كيف يمكن لفت نظر سلطاتنا إلى ماتعانيه بيئتنا؟ (4) / التراد سيدي

في الحلقات الماضية ذكرنا الوضع في المنطقة التي لم تتصحر كلية في أقصى جنوب البلاد من الغرب انطلاقا من المحيط الأطلسي إلى أقصى الشرق عند الحدود مع أزواد في مالي وألمحنا إلى ما كان عليه الوضع من بداية القرن العشرين عند بداية مرحلة دخول الإستعمار لبلادنا وأوردنا أمثلة على ضعف عمل الاستعمار وضعف اهتمامه بمواجهة العمل الذي جرى لإبادة الثروات التي لاتقدر بثمن من الحيوانات والطيور الجميلة التي كانت تزخر بها هذه البلاد وقد أوضحنا أنه كان قادرا على تطبيق سياسة حماية للطبيعة ولم يفعل وكذلك الحال بالنسبة لحال الغطاء النباتي الذي كان كثيفا وغنيا بالأنواع الكثيرة المنتشرة في كل المناطق. و أوردنا من الأمثلة مايوضح ماكان وماجرى وكيف وصل الأمر الآن إلى ما لا يمكن التهاون في مواجهته والذي يتطلب النظر إلى ما يمكن عمله لوقف التدهور أولا ثم المباشرة بترقيع وعلاج الوضع بما يمكن الآن. إن الوضع الذي وصلته بيئتنا يفرض مواجهة لا يحتمل التأجيل وذلك بتبني سياسة ذات محاور متعددة. أولا: يجب التوقف فورا عن التدمير المستمر لما تبقى من بيئتنا المتهالكة إننا نناشد السلطة الوطنية أن تعلن فورا التوقف التام عن تجريد ترابنا مما بقي من غطائها النباتي وذلك ب: ١- تجريم قطع الأشجار وحرقها كلية. ٢- توزيع الغاز بشكل مجاني على كل مناطق الريف والعمل لتقديم معونات للذين يعيشون على بيع الفحم لتسهيل توقفهم عنه مع وضع عقوبات مناسبة على منتهكي حظر التعرض للأشجار والعمل لتسهيل الحصول على العلف الحيواني للذين يستخدمون الأشجار والحشائش بقصد العلف. إن أي تكلفة لوقف تدمير البيئة مبررة وضرورية وبدونها سنتعرض لكوارث يجب أن لا نستسهل حصولها. ثانيا: علينا أن نقرر سياسة مائية تتضمن السيطرة على كل مجاري الماء في كل التراب الوطني إن وضع السدود لكل مسائل الماء سيساعد على وجود المياه في الطباقات العليا من التربة ممايساهم في التشجير وتوسع شروط تغذية النباتات لنموها وتكاثرها. إن التوسع في التحكم في مجاري المياه له فوائد كثيرة على الزراعة وتنمية الحيوانات وتشجيع وجود المخلوقات التي كانت تسكن في البلاد و أصبحت منقرضة بسبب الجفاف أو غيره من حيوانات أو طيور. ثالثا: يجب علينا تأسيس محميات واسعة في مختلف مناطق الوطن وذلك على النحوي الآتي: ١- تحديد بين خمسة مناطق وعشرة مناطق في كل الولايات التالية ولاية اترارزة و البراكنة و غورغل وغيدي ماق والحوض الغربي والحوض الشرقي كل هذه الولايات علينا أن نحدد مناطق فيها محمية بشكل كامل بعضها بسياج يمنع دخولها وبعضها بمستويات دون ذلك . ٢- في مختلف الولايات الأخرى يجب وضع محميتين أو ثلاثة محميات في كل ولاية للمساعدة في تنمية أشجار وحشائش تتأثر برعي المواشي واستخدام المواطنين. إن سلطات البيئة سيكون عليها أن تحدد سياسة بعيدة المدى ومتوسطة وقريبة المدى لإعادة تأهيل البيئة.... ونقترح أن تتضمن هذه السياسة: ١- إعادة جلب بذور الكثير من النباتات والحشائش التي انقرضت لإعادة استيطانها في المناطق التي كانت توجد فيها. ٢- استجلاب الحيوانات المنقرضة ووضعها في المحمياة المسيجة وكذلك الطيور النعام والدجاج البري والدرج و القطى. إننا يا سلطتنا الموقرة ننتظر لفت نظركم وجعلكم تلتفتون لفتة سريعة جدية فعالة نحو موضوع البيئة الذي غاب طويلا عن نظر وتفكير سلطات هذا البلد و تفكير جميع مواطنيه الذين يعاملون بيئتهم بعدوانية تشعرك أنهم يعتقدون أنها عدوتهم حتى تم تدمير بيئة قل وجود مثيل لها غنى وجمالا في هذا الكون واستمر التدمير و التدهور حتى وصل إلى ما لايمكن تجاوزه... فهل يمكن لفت نظركم سلطاتنا الكريمة بعدما بذلنا من جهد غيور غير متخصص يرى الأمر تجاوز الحد ! والسيل بلغ الزوبى ! ويرى أنه لم يبقى وقت للانتظار...!!!؟؟؟

 

27. يوليو 2020 - 16:10

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا