موريتانيا و تحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى / داداه ولد منيه

تتطلب الخطط الاستراتيجية مجموعة من الشروط، قد يكون من أهمها الكفاءات والمؤهلات اللازمة لمن يفكر في وضع تلك الإستراتيجيات وكذلك الخبرات المتراكمة والاطلاع بصفة جيدة على الاختلالات ومكامن القوة والضعف. يضاف إلى ذلك موضوعية المقاربات والأخذ بعين الاعتبار ما هو ممكن وما هو متاح والإرادة الصادقة والوعي بالمسؤولية والقدرة على الاستماع للآخر، والقدرة على المواءمة بين المتناقضات واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.

و من المعلوم كذلك أن لكل استراتيجية أهدافا، و أن هذه الأهداف، حسب بعض المفكرين يجب أن تكون محددة وقابلة للقياس وأن تخلق قيمة مضافة وأن تكون قابلة للتنفيذ وفي زمن محدد.

إن تنفيذ أي خطط استراتيجية يمكن أن تتخلله بعض المصاعب والأزمات، و من الضروري كذلك، أن تكون للقائد القدرة على تذليل المصاعب وإدارة الأزمات بصفة محكمة، آخذا بعين الاعتبار الثوابت والمتغيرات، غير متجاهل للمحيطين الوطني والدولي، حتى يتمكن من تنفيذ تلك الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف وتحويل المصاعب غير المتوقعة إلى نجاحات غير منتظرة.

و تبدو تلك المزايا و المؤهلات جلية في السيد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، محكومة بمنظومة من الأخلاق والقيم الفاضلة، تجسدها خطاباته وأفعاله.

و إن المتتبع للبرامج و الإستراتيجيات التي وضعها السيد الرئيس و للشأن العام في هذه المرحلة، التي هي في ما يبدو، مرحلة حاسمة من تاريخ موريتانيا، ليدرك حجم الثقة والارتياح الحاصلين:

وطنيا عند الغالبية العظمى من الشعب الموريتاني-على جميع المستويات- من أغلبية رئاسية ومعارضة ومجتمع مدني وكذلك عند السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية.

و خارجيا، عندما نتأمل مستوى المصداقية الخارجية لبلادنا على المستوى الاقليمي والقاري والدولي وعلى مستوى العلاقة بالشركاء في التنمية.

وهذا كله، يدفعنا إلى اليقين بأن تلك البرامج والاستراتيجات سوف تكون لها نتائج ذات أثر إيجابي على المجتمع والدولة (و من أهم تلك الآثار شعور أي مواطن -بدون تمييز- باعتزازه لانتمائه لوطنه واستعداده للمشاركة في البناء وتحمل المسؤوليات، كل من موقعه وعلى جميع المستويات، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بقناعته وثقته في نفسه وفي ولاة أمور وطنه وإدراكه لواجباته وحقوقه)

على الرغم مما تحقق من النتائج الإيجابية في المجالات الأمنية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية، ومن كون العوامل الأساسية التي تطمئن وتعزز اليقين على تحقيق الأهداف الاستراتيجية تبدو واضحة المعالم ، فإن الجميع ملزم في هذه المرحلة ببذل التضحية وتضافر الجهود و الصبر وتغيير المفاهيم التي لا تخدم البناء لنكون في مستوى تنفيذ الإستراتيجيات وتحقيق الأهداف.

 

داداه ولد منيه
انواكشوط بتاريخ 2020/08/27

28. أغسطس 2020 - 1:25

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا