تواصل... والمنطقة الرمادية / المختار ولد التمين

أنهي التواصليون مؤتمرهم، وفود عربية وإسلامية، شخصيات وطنية وازنة، كانت هي لوحة شكلت نقطة إيجابية فى حساب حزب لم يكمل بعد عشريته السنوية الأولي.

مؤتمر تواصل لم يكن فقط مختلفا من حيث الشكل عن باقي المؤتمرات الحزبية التي سبق للساحة السياسية أن شهدتها، بل كان حتى في النقاشات واللوائح الحزبية والانتخابات التي تمت فيه مختلفا كثيرا وكثيرا جدا.

تابعت باهتمام مثل غيري اختيار رئيس الحزب وكل الاجراءات التي صاحبته وتمنيت لو أن أحزابا أعرق وأقدم من الحزب الناشئ اختارت زعاماتها بنفس الطريقة ولو شكليا.

بحق كان المؤتمر الوطني العادي الثاني مفصليا في تاريخ الحزب المحسوب على حركة الإخوان المسلمين، ولمكان انعقاد المؤتمر حكايات مع التواريخ المفصلية في حياتنا السياسية..

مؤتمر بخطاب رأي فيه البعض تجاوزا للمربع الذى كان الحزب يناضل فيه، خطابا هادئا أراد أصحابه لطيور السلام أن تحلق من القصر إلي القصر...

خلى الخطاب من عبارات التسخين السياسي، بل وركز كثيرا على "محطة المعارضة الناصحة" أكثر من "محطة المعارضة الناطحة أو الناصعة" كما أراد رئيس الحزب أن يعرفها.

وبين خطاب الافتتاح وخطاب الاختتام انتظر كثيرون ما ستفرزه حوارات الداخل التواصلي وإن استبين البعض مؤشرات الخروج من منطقة العمليات إلى خط الوسط.

تغيير في اللوائح الداخلية وتغيير في التشكلة الحزبية، مخرجات للمؤتمر الثاني للحزب، لكن الأهم من كل ذلك هو مخرجات الخطاب الحزبي.

فالمتمعن في الخطابات على منبر الاختتام سواء منها تلك التي ألقاها قياديوا الحزب او حتي ضيوفه كانت كلها فى إطار ما بعد "الربيع العربي" وكأن الحزب اكتفي بانتخابات هيئاته وحواراته الداخلية ليثبت لنفسه أنه خرج من "فعل الثورة" إلى "حصاد الثورة" أم أن اللقاءات التي جمعت رئاسة الجمهورية بأقطاب وفود الربيع العربي لم تكن بروتوكلية أكثر من كونها رسائل من تحت الماء.

وليست التصريحات التي خرجت من المؤتمر عن إقرار المؤتمرين لمراجعة بعض الاتفاقيات التي أبرمها الحزب إلا نقطة في سلة في جديد مخرجات المؤتمر.

وبين المؤتمر وما بعد المؤتمر لحكايات "فقه المرحلة" و"سياسة فن الممكن" دروب كثيرة ليست مبادرة الرئيس مسعود ولد بلخير إلا إحدي خياراتها وإن كان الخيار الأنسب بنظر البعض هو التشاور الانتخابي الذي من المزمع أن تطلقه اللجنة المستقلة للانتخابات أخذا بعين الاعتبار التصريحات الدائمة لرئيس الحزب بأن الأحزاب لم تخلق إلا للمشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية.

هي إذا مرحلة جديدة في حياة حزب سياسي انتقل من الناصح إلى الناصع إلى الرمادي، حزب وصل بنضاله السياسي إلى الرقم الأصعب في معادلة السياسة الموريتانية، رقم يتجاذبه اليمين واليسار في معادلة لا يبدوا أن إيجاد ثابت لها فى القريب العاجل.

25. ديسمبر 2012 - 15:07

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا