صوم عرفه، والميقات المعلوم! / محمد سالم حبيب

دأبنا على نقد الحكومة، وتبيان مكامن الأخطاء والخلل، وكثيرا ما نركز على الجزء الفارغ من الكأس.

لكن بالمقابل، ومن الإنصاف، يجب الإشادة وإبراز بعض حسناتها، إن قامت ببعض الخطوات في الاتجاه  الصحيح - وإن كان لاشكر على واحب -  وذلك لتشجيعها على القيام بالمزيد من الإصلاحات والتوجهات التي تخدم الشعوب، وبالتالي رفاه ورقي البلد.

ومما يمكن ذكره والإشادة به في هذا المجال، ما قامت به وزارة التوجيه الإسلامي مشكورة، من إصلاحات ومنها ما يمكن أن نطلق عليه إعادة هيكلة لجنة مراقبة الأهلة، والتي لم تكن لتجتمع في الكثير من الأحايين، إلى لتثبت أو تنفي رؤية هلال بداية أو انقضاء شهر رمضان.

فانتقلت من هذه الوضعية إلى أخرى، حيث أصبح اجتماعها شهريا، تحدد فيه بداية الشهر الموالي، رؤية أو إكمالا للشهر وإن كانت الاخيرة هي الاغلب بسبب عزوف الكثبر من الناس عن ترقب الهلال ، وهو خطأ نقترفه نحن، ويجب أن نعترف به، ونعزف عنه.

هذا إضافة إلى وجود مقر معروف وثابت، وخاص لهذه الهيئة أو اللجنة، بدل ما نسمعه في الفترات الماضية، من مراسلي الإعلام، والذين ملأوا مسامعنا، من عبارات من نحو: ( لازلنا "نتواجد"- وإن كان التواجد شيئا آخر - في مباني وزارة الداخلية، وذلك في انتظار...)

 إن عمل هذه اللجنة ترتبط به الكثير من العبادات الزمانية والمكانية، وتعطيل ذلك والتراخي فيه أوعدم القيام به بالصيغة الأمثل، سينعكس لا محالة على معظم هذه العبادات والشعائر التي لها علاقة بذلك.

ومن ذلك - والشيء بالشيء يذكر - تحدبد يومي عرفه، وعيد الأضحى، وسنة صوم الأول، لثبوت فضل ذلك، وحرمة صوم الثاني باعتباره عيدا.

ففي كل سنة كان التعامل مع صوم يوم عرفة معضلة كبرى، لنا نحن معشر غير الحاجين، فتتالى سنوات بعد سنوات، ونحن لا ندري بالضبط صحة زمان هذا اليوم عندنا، أهو حقيقة يوم عرفه؟ أم يوم قبله؟ أم هو يوم عيد الأضحى؟

 ولكي لا ننتقل من أداء السنة إلى الدخول في الحرمة، واحتياطا لهذا الأمر، عزف الكثير من الناس عن صيام هذا اليوم، نتيجة عدم دقة ومواكبة لجنة الأهلة، لأشهر السنة كلها.

الشيء الذي لم يحدث لله الحمد هذه  السنة، وذلك بعد القرار الذي اتخذته وزارة التوجيه الإسلامي أخيرا، والمذكور سابقا، حيث تمكنا من معرفة الميقات الزماني لهذا اليوم، وبدأ الكثير من الناس يرجع عن سابق عهده من هجر لصيام يوم عرفة، لانتفاء الأسباب المؤدية لذلك، وهو أجر لا شك سيكون لمن قام بذلك، نصيب منه.

وبهذه المناسبة، وعلى نهج قولهم من لايشكر الناس لايشكر الله، فإننا نثمن هذه الخطوة، ونطالب بمزيد من الإجراءات التي من شأنها أن تحسن من هذا القطاع الأساسي والمقدس لارتباطه بأهم واجبات المسلم، وأن تحذو باقي القطاعات نفس النهج، لتجتمع القطاعات جميعا على كلمة سواء، لها انعكاس مباشر على جودة الخدمات، وتوفرها وتيسرها للمواطنين كلا وعلى حد السواء.

31. يوليو 2020 - 23:11

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا