المصطفي وشعب الله والمختار/ سيد محمد الامام

من الطبيعي ان لا يقدر انصار  المرحوم الرئيس المختار ولد داداه مقدار  السلام الداخلي الذي قدمه المرحوم الرئيس العقيد المعلم المصطفى ولد محمد السالك  له حين وضع حد لحكمه ، لكن من الغريب واللافت حقا مقدار الإنكار والحقد احيانا الذي يكنه هؤلاء لأرث هذا الرجل النادر.

عندما كنا صغارا كنا نفرح بشكل عارم عندما نعلم ان (بابا) المصطفي سيزورنا او العكس اذكر ان السبب لاول لفرحتي شخصيا هو احساس غريب   بالامان والدفئ عندما اجلس في حضنه ، والمعاملة الخاصة التي يعاملنا بها والتي تشعرنا بان وقته كله لنا لقد كان معلما بحق ، كان ودودا ، كان حنونا ورحيما بكل من يحتاج تلك المشاعر العظيمة ، ومتواضعا كناسك ، ان اولئك الذين يتحدثون عنه بسوء هم رحمة من الله تجري بركاتها عليه في قبره قيضهم الله له يتقولون عليه ما صرفه الله عنه.

لقد تم تطويع جميع اساليب الدعاية من طرف انصار الرئيس المختار وهم الافضل في ذلك المجال بحكم احتكارهم للمال والمعرفة لطمس ارث الرئيس المصطفي ولد محمد السالك وقد حافظوا بمنهجية محكمة علي زخم كذبة مفادها ان العاشر يوليو قوض الديمقراطية في موريتانيا ؛ ديمقراطية كرستها مخافر البليس السري والدرك السياسي " ليلة عند الدرك...قالوا له ماذا تضيف.."، ديمقراطية ردت علي حق التظاهر بالرصاص وعلي الرأي المخالف بالكرباج ، عاشت هذه الكذبة لعقود لانها كانت نوعا ما ثروة عائلية حمتها الحاضنة القبلية والحيز الجغرافي الجهوي بالاضافة الي دعم المخاصمين لشخص المرحوم العقيد المعلم الرئيس المصطفي من اصحاب الرتب وذويهم ، هي اذن كذبة قابلة للشحن لكن السؤال الذي يلح علي كلما تجددت ذكرى العاشر من يوليو المجيد هو :اليس من الممكن شحنها بطرق اكثر نبلا ؟  بمعني التوقف عن احتكار الطهر والملائكية .

هل كان الرئيس المختار ديمقراطيا؟ هل تشي ثروات محيطه الأسري القبلي وحتي الجهوي  المادية والمعرفية وليدة الفرص الاستثنائية التي اتيحت لهم في المجالين المادي والمعرفي بانه كا بالنقاء الذي يبيح لانصاره لعن غيره؟

هل يوحي الحزام العقاري الملاصق للقصر الرئاسي بانه ووزارءه كان بذلك العفاف؟ هل توحي الشهادات الجامعية المتحصلة في عهده بعدالة مثالية؟

لم يكن المختار ديمقراطيا ، ولم يكن سياسيا بارعا ، اننا حتي الحظة ندفع من مستقبلنا ثمن حربه التي كان من الممكن كسبها دون اراقة قطرة دم  ، وما زلت لا اجد تفسيرا لكل هذا التحامل علي رمز العاشر يوليو الذي ذهب الي ربه دون ان يسيل دما موريتانيا من انصار  حكم اسال دما كثيرا و عذب وازهق الارواح .

12. يوليو 2020 - 16:00

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا