المياه الريفية والإستفادة من موسم الأمطار / إخليهن ولد الشيخ محمد أحمد

تعتبر بلادنا ذات المساحة الشاسعة والقرى الريفية البالغ عددها قرابة 8000 قرية من البلدان المرتبطة كثيرا بموسم الأمطار الذي يوفر حاجة الساكنة من المراعي و المياه وكذالك دعم مخزون المياه الجوفية والسطحية بشكل مباشر و من المناسب و الأولوية بمكان الاستعداد و التحضير للاستفادة من هذا الموسم بشكل كبير ومن بين الإجراءات التي يمكن الأخذ بها مايلي:

1- ترميم السدود و إصلاح و توجيه المجاري التي تغذيها و إستصلاح أحواضها لزيادة قدرتها على مسك المياه لفترة أطول (تستفيد كل قرية من السد من خلال زراعته و تغذيته للخزان المائي الجوفي الذي سوف تعتمد عليه الآبار سواء كانت تقليدية أو إرتوازية طيلة السنة إلى غاية موسم الأمطار القادم و يوفر السد كذلك مخزوناغذائيا ورعويا).

2- إحياء و استصناع التيمرن (أحواض تجميع المياه السطحية) وذلك من خلال حفر ماتم طمره منها (الردم سواء كان بالتربة أو الأشجار وردم الآبار المؤقتة التي تحفر بها فترة الصيف و كذلك نزع الجيف و كل مايلوث مياهها) وإحياء المجاري التي تغذيها فمن المعلوم أن"التيمرن" تلعب دورا كبيرا في توفير المياه السطحية وتغذية الخزانات الجوفية و المحافظة على توازن الوسط البيئي والرعوي وخفض منسوب السيول الجارفة.

3- بناء وترميم الأحواض الصارفة: تلعب الأحواض الصارفة دورا كبيرا في خفض سرعة السيول مما يحد من الآثار السلبية لها و كذلك تتيح الوقت الكافي لنفاذ المياه إلى الخزانات الجوفية (بعض السيول يزيد من قوتها و تأثيرها السلبي غياب استصلاحات تعمل على خفض سرعتها وفقد كميات منها في الطريق).

4- تأهيل الوديان والشبكة الهيدرولوجية: تتغير الشبكة الهدرولوجية من وديان و أحواض تجميعية وصارفة طيلة السنة بين كل موسمي أمطار فيتم سد وغلق وتغير مسار أجزاء منها بسبب التصحر و الرياح و الاستصلاحات غير المدروسة مما يفرض علينا سنويا قبل موسم الأمطار  التعامل مع هذه الوضعية للحد من مخاطر السيول القوية و استفادة من الكميات الهائلة من المياه التي سوف تجري معها خلال موسم الأمطار.

5- الآبار الإرتوازية (صونداج): يجب تنظيفها و شفطها قبل موسم الأمطار لتتجدد قدراتها الإنتاجية و شبكتها الهيدروجولوجية(حسب الحاجة وعمر البئر و جودت إنجازه).

6- الآبار التقليدية (الحسيان): يجب حفرها وتعميقها و ورفع الردم عنها (عملية إتجج) قبل موسم الأمطار لتكون مهيأة للاستفادة منه ومرتبطة بالدورة المائية.

6- الوسط البيئي المائي: لابد من القيام بحملة تنظيف قبل موسم الأمطار للمحافظة علي جودة المياه وعدم تلوثها (نزع القمامة والجيف  وبقايا استصلاحات الصيف).

يظهر من خلال ماسبق أن كل قرية من قرى بلدنا تحتاج جميع أو بعض هذه الإجراءات ويمكن للقطاعات الحكومية الوصية أن توجه للقيام بجزء كبير من ذلك (قطاع المياه والزراعة و البيطرة والبيئة....). وكذلك الجهات المحلية من مجالس جهوية وبلدية ومجتمع مدني ومتدخلين إقتصاديين والهيئات العمومية و شبه العمومية.

إن موسم الأمطار يعتبر ثروة متجددة إذا لم نستفد منها بشكل كبير تتحول لسيول و مستنقعات غير مدرة وغير مشاركة في أمننا الغذائي و تحسين الظروف المعيشة للساكنة.

8. يوليو 2020 - 10:42

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا