قراءة سريعة في اختلالات نظامنا التربوي / أحمدو بن لكبيد

إن إصلاح التعليم يتطلب حسب وجهة نظري المتواضعة  إيجاد حلول مادية وتربية ونفسية ومهنية لإشكاليات عديدة، سنحاول اختصارها في العناصر التالية:

1_ إيجاد علاقة متوازنة ومتكافئة بين التعليم النظامي والتعليم الحر، إذ بات ينظر إلى المدرسة النظامية خصوصا في مدينة نواكشوط كمأوى لأبناء الفقراء والمستضعفين، فكل أبناء مسؤولي الدولة الكبار والأثرياء والطبقات المتوسطة يدرسون في المدارس الحرة،

2 _ على مستوى نواكشوط اختفت الساحات العمومية من معظم أحياء العاصمة بفعل ظاهرة "الكزرة" والتشريع المزور، وقد كان من المفروض أن تكون هذه الساحات احتياطا عمرانيا لبناء مؤسسات عامة مدرسية وصحية لتقريب خدمات الدولة من السكان، وهكذا في ظل انعدام مؤسسات تربوية (إعدادية وثانوية)  أجبر الأهالي مكرهين على تسجيل أبنائهم في المدارس الخصوصية،

3 _ التفاوت الهائل بين المؤسسات التربوية في مدينة نواكشوط ونظيراتها في الداخل، إذ يتمتع التلاميذ في نواكشوط بكل وسائل الدعم المتاحة: ساعات الدعم الخصوصية، وراقات تسوق منشورات تعليمية متنوعة،

4 _ تحظى مؤسسات العاصمة بتغطية مناسبة في الكادر المتخصص، وبنسبة إنجاز للبرامج المقررة عالية، أما مؤسسات الداخل فغالبا ما يسند تدريس المواد لغير المتخصصين فيها، ويعاني الطلاب فيها من ثغرات عديدة متراكمة في مستويات تكوينهم المدرسي بسبب انعدام المدرسين وغيابهم الطويل والمتكرر،

4 _ ظهرت مستجدات تكنولوجية مدمرة للتحصيل المدرسي، في مقدمتها الهواتف الذكية وانخراط التلاميذ في شبكات الاتصال، يقضون فيها كل ما يتاح لهم من ساعات الفراغ، فاختفت المراجعة وأعرضوا عن الكتاب المدرسي، وباتت نفسياتهم في صراع وتناقض حاد مع عالم الدراسة وإكراهاته،

5 _ بسبب البطالة انعدم الحافز الأول للدراسة باعتبارها وسيلة للتوظيف، وتأمين المستقبل، مما جعل الطالب يتساءل عن جدوى الاستمرار في الدراسة والكفاح من أجل الحصول على ديبلوم عال، وهو يشاهد من سبقوه يعانون من البطالة والضياع رغم شهاداتهم العالية وما تحملوه من معاناة في سبيل الحصول عليها.

6 _ تدهور القوة الشرائية للمدرس وارتفاع تكاليف الحياة، أعتقد مما جعله يلجأ إلى انشطة موازية لسد حاجاته الأساسية، ولا يسمح الراتب الهزيل الذي يتقاضاه المدرس الشاب بتكوين حياة أسرية مستقرة، مما يجعله يغادر التعليم نهائيا بحثا عن مصدر آخر للحياة الكريمة. 

10. أكتوبر 2020 - 12:34

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا