إسرائيل في طريقها إلى عضوية الجامعة العربية / عبد الرحيم مسكه

تقوم في الوقت الحاضر بعض الدول العربية بخطوات متسارعة من أجل إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي، و هذه الدول هي في الأساس دول خليجية كان يعتقد على نطاق واسع أنها أبعد ما تكون من إجراء و لو اتصالات عادية مع إسرائيل.

و فجأة وجدنا أن هذه الدول تتسابق للإقامة علاقات واسعة مع إسرائيل أكثر من إقامة علاقات دبلوماسية و حسب، بل و تجاوز الأمر إلى مختلف المجالات الاقتصادية و الأمنية و السياحية و غيرها.

و إذا ما نظرنا إلى علاقات الدول العربية المجاورة لإسرائيل، و في مقدمتها جمهورية مصر العربية    و الأردن، فإن هذه الدول لا تزال علاقتها مع إسرائيل تتراوح مكانها في جميع المجالات  المذكورة آنفا، و من المعروف أن مصر أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ ما يزيد على أربعين سنة ثم لحقت بها الأردن في التسعينات من القرن الماضي، و لم تتجاوز هذه العلاقات المجال الرسمي المتمثل عي العلاقات مع رؤساء هذه الدول تحديدا.

أما العلاقات مع الشعوب فقد استعصت على إسرائيل اختراقها على الإطلاق إلى حد الٱن.

إلا أن بعض الدول العربية المطبعة مع إسرائيل حديثا تقوم بمساع سرية إلى إلحاق إسرائيل بجامعة الدول العربية متحججة بأن إسرائيل أغلب سكانها هم من العرب الفلسطينيين،        و عليه فمن الأفضل إدماجها في المنظومة العربية ككيان عربي في الأساس إلى المجموعة العربية ممثلة في جامعة الدول العربية.

و من المعلوم أن الزعيم الليبي معمر القذافي سبق أن اقترح وضعا مماثلا مفاده أن يقام كيان مشترك بين الفلسطينيين و إسرائيل سماه سراطين يرمز المقطع الأول لإسرائيل        و يرمز المقطع الثاني لفلسطين. و قد تجاوب حينها مع هذا التصور الزعيم الراحل ياسر عرفات.

و قد كان الدافع وراء هذا المقترح هو البحث عن شكل من أشكال الحكم للفلسطينيين على أرضهم التاريخية، لكن إسرائيل رفضت هذا المقترح باعتباره يشكل عليها خطرا وجوديا، و ذلك من منطلق أن إسرائيل دولة عنصرية يهودية بلا منازع.

أما الوضع القائم حاليا، فقد طرأت عليه بعض المتغيرات، حيث أصبحت إسرائيل تسرح   و تمرح شرقا و غربا على كامل الساحة العربية

فيما القضية المركزية التي كانت تحظى بإجماع عربي كامل قد بدأ العرب أصحاب النفوذ المالي و السياسي يبتعدون عنها شيئا فشيئا، الأمر الذي جعل البعض يركز في علاقاته على النفوذ الإسرائيلي في أمريكا، و بخاصة اثناء رئاسة اترامب الذي أطاح به شعبه جهارا نهارا في انتخابات حرة و نزيهة، مع العلم أن نهايته كانت مأساة سياسية و أخلاقية في أمريكا و في العالم الخارجي بدون استثناء، فقد صار البعض يصفه بالشيطان الأكبر،        فعلا فإن هذا الوصف يتناسب مع ما فعله خلال مدة حكمه الجائر و الظالم للشعب الأمريكي و غير الأمريكي، و  بصفة خاصة ما فعله من مظالم للشعب الفلسطيني المناضل.

و أخيرا فقد ذهب  الجمل بما حمل و به يسدل الستار على الحقبة الترامبية و إلى الأبد  إن شاء الله.

 

عبد الرحيم مسكه

وزير مفوض سابقا

بجامعة الدول العربية

25. يناير 2021 - 21:47

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا