذه القصة تشهد لما كنت أسمعه من بعض الطلبة من أن محظرة أم القرى ضمن محاظر نوادر تسمع من شيوخها حكايات، عن كل علماء شنقيط وغيرهم، ويؤيد ذلك ما يسنده شيخنا العلامة محمد يحيى ابن عدود لوالده رحمهما الله تعلى محذرا طلابه ظاهرة معهودة، من قوله: "كثرة العزو للشخص الواحد تعلم الكذب".

ثالثا- سرعة بديهة العلامة المحفوظ بن بية، وهو من علماء "الشرق الموريتاني" بفهمه عن المختار بن حامدن "الديماني بحق الإكيدي"، بكاف معقودة، ذات الخصائص "القبلية" الخاصة، بعض أدق إلماحاته القرآنية، بما لا يتنافى مع سرية الامتحان، وتأسيسه عليه سؤالا بديعا.

رابعا- أثر إظهار تشجيع الآباء وحضورهم وتصريحهم بالتمني الصادق، بتصدر أبنائهم على مستقبل الأبناء، وإعلاء همهم، (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[35]

خامسا- تمني ما يستدل به عموما، كما عند كل مستدل، وتمني أن يكون الدليل المعين على الصغة كذا، ليكون أقرب لما يريد المستدل، كتمني أن تكون الباء على غير ما هي عليه، فقد تمنى الشيخ المحفوظ قراءة بالفتح لقوله تعلى (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي)[36]، كما تمنيت أن يكون (البكري) بِالكسر.

ثانيهما: وعلى هذا ربما كان اختيار الشاعر أيضا إطلاق (يتيمة ابن الحاجب)، لمناسبتها للجو الشعري الغزلي الذي وردت فيه، وللتناسب القائم في مقابلة (يتيمة ابن الحاجب احتجبت به) بـ (الفتى البكري فض حجابها)، فكأن الشاعر العالم والله أعلم، كشف لكليهما عن صفات فاتنة عند الآخر، ولنبدأ أولا: بما بدأ الشاعر به (اليتيمة)، ونذكر لها صفتين، أولاهما: الصغر الملازم لليتم، كما في قوله تعلى (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ)[37]، ويلازم صغرَ الأنثى غالبا البكارةُ ورغبةُ الرجال ، كما قال الله تعلى (فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ)[38]، ويفهم التلازم بين الصغر والبكارة أيضا، من قوله تعالى (لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ)[39]، والفارض المسنة[40]، (يعني: لا هرمة[41]، (وَلَا بِكْرٌ)[42] يعني: ولا صغيرة)[43]، أو (يعنى ليست بكبيرة ولا بكر أى شاب عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ يعني بالعوان بين الكبيرة والشابة)[44]، قلت: إيضاحا لمحل الاستشهاد، فلعل تسمية الصغيرة بالبكر ومقابلتها بالفارض، من باب تسمية الشيء بملازمه، فالبكارة تلازم الصغيرة غالبا، وقد تفارقها.

ثاني الصفتين: دفع ما قد يلازم يتم الدنية من الضياع، بقوله (يتيمة ابن الحاجب احتجبت به)، فهي بنت شخصية أكثر من مرموقة، فهي بنت حاجب السلطان، الذي ترك لها ما تحتجب به من القيم المادية والمعنوية، لتظل بعد اليتم منه مرهوبة الجناب، كما وصف شيخنا لمرابط بن ألما الميزابية[45].

ثم نثني بـقوله (الفتى البكري)، وكأن الشاعر ينوه فيه بخصلتين مرغوبتين عند مثيلاتها أيضا، هما: (الفتوة، والبكارة).

ثم نجمع بينهما ثالثا بذكر جامع بينهما، تعليقا على قوله (وبه.. فض حجابها)، بما فيه مقابلة، ضمير المذكر في (به.. )، بضمير الأنثى في (ــها) فقد ضمن لنا هذا التعبير سلامتهما من عيوب العجز الكثيرة في الطرفين[46].. كما فيه تزكية لعفافها وتمنعها عن رجال عجزوا عن استنطاقها، قبل البكري، الذي اختص في نظر الشيخ الشاعر بفك رموز يتيمة ابن الحاجب.

ولا يفوتنا هنا ملاحظة أن قوله (فض حجابها)، ربما تكون من باب الكناية، إذ يناسب (فض) بكارتها، كما يناسب (حجابها)، هتك، أودخل كما لابن رشيق:

وكم بيضاء مسكيّ قناها _ من الإغريض حسناء الجميع

هتكت حجابها عنها فأبدت _ لسان البحر في يبس الضريع[47]

ولأبي بكر ابن دريد من أبيات، من الخفيف:

وحديث ألذ من رقدة الفج _ ر وأذكى من نفحة الروض طيبا

قد ترشّفته بسمعي والليل _ يصادي نجومه أن تغيبا

وعقار تعلّم القبْس المش _ عل منها شعاعها واللهيبا

قد هتكنا حجابها وهو ذنب _ وعسى الله أن يقيل الذنوبا[48]

فكأن البكري في نظر الشيخ الشاعر تجاوز إلى "يتيمة ابن الحاجب" كل حاجب وحجاب وخباء على حد قول امرؤ القيس:

وبيضة خدر لا يرام خباؤها _ تمتعت من لهو بها غير معجل[49]

فلنعلق على قوله (حجابها)، والحجاب الستر. وامرأة محجوبة. قد سترت بستر.[50]، وما تستر به المرأة في القرآن على نمطين:

أولهما: في القرآن الجلباب، كما في قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)[51]

الجلباب: الرداء، أو القناع، أو كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها[52]،  وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سئل عن حد الأمة: إن الأمة ألقت فروة رأسها من وراء الدار. قال الأصمعي: الفروة جلدة الرأس. قال أبو عبيد: وهو لم يرد الفروة بعينها، وكيف تلقي جلدة رأسها من وراء الدار، ولكن هذا مثل، إنما أراد بالفروة القناع، يقول ليس عليها قناع ولا حجاب[53]، وأمرت أن ترخي من جلبابها إذا خرجت من البيت فأما إذا كانت في البيت فلا تؤمر بذلك[54]، فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن[55].

وربما يشهد لإطلاق الحجاب على الجلباب، في قول ابن رشيق:

وكم بيضاء مسكيّ قناها _ من الإغريض حسناء الجميع

هتكت حجابها عنها فأبدت _ لسان البحر في يبس الضريع[56]،

وقول أبي نواس:

قد أَغتدِى والشَّمْسُ في حِجَابها-  مَستورةً لم تَبْدُ من جِلْبابِهَا[57]

لم يَقْطَع اللَّيْلُ عُرَا أَطنابِهَا - مثْل الكَعَابِ الرُّودِ في نِقَابِهَا[58]

وقوله أيضا:

لمَّا تبدَّى الصُّبحُ من حجابِهِ _  كطلعة الأشمط من جلبابه

هِجْنا بكلبٍ طالَ ما هجنا به _ ينتسفُ المِقودَ من جذَّابه[59]

وقول عبد الله بن المعتز:

ترنو بناظرة كأن حجابها _ وقب أناف بشاهق لم يحلل

وكأن مسقطها إذا ما غرّست _ أثار مسقط ساجد متبتل

وكأن آثار النسوع بدمّها _ مسرى الأساود في كثيب اهيل[60]

الوَقْب: وَقْب الْعين، وَهُوَ غارها مَا تَحت الحِجاج[61].

وقول عبد الله فكري (ت: 1307هـ -1889م)، في تصويره نفسية امرأة فرنجية تتجر بعرضها:

وهيفاءَ من آل الْفَرنجِ حجابها _ على طالبي معروفها في الهوى سهل

تعلقها، لا في هواها مراقب _ يخاف ولا فيها على عاشق بخل

إذا أبصرتْ من ضرب باريز قطعة _ من الأصفر الإبريز زل بها النعل

فلما تعرضنا الحديث تعرضت _ لوصل ومن أمثالها يطلب الوصل

فرحتُ بها في حيث لا عينُ عائن _ ترانا، ولا بعل هناك ولا أصل

وبت ولي سكرانُ من خمرِ لحظها _ وراحِ ثناياها، ومن خدها نُقل[62]

وقمت ولم أعلم بما تحت ثوبها _ وإن كان شيطاني له بيننا دخل[63]

فلو فُسِّر (حجابُها) في البيت الأول بـ(ثوبِها) في البيت الأخير، لكان الحجاب هنا أقرب للجلباب. والله تعلى أعلم.

ومن دقائق تحريرات المحدث الألباني، قوله: وقد بدا لي .. أن أستبدل اسم الكتاب "حجاب المرأة المسلمة" بـ"جلباب المرأة المسلمة"؛ لما بينهما من الفرق في الدلالة والمعنى؛ .. ولأن موضوع الكتاب ألصق بهذا الاسم دون ذاك، فبينهما عموم وخصوص، فكل جلباب حجاب، وليس كل حجاب جلبابًا كما هو ظاهر[64]. إلا أنه يؤخذ على طبعة كتابه التي بين أيدينا، إدخال الباء على المرغوب، على عكس القاعدة، المدروسة عند قول ابن مالك:

بالبا استعن وعد عوض ألصق_ ومثل مع ومن وعن بها انطق[65]،

وفي ذلك يقول شيخنا العلامة اللغوي، د. محمد الحافظ بن اكاه: القاعدة: (ما لا ترده ألزق به الباء)، مرشدا لاستقراء الأمثلة القرآنية المتواترة، ولعل الشيخ الألباني التبست عليه – أوعلى طباعه- قاعدة الترتيب، مع قاعدة الباء، وهما متباينتان، أو علم صحة خلاف ما ذكر الشيخان- كما فصل العلامة ابن عاشور، بقوله [66] : وجميع أفعال مادة البدل تدل على جعل شيء مكان آخر.. ولهذا اقتضت تعدية لمتعلقين إما مفعولية فيهما كفعل الجعل، فالأول هو المزال والثاني هو الذي يخلفه، وإما مفعولية في أحدهما وجرا للآخر كأفعال التعويض كاشترى، فإذا تعدت لمفعول واحد وتعدت للآخر بالباء وهو الأكثر فالمنصوب هو المأخوذ والمجرور هو المبذول نحو قوله تعلى (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر)[67]

وثانيهما: في القرآن حجاب، كما في قوله تعلى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)[68]،

قال ابن عاشور: والحجاب: الستر المرخى على باب البيت. وكانت الستور مرخاة على أبواب بيوت النبيء صلى الله عليه وسلم الشارعة إلى المسجد. وقد ورد ما يبين ذلك في حديث الوفاة حين خرج النبيء صلى الله عليه وسلم على الناس وهم في الصلاة فكشف الستر ثم أرخى الستر. ومن وراء حجاب متعلق ب فسئلوهن فهو قيد في السائل والمسئول المتعلق ضميراهما بالفعل الذي تعلق به المجرور. ومن ابتدائية. والوراء: مكان الخلف وهو مكان نسبي باعتبار المتجه إلى جهة، فوراء الحجاب بالنسبة للمتجهين إليه فالمسؤولة مستقبلة حجابها والسائل من وراء حجابها وبالعكس[69]،

ويشهد لذلك قول عمر رضي الله عنه: قلت: «.. فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب»[70]،  وقول أنس: (...حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة، وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب»[71]

كما يشد ل قول الشاعر:

فطوبا لنفس لا رمتَ بابَ دارها _ مغلقةَ الأبوابِ مرخىً حجابها[72]

فَطُوبَى لنَفْسٍ أُوْلِعَتْ قَعْرَ دَارِهَا - مغلَّقة َ الأبوابِ مرخى ً حجابها[73]

أَبا أَسَدٍ ما باتَ ضَيْفُكَ آمِناً ... وإِنْ بِتّ في دارٍ شَديدٍ حِجابُها[74]

وقول بطرس النصراني:

محجبة كم بات دون حجابها _ أخو لوعة بين الصبابة والوجد[75]

وقول الصفي الحلى:

تهيم بها العشاق خلف حجابها _ فكيف إذا ما آن منها سفورها[76]

وقول الشاعر:

إذا اقتربت سعدى لججتَ بهجرها _ وإن تغترب يوماً يرعكَ اغترابها

ففي أيِّ هذا راحةٌ لكَ عندها _ سواءٌ لعمري نأيها واقترابها

تباعدها عندَ الدنوِّ وربّما _ دنت ثمَّ لم ينفع وشدَّ حجابها[77]

وقول الآخر:

وعروسٍ حجابها بطنُ دنٍّ _ عُمرت في دساكر الرُّهبان

لبسها من عناكبٍ بغُزُولٍ _ خلتُها قد تجسمت من دخانِ

دوحة للفرات من زعفرانٍ _ تلد الدرَّ في رؤوس القِيان

وعليها غلائلٌ من زجاجٍ _ واضحاتٍ قليلةِ الكتمان

ظلتُ يومي أنفي بها الحزن عني _ فهي ترياقُ لاعج الأحزان

مع فتيان لذةٍ صحبوها _ كلُّهم مسعدٌ مطيعُ العنان

وعلى هامهم أكاليل آسٍ _ في مكان اللُّجين والعِقيان[78]

وعلى هذا يكون أصل الكلام (هتك حجابها وفض بكارتها)، فيكون الشيخ الشاعر إنما أراد، بقوله (فض حجابها)، الأمرين (فض بكارتها وهتك حجابها)، بذكر الطرفين في الجملتين، على منوال قول الشاعر:

قالوا: اقترحْ شيئاً نجد لك طبخه. _ قلت: اطبخوا لي جبّةً وقميصا.

وإعمالا للبلاغة: ومن غايات الإنشاء البلاغة في المقاصد والبلاغة هي أن يبلغ المتكلم بعبارته كنه مراده مع إيجاز بلا اخلال وإطالة من غير املال.[79]

وهل يمتنع في باب المشاكلة أن يقصد الشاعر الأمرين معا؟

فيكون الشاعر دلل على الأول بقوله (اطبخوا لي) أي ما من شأنه الطبخ..

كما دلل على الثاني بصريح قوله (جبّةً وقميصا).

إذ الأظهر عندي أنه لا يرفض الطبيخ مطلقا، ولا ينسيه رغبته فيه مخيط، ولو كان (جبة وقميصا)، وإنما يشترطه لحضور مجلس فيه ما لذ وطاب، كما عليه دلت قصة

أبي الرقعمق المتواترة عند الأدباء، والبلاغيين، أنه قال: كان لي إخوان أربعة وكنت أنادمهم أيام الأستاذ كافور الإخشيدي فجاءني رسولهم في يوم بارد وليست لي كسوة تحصنني من البرد، فقال إخوانك يقرأون عليك السلام ويقولون لك قد اصطبحنا اليوم وذبحنا شاة سمينة فاشته علينا ما نطبخ لك منها قال فكتبت إليهم:

إخواننا قصدوا الصبوح بسحرة _ فأتى رسولهم إلي خصوصا

قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه _ قلت اطبخوا لي جبة وقميصا.

قال فذهب الرسول بالرقعة فما شعرت حتى عاد ومعه أربع خلع وأربع صرر في كل صرة عشرة دنانير فلبست إحدى الخلع وصرت إليهم[80].

قال في معاهد التنصيص: والشاهد فيه المشاكلة وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا أو تقديرا وهي هنا قوله (اطبخوا) فإنه أراد (خيطوا) فذكر خياطة الجبة والقميص بلفظ الطبخ لوقوعها في صحبة طبخ الطعام

ومثل البيت قول ابن جابر الأندلسي

(قالوا اتخذ دهنا لقلبك يشفه _ قلت ادهنوه بخدها المتورد)[81].

قلت لعل بين البيتين أو المثالين فرقا من جهة قصد صاحبيهما:

فيكون الأول: أبو الرقعمق أراد الأمرين حقيقة، الطبيخ والمخيط معا، وهذا ربما كان أقرب لقصد الشيخ الشاعر في قوله (فض حجابها)، فإنه قصد الأمرين معا: هتك الحجاب ودخل بالبكر (فض).

أما الثاني: ابن جابر فلا رغبة له البتة في الدهن، وإنما ينحصر كل دواء قلبه ودهنه وتسليته في (خدها المتورد).

وبمحاولة الإثراء هذه ربما يتجلى طرف من مقصود الشيخ الشاعر، ليتضح أنه لا لمحض الإغراب، كما قد يُفهم، وفي نظري أن ذلك ضمن جوانب أخرى من اختصاص الأدباء والبلاغيين، وهو في انتظارهم، دون منازع... فهو لعلم الشعر والقصيد منه أقرب لعلم الجدل والأصول.

ويقرب ذلك المعنى الغزلي الإشاري، وما فيه من تجانس بين باب بكر وفض، مطالعتُنا لترجمة الحجوي،[82] جط لابن دقيق العيد المالكي الشافعي (ت 702هـ)، قال: (وصفه السبكي بأنه المجتهد المطلق قال: وشرح مختصر ابنِ الحاجب في الفقه لم يكمل، وهو أول من افتض بكارته)، وكما جاء في "إتحاف المطالع" في ترجمة الجريري (ت: 1240 ه)، قال: (صاحب شرح الشمقمقية في مجلدين ضخمين، هو أول من افتض بكارتها)[83]، (ومنه: فض خاتم الكتاب)[84]،  فيكون الشيخ أراد التلميح للمثل الشائع: افتض بكارتها[85]. المسموع في الحرب والكتب وغيرها[86]، كما قال العلامة أبو إسحاق الإِلْبِيريّ الأندلسيّ (ت: (460 هـ)، في نصح ابنه:

لإِنْ رَفَعَ الْغَنيُّ لِوَاءَ مَالٍ _ لأَنْتَ لِوَاءَ عِلْمِكَ قَدْ رَفَعْتَا

لإِنْ جَلَسَ الْغَنِيُّ عَلَى الْحشَايَا _ لأَنْتَ عَلَى الْكَوَاكِبِ قَدْ جَلَسْتَا

وَإِن رَكِبَ الجْيَادَ مُسَوَمَّاتٍ _ لأَنْتَ مَنَاهِجَ التَّقْوَى رَكِبْتَا

وَمَهْمَا افتَضَّ أَبْكَارَ الْغَوَانِي _ فَكَمْ بِكْرٍ مِن الحِكَم افْتَضَضْتَا[87]

وفي الحلقة القادمة بحول الله تعلى أقارن عنوانيهما بعنوان المختصر الأصلي الجدلي. وإلى ذلك الحين أبقى مستشكلا على المتخصصين والباحثين مقصود قول الشيخ محمد المامي في طرة الميزابية (ويتيمة ابن الحاجب، أي: مختصره الكبير الأصلي لأنه عديم النظير)[88]؟، فأي كتابي ابن الحاجب يعني؟ منتهى السول؟ أم مختصر منتهى السول؟ وهل لمنتهى السول وجود في دنيانا اليوم؟ وكيف الحصول عليه؟

 

--------------------------------------------------------------

[1]- الميزابية، للشيخ محمد المام بن البخاري الباركي الشنقيطي (ت: 1282)، مطبوعة ضمن ديوانه الشعري،  ط: 2، زاوية الشيخ محمد المام، 1435 هـ – 2012م، البيت: 6، ص 532.

[2]- تيسير الحصول على خلاصة الأصول، للشيخ محمد سعيد بن بدّ العلوي الشنقيطي، ط 1، مركز نجيبويه والدار النباغية، 1438 هـ – 2017م، البيت 1122، ص 547.

[3]- كل ما في "تيسير الحصول"، ص 547، طالعته في "وفيات الأعيان" لابن خلكان (ت: 681هـ)، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر – بيروت، 1900، ج 3، ص 248 – 250.

[4]- جزء من شرح تنقيح الفصول في علم الأصول، للقرافي (ت: 684هـ)، إعداد الطالب: ناصر الغامدي (رسالة ماجستير)، إشراف: د. حمزة الفعر، كلية الشريعة - جامعة أم القرى، 1421 هـ - 2000 م، ج 1، ص 38، مقدمة الرسالة.

[5]- رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، للتاج عبد الوهاب السبكي (ت: 771هـ)، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود، ط: 1، عالم الكتب - لبنان / بيروت، 1999م - 1419هـ، ج 1، ص 2.

[6]- رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، م.س، ج 1، ص 11.

[7]- المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (ت: 261هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، ح 49 - (871).

[8]- رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، م.س، ج 1، ص 435.

[9]-  الأشباه والنظائر، للسبكي (ت: 771هـ)، ط: 1، دار الكتب العلمية، 1411هـ- 1991م، ج 2، ص 77.

[10]- تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب، لابن كثير، (ت: 774هـ)، ط:2، دار ابن حزم، 1416هـ - 1996م، ج 1، ص 55.

[11]- الردود والنقود شرح مختصر ابن الحاجب، للبابرتى الحنفي (ت 786 هـ)، تحقيق: ترحيب الدوسري (جـ 2)، أصل الكتاب: رسالة دكتوراة نوقشت بالجامعة الإسلامية - كلية الشريعة - قسم أصول الفقه 1415 هـ، ط: 1، مكتبة الرشد ناشرون، 1426 هـ - 2005 م، ج 1، ص 88.

[12]- الإبهاج في شرح المنهاج، للسبكي وولده، دار الكتب العلمية –بيروت، 1416هـ - 1995 م، ج 2، ص 50.

[13]- الإبهاج في شرح المنهاج، م.س، ج 3، ص 275.

[14]- التقرير والتحبير، لابن أمير حاج الحنفي (ت: 879هـ)، ط: 2، دار الكتب العلمية، 1403هـ - 1983م، ج 1، ص 44، 98، 124، 154، 214 مرتين، 222، 243، 311، 312، ج 2: ص 12، 121، 242، ج 3: ص 114، 117، 119، 171.

[15]- التحبير شرح التحرير، للمرداوي الحنبلي (ت: 885هـ)، تحقيق: د. الجبرين، وآخرين،  ط: 1، مكتبة الرشد - السعودية / الرياض، 1421هـ - 2000م، ج 1، ص: 26، 132، 380، ج 2: ص 471، 867، ج 6: ص 3098، ج 7، ص 3161، 3219، 3280، ج 8: 3752، 4272.

[16]- غاية الوصول في شرح لب الأصول، لزكريا الأنصاري، (ت: 926هـ)، دار الكتب العربية الكبرى، مصر، ص 127.

[17]- شرح الكوكب المنير، لابن النجار الحنبلي (ت: 972هـ)، تحقيق: محمد الزحيلي ونزيه حماد، ط: 2، مكتبة العبيكان، 1418هـ - 1997 مـ، ج 4، ص 60، 229.

[18]- طرح التثريب في شرح التقريب، لعبد الرحيم العراقي (ت: 806هـ)، أكمله ابنه: أحمد العراقي (ت: 826هـ)، الطبعة المصرية القديمة - وصورتها دور عدة منها (دار إحياء التراث العربي، ومؤسسة التاريخ العربي، ودار الفكر العربي)، ج 7، ص 152.

[19]- طرح التثريب في شرح التقريب، م.س، ج 7، ص 152.

[20]- :التحرير والتنوير، لمحمد الطاهر ابن عاشور (ت: 1393هـ)، الدار التونسية للنشر – تونس، 1984 هـ، ج 12، ص 71.

[21]- مراقي السعود، سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي، ط: 2،  دار المنارة - السعودية، 1429 هـ– 2008م، ص 38، البيتان: 265 – 266.

[22]- نثر الورود على مراقي السعود، للعلامة محمد الأمين الشنقيطي،  تحقيق وإكمال تلميذه، د. محمد ولد سيدي ولد حبيب الشنقيطي، ط: 3، نشر: محمد محمود الخضر القاضي،  توزيع: دار المنارة، ج 1، ص 193.

[23]- مراقي السعود، ص 95 - 96، الأبيات: 762 – 765.

[24]- نثر الورود، م. س، ج 2، ص 530.

[25]- مراقي السعود، ص 58، البيت:444.

[26]- نثر الورود، ج 1، ص 329 – 330.

[27]- "تيسير الحصول"، ص12، البيت 14.

[28]- الميزابية، البيت: 6، ص 547.

[29]- طرة الميزابية، البيت: 6، ص 532.

[30]- طرة الميزابية، البيت: 13، ص 534.

[31]- طرة الميزابية، البيت: 6، ص 532.

[32]- راجع رشف الرضاب، ص 173، وطبقات الشافعية الكبرى، التاج عبد الوهاب السبكي (ت: 771هـ)، تحقيق: د. محمود الطناحي د. عبد الفتاح الحلو، ط: 2، هجر للطباعة، 1413هـ، ج 10، ص 46.

[33]- مجمل اللغة، لأحمد بن فارس (ت: 395هـ)، دراسة وتحقيق: زهير سلطان، ط: 2، مؤسسة الرسالة – بيروت، 1406 هـ - 1986 م، بكر.

[34]- سورة يوسف، الآية 100.

[35]- سورة يوسف، الآية 68.

[36]- سورة يوسف، الآية 100.

[37]- سورة النساء، الآية 127.

[38]- سورة النساء، الآية 127.

[39]- سورة البقرة.

[40]- مجمل اللغة م.س، فرض.

[41]- جامع البيان في تأويل القرآن، لمحمد بن جرير، أبي جعفر الطبري (ت: 310هـ)، تحقيق: أحمد شاكر، ط: 1، مؤسسة الرسالة، 1420 هـ - 2000 م، ج 2، ص 184.

[42]- سورة البقرة.

[43]- جامع البيان، م.س، ج 2، ص 184.

[44]- تفسير مقاتل بن سليمان الأزدي البلخى (ت: 150هـ)، تحقيق: عبد الله محمود شحاته، ط: 1، دار إحياء التراث – بيروت، 1423 هـ، ص 114.

[45]- راجع تقريظ لمرابط محمد سالم بن حيمد بن ألما لرشف الرضاب، لعبد الرحمن حمدي، مطبعة المنار، 2020م، ص 323.

[46]- المدونة، للإمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (ت: 179هـ)، ط: 1، دار الكتب العلمية، 1415هـ - 1994م، عيوب النساء والرجال، ج 2، ص 142، و: يتبرأ من دبر أو عيب فرج أو كي فيوجد أشنع مما يتبرأ منه، ج 3، ص 362. و: البيان والتحصيل، لأبي الوليد محمد ابن رشد القرطبي (ت: 520هـ)، حققه: د محمد حجي وآخرون، ط: 2، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، 1408 هـ - 1988 م، ج 8، ص 359. و: المختصر، خليل بن إسحاق، الجندي المالكي المصري (ت: 776هـ)، تحقيق: أحمد جاد، ط: 1، دار الحديث/القاهرة، 1426هـ/2005مـ ، خيار العيب، ص 154.

و: الفواكه الدواني على رسالة القيرواني، لأحمد بن غانم النفراوي (ت: 1126هـ)، دار الفكر، 1415هـ - 1995م، ج 2، ص 37.

[47]- غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات، علي بن ظافر الأزدي (ت: 613هـ)، تحقيق: د. محمد زغلول، د. مصطفى الصاوي، دار المعارف، القاهرة، ص 111.

[48]- المجموع اللفيف، لأمين الدولة محمد بن هبة الله العلوي الأفطسي الطرابلسي (ت: بعد 515هـ)، ط 1،: دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1425 هـ، ص 157.

[49]- ديوان، امْرُؤُ القَيْس بن حجر بن الحارث الكندي، (ت: 545 م)، اعتنى به: عبد الرحمن المصطاوي،ط: 2، دار المعرفة – بيروت، 1425 هـ - 2004 م، ص 15.

[50]- تهذيب اللغة، محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (ت: 370هـ)، تحقيق: محمد عوض مرعب،ط: 1، دار إحياء التراث العربي – بيروت، 2001م، ح ج ب.

[51]- سورة الأحزاب، الآية 59.

[52]- تفسير القرآن، لعز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، سلطان العلماء (ت: 660هـ)، تحقيق: د. عبد الله الوهبي، ط: 1، دار ابن حزم – بيروت، 1416هـ/ 1996م، ج 2، ص 590.

[53]- الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (ت: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، ط: 2، دار الكتب المصرية – القاهرة،1384هـ - 1964 م، ج 5، ص 143.

[54]- مجموع الفتاوى، لتقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت: 728هـ)، تحقيق: عبد الرحمن ابن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، 1416هـ/1995م، ج 15، ص 372.

[55]- مجموع الفتاوى، م. س، ج 15، ص 443.

[56]- غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات، علي بن ظافر الأزدي (ت: 613هـ)، تحقيق: دكتور محمد زغلول سلام، دكتور مصطفى الصاوي الجويني، دار المعارف، القاهرة، ص 111.

[57] الزهرة، لأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني ثم البغدادي الظاهري (تى: 297هـ)، من الشاملة، غير موافق، ص 212.

[58] - الأنوار ومحاسن الأشعار، لأبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي (المتوفى: 377هـ)، من الشاملة، غير موافق، ص 101.

[59] الزهرة، لأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني ثم البغدادي الظاهري (تى: 297هـ)، من الشاملة، غير موافق، ص 212.

[60]- مباهج الفكر ومناهج العبر، لأبي إسحق برهان الدين محمد بن إبراهيم الوطواط (المتوفى: 718هـ)، الشاملة غير موافق، ص 58.

[61]- جمهرة اللغة، لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت: 321هـ) تحقيق: رمزي منير بعلبكي،

ط: 1، دار العلم للملايين – بيروت، 1987م، بقواي.

[62]- و(النقل) بالضم ما (يتنقل) به على الشراب. وقال ثعلب: لا يقال إلا بفتح النون. مختار الصحاح، لزين الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الرازي (ت: 666هـ)، تحقيق: يوسف الشيخ، ط: 5، المكتبة العصرية - الدار النموذجية، بيروت – صيدا، 1420هـ / 1999م، نقل.

[63] - في الأدب الحديث، لعمر الدسوقي، دار الفكر العربي، 1420 هـ- 2000م، الشاملة، غير موافق، ج :1، ص: 152.

[64]- جلباب المرأة المسلمة، لمحمد ناصر الدين، الألباني (ت: 1420هـ)،ط:3، دار السلام،  1423هـ -2002 م، ص 21.

[65]- شرح ألفية ابن مالك، لابن عقيل ، عبد الله بن عبد الرحمن (ت : 769هـ)، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد، ط: 20، دار التراث - القاهرة، دار مصر للطباعة ، سعيد جودة السحار وشركاه، 1400 هـ - 1980 م، ج 3، ص 22.

[66]- :التحرير والتنوير ، محمد الطاهر ابن عاشور التونسي (ت: 1393هـ)، الدار التونسية للنشر – تونس، 1984 هـ، ج 22، ص 91.

[67]- سورة البقرة، الآية 61.

[68]- سورة الأحزاب، الآية 53.

[69]- :التحرير والتنوير، م.س، ج 22، ص 91.

[70]- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، ط: 1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ، ح 4790.

[71]- صحيح البخاري، م.س، ح 4793.

[72] - سفط الملح وزوح الترح، لسعد الله ابن الدجاجي (ت: 564هـ)، ص 30.

[73]- دواوين الشعر العربي على مر العصور، ج 9، ص 232.

[74]- الجيم، لأبي عمرو إسحاق بن مرّار الشيباني بالولاء (ت: 206هـ)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، راجعه: محمد خلف أحمد، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 1394 هـ - 1974 م، ج 2، ص 170.

[75] - نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار، عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن درهم (ت: 1362هـ)، دار العباد – بيروت، ص 352.

[76] - نزهة الأبصار، م. س، ص 81.

[77] - منتهى الطلب من أشعار العرب، محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون البغدادي (ت: 597هـ)، ص 95.

[78] - قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور، للرقيق النديم القيرواني، أبو اسحاق إبراهيم بن القاسم (ت: نحو 425هـ)، ص 159.

[79]- ثمرات الأوراق (مطبوع بهامش المستطرف في كل فن مستظرف للشهاب الأبشيهي)، لابن حجة الحموي، تقي الدين أبو بكر بن علي (ت: 837هـ)، مكتبة الجمهورية العربية، مصر، ج 2، ص 141.

[80]- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو الفتح العباسي (ت: 963هـ)، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، عالم الكتب – بيروت، ج 2، ص 252.

[81]- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، عبد الرحيم بن أحمد، أبو الفتح العباسي (ت: 963هـ)، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، عالم الكتب – بيروت، ج 2، ص 252.

[82]- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، للحجوي (ت: 1376هـ)، ط: 1، دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان، 1416هـ- 1995م، ج 2، ص 276.

[83]- إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، لابن سودة (ت: 1400هـ)، تحقيق: محمد حجي، ط: 1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1417 هـ - 1997 م، ج 1، ص 135.

[84]- الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب، محمد بن عبد الحق اليفرني (625 هـ)، تحقيق: د. العثيمين، ط: 1، مكتبة العبيكان، 2001 م، ج 2، ص 157.

[85]- عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، للسمين الحلبي (ت: 756 هـ)، تحقيق: محمد باسل عيون السود، ط: 1، دار الكتب العلمية، 1417 هـ - 1996 م، ج 1، ص 52.

[86]- الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، لأبي شامة (ت: 665 هـ)، تحقيق: إبراهيم الزيبق، ط: 1، مؤسسة الرسالة – بيروت، 1418 هـ/ 1997 م، ج 4، ص 464.

[87]- مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه، لابن آدم، ط: 1، دار المغني، الرياض - المملكة العربية السعودية، 1427 هـ - 2006 م، ج 4، ص 559.

[88]- طرة الميزابية، البيت: 6، ص 532.

7. يوليو 2020 - 21:02

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا