"عقدة أوديب" / الولي ولد سيدي هيبه

تتوالى المبادرات و لا تظهر في الأفق أية بوارق أمل في صلح يستقر معه وضع البلاد السياسي المضطرب و تأخذ الدولة نفسا ضروريا قبل انطلاقة جديدة تحررها من صيرورة الجمود. ترى ما هو السر

الكامن وراء إخفاق المصالحة في هذه البلاد التي اصطلح ذات يوم على أنها أرض اللقاء و الحوار ؟
قد يكون اختلاط الأوراق الحاصل بسبب تنوع و اختلاف المشارب السياسية و ما تولد عنهما من أزمات سياسية هو ما ترك منذ عقود الحبل على الغارب لأشكال من الإدارة السياسية العشوائية و المتسمة في صياغة برامجها بالارتجالية، الأمر الذي كرس في نهاية المطاف "أسلوب الرداءة" و "تهميش الكفاءة".
قد يكون كذلك من أسباب هذا النكوص جمود قوالب الخطاب السياسي و ديماغوجيته عند بعض الزعامات بالإضافة إلى ضيق مساحة الحوار لديها ما يقلص فرص أية مبادرة بخصوصه.
و قد يكون غياب أية إرادة حقيقية أو رفض للحوار صريح غير مقنع سببا آخر يكرس عبثيته في هذا المنعطف الخطير بكل ما يحمل من أسباب الانفجار و الذي تجد فيه الوضعية السياسية نفسها محشورة.
و قد تكون كل هذه الأسباب مجتمعة مانعا موحدا لقيام حوار تتصارح فيه الأطراف و تتبادل التنازلات لتخلق أرضية جديدة ترسى عليها دعائم سلم اجتماعي مهدد بفعل الاحتقان المزمن الحاصل و تؤصل لنظرة وطنية ثاقبة تضع قواعد أعمار مفتقد على كثرة مقوماتها و تنوعها.
و تأتي المبادرة التي يقوم بها رئيس حزب التحالف الشعبي و رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بولخير في هذا السياق الصعب لتجمع الفرقاء حول ضرورة الإذعان و لو من باب حب الوطن اللام شروط لوجوب الحوار في إطاره بالإقدام على تقديم التنازلات مهما كان سياقها و موقعها من ثوابت الخطاب السياسي المرحلي كاتفاق دكار و غيره.
و فيما يذهب العديد من المحللين و المراقبين السياسيين إلى أن المعارضة برفعها سقف مطالبها إلى المناداة بـ"رحيل الرئيس" عن سدة الحكم قبل انتهاء مأموريته إنما سدت كل أبواب الحوار و التفاهم، فإنه مما لا شك أن مسعود ولد بولخير لم يقدم على هذه المبادرة إلا و قد أعد للأمر عدة و تسلح له بما يتطلب من أناة و صبر ضروريين، و هو الذي كان ذات يوم عضوا مؤثرا في منسقية المعارضة و مشاركا بارزا في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس محمد ولد عبد العزيز و شاركت فيه بعض أحزاب المعارضة. فهل ينجح رئيس الجمعية الوطنية، رئيس حزب التحالف الشعبي مسعود ولد بولخير في هذا المسعى الجريء إلى كسر الجمود في مواقف كل الأطراف أم هل يظل الحوار عصيا على نخبة عاجزة بما تبدي من حدة في الطرح و افتقاد للتوازن و المرونة في التعاطي، عن تخطي "عقدة أديب" الذي يحب والدته ويتعلق بها ويغير عليها من أبيه ويكره؟

1. يوليو 2012 - 14:53

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا