لو كنت أنا الرئيس الحالي و الرئيس السابق في آن واحد / عمر محمد مختار الحاج

لو كنت أنا الرئيس الحالي و الرئيس السابق في آن واحد، فهذه هي الطريقة التي كنت سأناور بها للتخلي عن الحكم و الاحتفاظ به في نفس الوقت.

 لو كنت أنا الرئيس الحالي الذي ينتظره الجميع عند باب القصر الرئاسي لتتحقق أحلامهم...

و لو كنت في نفس الوقت أنا الرئيس السابق الذي ينتظره الجميع عند باب قصر العدل لتحقق أحلامهم...

هذا ما كنت سأفعله ، بصفتي رجلين ذكيين ، واستراتيجيين عسكريين جيدين يجيدان فن المراوغة و الكر و الفر في المعارك العسك-مدنية، و بصفتي قانونيا متميزا ، للاحتفاظ بالسلطة التي يتعين علي تركها و لا أرى سبيلا آخرا غير الاحتفاظ بها في نفس الوقت. سيخبرني البعض بأنني أمام أمرين متناقضين لا يمكن التوفيق بينها. إنه فعل الشيء و عكسه في نفس الوقت.سيقول لي الناصحون الذين يريدون المضي قدما (من دوني) إنك لست اللاعب الوحيد ولك شركاء وأعداء في الأغلبية كما لك شركاء و أعداء في المعارضة و في المجتمع الدولي و المنظمات الرقابية المجيشة و لكل من تلك الجهات مطامع و مخاوف. أما الشعب المسكين فقد مل المسرحيات و تبادل الأدوار و قد أصبح يتألم في جميع مفاصله و في دمه و لحمه و في قلبه و قد بدأ يكره رأسه و يحلم بأن يعيش جسدا بلا رأس أو أن ينهار الجسد في سبيل التخلص من رأسه المؤلم حقا.

نعم كل ذلك قد يكون صحيحا لكن الأيام وحدها كفيلة بأن تحمل الدواء ولمواجهة حالة الانهيار المستدام الذي وصلنا إليه منذ ميلاد دولتنا و قبل ذلك بكثير لا نمتلك سوى بعض المهدءات و الحلول المؤقتة و ردات الفعل المفتعلة أحيانا و "عفا الله عن ما سلف" و نحن كلنا أسلاف لمن سيأتون بعدنا بعد عمر طويل في الحكم و رداءة العمل.

إن المشكلة التي أواجهها واضحة: بصفتي الرئيس الحالي، فإن ترشيحي والدعم الذي حظيت به ، و النجاح الذي حققت في الانتخابات كل ذالك كان إلى حد كبيير نتيجة اختياري من طرفي بصفتي رئيسا منتهية ولايته و دعمي بما تحت يده من وسائلة عامة دون الخاصة. يضاف إلى ذلك أنني شاركت مع نفسي أربعين عامًا من الخدمة المخلصة الصداقة والتحالفات الاجتماعية والسياسية والمشاركة و التشارك. لقد قلتها مرارا وتكرارا في مجلس الوزراء قبل و أثناء الحملة، نحن مرتبطان في الخير والشر (لا قدر الله). كل هذه الأمور لها وزن و مزايا، و لهذا فأنا ملزم بالوفاء له و للشعب ولكل من انتخبوني.لا يمكنني إلا أن أكون محترمًا لوعودي وصادقًا في تعهداتي، ولا أستطيع و لن أقدر على التخلي عن التزاماتي لأحد الأطراف لصالح الآخر دون الوقوع في إنكار قسمي، أنا الذي عرفت نفسي بأن للعهد عندي معنى جامع للمعاني.

لكنه ليس من السهل التوفيق بين هذا و ذاك. لقد كان الانتصار في الانتخابات الرئاسية الماضية في غاية الصعوبة. إذا كان كبار الساسةالقدماء مثل مسعود وداداه ومولد وغيرهم بدؤوا يغادرون الحلبة شيء فشيء، بعد أن أضعفتهم ممارسة سلطاتهم الأحادية داخل أحزابهم ما يقارب ثلاثين سنة دون شريك، حيث كانوا يتصارعون فيها على وجبة لا تزال بحوزة الخصم محروسة بأسلحة ثقيلة و خفيفة و غير مرئية. نعم إن الافتقار إلى نتائج مقنعة، على مدار 30 عامًا، مؤلم لأولئك الذين استثمروا حياتهم بأكملها لإحداث التغيير، أي تغيير. والنتيجة مثيرة للشفقة: فقد سئم العديد من المنخرطين في تلك الأحزاب وفقدوا الأمل ثم استقالوا ، بهدوء أو صخب و التحقوا بالسلطة باحثين عن مكان تحت ظل الشجرة. إن طول الصيف و شدة الحرارة لا يمكن أن يتحملهما إلا القليلون، و من أجل ماذا؟

أما السياسيون الآخرون الأصغر سنًا من قادة الأحزاب و الأكثر ديناميكية ، والأكثر تعطشا للسلطة، وأقل حظا في الكيف، فقد كانوا يحلمون ببساطة  بدفن كبار السن لتولي المسؤولية مكانهم. ولكنهم مثل المنتجات والأشياء التي صنعت في عصرهم ، لا يتوفرون سوى على مدة صلاحية محدودة، تعيق قدراتهم على المقاومة المستدامة، والتحمل من أجل قضية يجهلون أحيانا حتى ملامحها. إن هذا الحال يجعلهم يتخلون مبكرًا عن مواقفهم لأسباب مختلفة من بينها الحروب الداخلية لأجل السيطرة و النفوذ داخل الحزب و خارجه و التي تتغذى على القبلية و الإثنية و العنصرية و الجهل و تهيجها المخابرات المجندة من داخل الحزب وخارجه.

و يبقى السواد الأعظم من المناضلين يتحركون في حالة من الفوضى حيث يحاولون إنقاذ بعض أجزاء تلك الأجساد القديمة المتهالكة بشكل لم يعد استدراكه ممكنا. معارضة تحتضر تحت تأثير التآكل الناتج عن آثار السنوات التي مرت،و ضعف الوسائل وغياب الخطاب الموحد. إن الكثير من الكلمات والاقتباسات والخطابات تم استهلاكها وإعادة تصنيعها و تكرارها إلى درجة أنها لم تعد مقنعة للجمهور بل أصبح الجميع يخافها. الكلام المنمق. الخطابات الرنانة. اللسان العسلي. التعهدات ...

كل ذلك أصبح مشبوه بفعل التجربة المتراكمة التي لم تخطئ و لو مرة واحدة إلى يومنا هذا و ذلك لأسباب بسيطة و هي أن المقاول السياسي في بلدنا يستعمل نفس المواد و نفس المهندسين و نفس المخططات و نفس العمال اليدويين مع تبادل في بعض الأدوار تارة. تبادل أدوار بين من فشلوا في مهامهم السابقةكثيرا ما يكون ضره أكثر من نفعه مع أن المراد منه أصلا هو المراوغة و كسب الوقت لأن الوقت وحده كفيل بمحو الذاكرة (ذاكرة الشعب المسكين) حتى تعاد الكرة بلا انقطاع.

إن الموت الطبيعي للمعارضة لا يخدم السلطة إطلاقا، خاصة في أوقات الفوضى هذه، حيث يمكن لكل فرد إنشاء مجموعات اجتماعية وسياسية، وتبادل الأفكار، وتعبئة الوسائل، والشروع في إجراءات قد تحدث زوبعة أو موجة مدمرة خارج القنوات الرسمية و لا يمكن تتبع مصدرها و لا مقاومتها إذا ما استفحلت. مجموعات قد تبدوا عفوية تجتمع حول كلمات بسيطة بوسائل بسيطة وحوا أهداف مبعثرة قبل أن تتضخم وتسبب الانفجار الذي قليلا ما تحمد عقباه. فوضى و انهيار و غياب للسلطة قد تتفاقم مخاطره على جميع  المواطنين المسالمين و غيرهم إذا ما توغلت  بداخله قوى الشر المتربصة بالبلد وسكانه. مستعينة بدول و منظمات و تجمعات عرقية و دينية لا ترى في مشروع الدولة الموريتانية خيرا.

بعد تقديم هذه التفاصيل التي ظننتها ضرورية رغم ما أخذت من وقت، دعونا ننتقل إلى خطتي و خطواتي للاحتفاظ بالسلطة بعد تسليميها لغيري الذي هو أنا.

لنبدأ بطرح المشكلة بشكل صحيح عسى أن يساعد التشخيص المناسب في إيجاد العلاج المناسب.

إن قطبي شخصي هما صديقان وحليفان قديمان وشريكان ورجلان مرتبطان بعلاقات عائلية وبينهمامصالح ذات قيمة مادية و معنوية. إلا أنهما وجدنا نفسيهما في موقف غير مريح وخطير، معادلة صعبة قد لا يكون حلها ممكن نظرا للوضعية المزرية التي تعيش فيه البلاد و الاحتقان المنتشر في جميع مكونات الشعب. إن الدستور يوجب علينا التخلي عن السلطة و تأبى قلوبنا و أرواحنا و جيوبنا عن ذلك فلا بد لنا أن نؤدي الأمانة التي حملنا بطريقة أحادية لأجل أنفسنا و الشعب و الوطن. و قد علمنا أن كل الوسائل مشروعة إذا كانت ستحقق الهدف المنشود و إذا ما كتب لها النجاح.

آه لو كانت السفينة تحتوي على الأقل على مقعدين للقيادة ولو كان المسافرون متفهمين لأهمية البقاء مجتمعين.

أنتم يا موريتانيون تعلمون أن أية سلطة تمارس، لفترة معينة، لا بد و أن تمكن صاحبها من فرص تحقيق بعض المصالح المادية و المعنوية، و من المؤكد أن القائد سيعمل من أجل مصلحة المجتمع، وسيدفع بلاده على طريق التنمية مع فارق كبير في التفاصيل.

بصفتي رئيسًا سابقًا، يمكنني أن أتباهى بأنني أنجزت عددا كبيرا من المشاريع الملموسة ذات الأهمية الكبرى مقارنة مع أسلافي الذين جلسوا على كرسي الرئاسة. لقد أنجزت مشاريع في أهم القطاعات و هذه حقائق لن أقبل من الطبقة السياسية و لا حتى من المواطنين إنكارها: نعم لقد عملت كثيرا من أجل بلدي و ذلك لا يمكن أن يمر دون أن يسبب لي عداوات من طرف البعض، لقد حركت المياه الراكدة و قمت بطرد كل الأفراد و الجماعات و النوادي الذين ساهموا على علمي في إبقاء موريتانيا متغيبة حتى عن آخر الركب.

لقد حاربتهم بكل ما أوتيت من قوت و حاربوني بشراسة لا مثيل لها. لقد رفضت التعامل معهم لأنهم يذكرونني بالماضي الذي جئت ثائرا عليه.كانوا يودون أن أصبح منذ أول وهلة حاكما بأيديهم و لأجل مصالحهم الضيقة و لهم تجارب غير منقطعة في ترويض من سبقوني من رؤساء.

لكن ذلك لم ينجح لأنني لم أكن أخاف التحدي و لم أكن لأقبل بأن أكون رئيسا يعيش في ظل غيره خاصة و أنني كنت أعلم أنهم يمثلون خطرا علي وعلى البلاد التي تسببوا في إغراقها في الجهل و الفقر و الظلم.

لقد كنت أعلم أن السلطة لن تتسع لنا جميعا و أن التعايش لا يخدمني و لا يخدم البلاد. فقررت الموجهة.

أنا أعرف أنه بقدر ما يكون من يمتلك السلطة مقنع و لو لم يتفوه بكلمة فإنه قد يصعب عليه إقناع مقربيه من أسرته النووية إذا ما سقطت السلطة من يده فبالأحرى أن يقنع طبقات الشعب المنزعجة دائما و التي تستعمل وقودا للطموحات الشخصية من طرف السياسيين و النخب الثقافية و بعض الواعظين في أيامنا هذه.

إن الذين لا يحبونني لن يصدقوا أبدا ما أقول، وأما الذين كانوا يحبونني و أنا جالس على العرش فسيخافون لأن تصديق رئيس منتهية ولايته يتطلب شجاعة لا يتمتع بها الجميع.

نعم، إن السلطة السياسية العليا يستخدمها صاحبها لمصلحة بلاده وسكانها دون الخوض في تعريف كلمة "مصالحة".

كما ستتيح له الفرصة لتسمية أقارب وأصدقاء معينين في وظائف حساسة و مدرة للنفع المشروع و لغيره و لتقوية الوضع المالي والاجتماعي لبيئته الاجتماعية إلى ابعد درجات القرابة. إن السلطة تمكن أيضًا صاحبها من كسب القليل من المال، وتكديس بعض الأصول العينية لحماية نفسه من تقلبات الحياة.

دعونا نترك عنا اللؤم جانبا للحظات.

لقد كان بإمكاني أخذ كل شيء دون ترك أي أثر يذكر. كان بإمكاني أن أكل الطرق والموانئ والمطارات والمباني السكنية الحضرية والريفية الكبيرة و أن أشرب كل المياه السطحية و الجوفية  وأن آكل الكهرباء والحديد والذهب والمدارس والجامعات والمواد الغذائية والمستشفيات والمراكز الصحية و الضرائب و الهبات و التمويلات الخارجية. كان بإمكاني أن آكل ذلك و أشربه تحت هتافات و تصفيق البالغين منكم سن الرشد.

لم يكن يتطلب مني فعل ذلك سوى مشاركة الفاعلين و بعض الوجهاء و المشايخ و الشخصيات القبلية و التجمعات الإثنية و العرقية. نعم كانت مشاركتهم في القليل مما انوي أخذه من المال العام بأي طريقة تناسبني كفيلة بأن تقيني شر مواجهتهم. أنا على يقين من أن البعض حتى لا أقول الكثير من الذين سيكرسون حياتهم لمطردتي ليسوا مثلهم مثل " من يشاركة السارق في اعمله الإجرامية و يتقاسم معه و عندما تبدأ المطاردة او تتبع السارق يكون في قلب الفريق المكلف".

من الواضح تمامًا أنه من بين أولئك الذين يطالبون بمسائلة أي رئيس مخلوع ، هناك من يريدون إدارة البلاد كما كانت تدارمن طرف خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم و خلفائه الراشدين إدارة حيث يتمتع المسير بامتيازات أقل من الشخص العادي. إن هذه الفئة نادرة جداو كثرا ما يعتبر التيار الرائج ذلك النمط من الأشخاص من أصحاب الأمراض النفسية الذين لا تربطهم صلة بالواقع.

هناك أيضًا من كانوا يمتلكون السلطة أو جزء منها ومن كانوا مرتبطين بها بطريقة أو بأخرى. وهناك منبنو حصونا متينة بفضل علاقات أفقية و عمودية و بأساليب مناهضة للحق و العدل و الديمقراطية مبنية أساسا على الزبونية و الانتماء الأسري و القبلي و الإثني و النوادي المافوية حيث الرشوة و الترهيب و المكائد هي صاحبة الموقف. إنها جماعات تعمل داخل أجهزة الدولة بغض النظر عن شخصية الرئيس الذي يديرها.

كل تلك الفئات باستثناء الأولى منهم يحسبون كل تغيير لا يعيد البناء بأدواتهم و طواقمهم و أساليبهم عدوا لهم و للوطن.

عندما يرون نظامهم ينهار و يرون أنفسهم خارج الحظيرة يبدؤون يحلمون بنهاية العالم. إن المكاسب غير المشروعة التي حصلوا عليها من أموال الشعب المسكين لا يمكن أن تشكل عزاءًا بالنسبة إليهم. لا قد ظنوا لحظة أنهم أصحاب الثروة اللا متناهية و أصحاب الأمر (بالمنكر) و النهي (عن المعروف). لقد ظنوا أنهم كل شيء فأصبحوا في لحظات قصيرة لا شيء. وهناك أصدقاء و إخلاء و خاصية الرئيس السابق (قبل سقوطه و تعثره) يريدون الابتعاد عنه قدر المستطاع و مسح آثارهم بكلمات و تصريحات و مواقف يطبعها النفاق. يريدون أن يحتفظوا بالسلطة و النفوذ و بما جمعوا من المال و الحرام. دعونا لا ننسى أولئك الذين تعرضوا لحملات عقابية عبر مديرية الجمارك أو مصلحة الضرائب أو القضاء أو إدارات الصيد البحري و أولئك الذين تم سجنهم بحق او بغير حق و أولائك الذين فروامن البلاد خوفا من أن يجدوا أنفسهم خارج رحمة زعيم يوجه كل قوى الإكراه التي تمتلك الدولة ضد من يخالفهم الرأي.

كما أنه يوجد من بين الذين يسعون إلى الحصول على رأس رئيس (سابق أو لاحق)من لا يشعرون بانتماء موثوق لبلد لا يترجم خياراتهم الضيقة و رأياهم الفئوية ويرفضون أي شكل من الحياة المشتركة و قد يكون من بينهم من لديهم ولاءات خارجية.أولائك يحلمون بحدوث زلزال أو ظهور فيروس يقتل الجميع سواهم. هناك أيضا دول في العالم ترغب في السيطرة على البلدان الأخرى ، وعلى ثرواتها و أرضها و بحارها، وإيمانها و كيفية وجودها.

و أخيرًا، هناك القطيع، القطيع الكبير الذي يتغذى عليه كل هؤلاء الحالمون بالسلطة و المال،القطيع الذي يعيش كل فرد منه في خوف مستمر من أن يحل دوره في المرور أمام الجزار الذي لا يرحم الضعيف.

لا أريد الاستمرار في تعداد قائمةأعداء الرؤساء السابقين و اللاحقين، إنهم كثر.

كل أعداء الرئيس، أي رئيس يحلمون بالانتقام. انتقام لا هوادة فيه. إنهم يريدون أن يرونه فقيراـ مهجورا، مداسا تحت الأقدام، يتألم في روحه و جسده و لا يرى عند ما ينظر حوله بحثا عن النجدة أو قليلا من الرحمة سوى أوجه خشنة، عبوسة، قوية، متعالية، لا ترى سوى اللحظة الراهنة و ما تشعر فيها من قوة و تجبر.

لا يمكن لقطبي شخصيتي أن يتشاركا في الحقبة الجدية كما فعلا في الماضي على مرأى و مسمع جميع تلك الفئات و القوى التي ذكرنا سابقا. لن يقبلوا بذالك و سيزداد عدائهم و مكائدهم و هجماتهم فلن نعيش مأموريتين هادئتين مليئتين بكل الفوائد و المزايا.

سيسممون معيشتنا وقد ينقضون علينا بطريقة أو بأخرى كما يفعل الجميع في حالة اليأسو كما فعلنا من قبل.

إذا ليس من مصلحتنا أبدا أن نواصل اللعب على شكل فريق متناسق كما في الماضي حيث يؤمن كل منا ظهر الآخر. إن أولئك الذين دعموا الرئيس السابق لأنه كان رئيسًا، سيتوقفون عن دعمه،فور تسليمه سوط السلطة و صناديقها لمن يخلفه وسيدعمون الرئيس الجديد، لأنه الرئيس لأنه كان دائم و سيبقى دائم هو الرئيس. وخلافا لأصدقاء الرئيس السابق و المتيمين به والذين هم أول من يتخلى عنه فإن أعداء الرئيس السابق سيتتبعونه في كل مكان مثل المرض المزمن حتى يوصلوه بسلام إلى قبره، ومنهم يبقى يلاحقه بعد ذلك وقتا طويلا.

لذلك ، ارتأينا ، أنا وصديقي ، أن الذهاب معًا سيعرضنا للخطر لأنه سيحمل الرئيس الجديد أوزار أيام قد خلت كان من المفروض أن تترك تمر كما مرت الأيام التي سبقتها. إن بقاء الرئيس السابق بجوار الرئيس الحالي سيبين للعموم أن شيئا لم يتغير و سيصل الاحتقان بسرعة إلى ذروته في ظل الأزمات العالمية و المحلية المتتالية. لم يعد بمقدورنا أن نقول بازدراء "الكلاب تنبح و القافلة تسير" لأن الكلاب من حرمانهم أصبحوا مستذئبين و قد لا تنجوا القافلة من أنيبهم و مخالبهم المسمومة. 

لكن و حتى لو اتفقنا على السير في دربين منفصلين مثل صديقين قديمين ، فرقت بينهما الحياة والمسؤوليات و أبعدت أحدهما عن الآخر فلن يصدقنا أحد و سيضع ذالك الرئيس السابق في خطر محدق حيث سيظنه البعض يتيما معزولا و سيحاولون النيل منه بشتى الطرق بما فيها ملاحقته أمام المحاكم الدولية و المحاكم المحلية إذا سمحت السلطة التنفيذية (الرئيس الحالي) بذلك. وقد تبين محاكمة الرئيس السابق خارج البلد تورط أناس كثر في جميع مفاصل الدولة و المجتمع يظهرون اليوم في لباس المصلح التقي الطاهر الأمين.

ما هو الحل إذا ؟

الحل الوحيد هو أن ندخل في مواجهة مباشرة أو بالوكالة. لكن ينبغي أن تكون مقنعة تماما مثل بعض الأفلام السينمائية الجادة.

ستدر علينا حرب الأشقاء المفتعلة و المتقنة من حيث الإخراج نتائجا كثيرة و قد تحول سيئاتنا إلى حسنات.

ما هي تلك النتائج التي قد نحصل عليها؟

ألم أخبرك أن من أحبك عندما كنت رئيسًا لن يحبك بعد سقوطكو سيبدأ يحبني أنا بنفس الطريقة التي أحبك بها أو أشد حبا.

أما أولئك الذين يكرهونك فسوف يتظاهرون بمحبتي لإقناعي بالمضي في تحقيق رغبتهم في الانتقام من خلال الحجز على جميع ممتلكاتك وإرسالك إلى السجن لفترة طويلة.

إذا ما قمنا بمواجهة بعضنا البعض سأكون لا محالة رئيس الإجماع الذي أحبه و دعمه في نفس الوقت المحبون و الكارهون.

و ماذا أيضا؟

سنتوصل إلى تبرئتك و تحصينك من أية متابعة في المستقبل و قد نلعب في المستقبل القريب في نفس الساحة السياسية أو في ساحتين متوازيتين جنبا إلى جنب حتى لا نضيع ما فات من عمرنا تضحية لبلدنا العزيز.

و كيف ستبذأ المواجهة بيننا؟

ألمتسمع أصوات أولئك الذين يطالبون بإجراء تحقيقشامل على الجانب المالي لتسييرك البلاد أثناء ما يسمونه العشرية ؟

نعم بالطبع سمعت أولائك المهرجون هل سنمنحهم الرضا؟ وكيف نتصرف ضد أنفسنا ولمصلحة أعدائنا؟

لا تقلق يا صديقي العزيز ، ستكون مجرد هدية مسمومة بالنسبةإليهم.

سوف نسمح لهم بإنشاء لجنة التحقيق البرلمانية الخاصة بهم في إطار قانوني مثير للجدل. سنعمل في الخفاءليركز التحقيق حصريًا على عدد قليل من الصفقات أو المشاريع التي تم منحها في ظروف غامضة أو مثيرة ، كما سنشجعهم من خلال عناصرنا في التحقيق حول بعض الشائعات الكبيرة (مثل بيع الجزيرة) لتشويه مصداقية عملهم هذا. سيتناول الإعلام الموضوع دون تريث و يحيط الخبر بنسيج من الأنباء المضللة. ستنتعش المعارضة و ترى في الأمر إنجازا كبير من صنيعها و هي صاحبة الفكرة متناسية أن الأغلبية التي لدينا في الجمعية الوطنية هي التي ستعمل على تمرير المقترح. سيتضخم الخبر محليا و دوليا ز موريتانيا تحقيق برلماني يتهم رئيس الجمهورية و عددا كبيرا من كبار المسؤولين. وهنا ستنقسم الآراء و المواقف ما بين مؤيد و معارض تماما مثلما يجري في الانتخابات أو مباراة كرة القدم. أنت بدورك ستنفق قليلامن الأموال التي جنيتها، بعرق جبينك، خلال هذا العقد الطويل والمحفوف بالمخاطر لتوظيف محامين محليين ومحامين و مناصرين من الخارج خاصة من أوروبيين.

ماذا سيحدث الآن وفي المستقبل؟لن يسيء أحدنا إلى الآخر. أناسأصرح بأني أثق بما علمني الله خلال تجربتي الطويلة بأن النواب الموريتانيين مستقلين و لديهم سلطتهم المنفصلة و أنالشرطة القضائية مهنية وفنية للغاية و لديها من الكفاءات و الصدق و الحرص على المصلحة العامة ما يبعث للارتياح وأما عدالتنا فهي العدالة بذاتها مستقلة و نزيهة و مترفعة و لا تخاف في الله لومت لائم.

سأقلل في التصريحات حول الملف و قد يقوم بعد الوزراء و غيرهم من الفريق بتصريح مقتضب كل ما لزم الامر مفاده أن العدالة ستعم وجه الأرض و أن الحكومة لن تتدخل أبدا : معاذ الله.

و أنت بدورك لن تذكرني بالاسم ولن تتهجم علي ستتكلم عن حصانتك الدستورية و عن استهدافك من طرف جماعة تريد استغلال النظام ضدك لأجل تصفية حسابات شخصية.

سوف نترك الحرب تشتعل بين طواقمنا و سنديرها بحكمة حتى تبقى في الحدود المطلوبة، حرب باردة و سلمية.

و حتى نضيف جرعة كبيرة من التشكيك في دستورية و قانونية إجراءات التحقيق و المتابعة، فإن الأشخاص الذين سيتم اتهامهم في نفس القضايا والذين يمثلون جميع أطياف المجتمع الموريتاني لن يتم التحقيق معهم بجدية. أنت يا أخي يا سيادة الرئيس ستكون الهدف الوحيد لهيئات التحقيق دون غيرك.

من المؤكد أن هذه الحرب (الباردة جدا) ستسب بلك و لي بعضالإزعاج،مثل استدعاء فترات متفاوتة و قصيرة إلى مكاتب الشرطة المكلفة بالجرائم الاقتصادية ، و قد تفرض عليك بعض القيود مثل منعك من السفر في فترة كوفيد19 هذه التي يفضل فيها التزام المنزل و قد يتم البحث والتحقيق في بعض الأصول التي تمتلك و بعض تلك التي تحوم حولها الشائعات.  سيكون كل ذالك ضروريًا حتى لا يبقى شاك. ومع ذلك يمكنك أن تطمئن  فكما اتفقنا سأستمر في الحكم بواسطة فريقك المفضل مع إضافة بعض التعديلات او التعيينات المدروسة. سأقوم بتعيين بعض الوزراء الجدد الذين يفتقرون إلى الخبرة مع عناصر قليلة تتسم بحدتها اتجاهك حتى لا يبقى شاك. لكن موريتانيا ستبقى موريتانيا التي عرفت وبنيت سيبقى جنرالاتك العسكريين و المدنيين بجانبي للمساعدة في الحفاظ على المكاسب وتعزيزها. في الحقيقة ليست لدينا خيارات كثيرة فالبلد صغير للغاية ولن نكافح لإيجاد بدائل معوجة لفريق فائز، فريق أثبت جدارته منذ الأيام الأولى للاستقلال ولا يزال في عز شبابه و حيويته.

من ناحية أخرى ينبغي أن تقلل في الكلام ركز دفاعك على المادة 93 من الدستور و الحصانةالتي تتمتع بها. أنا أعرف أنك مزاجي بعض الشيء لكنك لست مضطرًا للإجابة على أسئلة الشرطة وغيرها ركز دفاعك على المادة 93 من الدستور،لا تسهب في الكلام دعهم يعانون. كلما قل كلامك كل ما كان ذلك أفضل. ليس لديهم خيار آخر سوى السماح لك بالعودة إلى المنزل بعد دقائق معدودة.

هذه الحرب المفتعلة ستمكننا من السيطرة على أي صوت  معارض و قد نتخذ بعض المعارضين مطية لتحقيق أهدفنا التي هي أهدف الوطن.إن المعارضة تعارض منذ ما يقرب 30 سنةو قد وصلت إلى نهاية المسار. لقد انهارت تحت وطئه النزاعات و الانشقاقات الداخلية التي تتغذى على كل ما يفرق من قبلية و جهورية و اثنيه و عنصرية و سياسية و منفعية إضافة إلى الشح في الموارد و سياسة المقاطعة و الركود بمعنى عدم تجديد الكوادر القيادية.

عندما نبدأ حربنا سيأتون جميعا حاملين راية النصر و يلتحقون بالقطيع. سأصبح أنا في أعينهم هو المنقذ الذي سيحقق العدالة على وجه الأرض و في وطننا المنهوب. سيسبب الخبر كثيرا من الضجيج ، وستفتح نقاشات لا نهاية لها خاصة و أنه لحسن الحظ هناك شبكات تواصل اجتماعي تخوض في كل كبيرة و صغيرة بدون انقطاع و لا يتكلم فيها إلا العلماء مبرزون الذين يمثلون 150% من عدد سكان البلد.

هكذا سنحظى بالوقت الكافي لتمرير الولاية الأولى بثقةو في جو هادئ لا يعكر صفوه شيء. والأفضل من ذلك ، أنه في حالة حدوث عطل في الماكينة يمكننا دائمًا المراهنة على تلك المعارضة التي لا تزال تبحث عن دور لدفع السفينة إلى الأمام.

عندما تمر سنتين أو أكثر على تنصيبي رئيسا للبلد ستصبح الضغوط و المخاطر التي سنواجهها أقل أهمية لأن نهاية الولاية الأولى تكون قد اقتربت وسيبدأ الجميع يفكر في المستقبل القريب.إن هذه الفترة ستكون كافية أيضا لإفراغ المعارضة التقليدية مما تبقى لديها من مصداقية لدى الجماهير المنهكة التي ستكرهها بقدر ما تكرهنا.

وقتها سيبدأ إنتاج الغاز الطبيعي و سنستثمر جزء من عائداته لتمويل بعض المشاريع و المبادرات لصالح بعض المواطنين الأكثر تضررا من جائحة كوفيد19 و بض أولائك الذين يعيشون تحت اخط الفقر و بالموازاة، سنقوم بتوزيع بعض الإكراميات على الوجهاء التقليديين و الكتاب من مدونين و محللين و مصوتين (الذين يصيحون على السارق الذي لا يهتم بهم).إننا سنقوم أيضا بإطعام بعض أسماك القرش و الحيوانات المفترسة و الطيور الجارحة و الزواحف اتقاء شرهم علما بأن التجويع قد يفقدهم الصبر.

سنوزع إنجاز بعض الصفقات و المشاريع الكبرى على الشركات الفرنسية والأوروبية والأمريكية وما إلى ذلك من الطامعين الدوليين.

نعم إننا بهذه الحرب المجهضة سنحقق مستقبلا مشرقا يضمن لنا الاستمرارية في خدمة العباد و البلاد بالتعفف و التصوف الذين يشكلان جزءا من طبيعتنا.

خلال الفترة الثانية ولتعزيز فرصتنا في الفوز في الانتخابات دون إطلاق رصاصة واحدة، قد يتم الحكم عليك. سيكون حكمًا سياسيًا للغاية. لا يمكنك صنع دخان بدون نار. لكن في أسوأ الأحوال، سيحكم بحجز و بيع بعض ممتلكاتك لصالح الخزانة العامة في حدود قد لا تتجاوز عُشر ثروتك. أما بالنسبة إلى باقي ممتلكاتك فإن الأدلة لن تكون كافية ، وسيتم إغراقها  في أطنان من الأوراق والمحاضر المتناقضة و التي تفتقر إلى الحد الأدنى من المهنية و الدقة و التسبيب. لن يجد أحد خطأ وينبغي وقتها أن يقوم طاقمك القانوني والإعلامي بضجة و استنكار يملأ ما بين السماء و الأرض. ستقوم أنت في مناسبات قليلة لأن كثرة الكلام لا تجدي و لأن ما أكثر اكتشف بالتعبير عن ألمك. ستظل تتحدث عن استهدافك من يريد الثأر منك لا لسبب سوى أنك أبعدته عن مخزن الحبوب.  لن تتوقف عن التشكي وسيضاعف طاقمك المدافع بياناتهم الصحفية وتصريحاتهم المدوية. قد يحكم عليك أيضا في أسوء الحالات بالسجن لفترة قصيرة مع وقف التنفيذ وقد تمنع من الترشح لمناصب انتخابية لمدة أشهر.

لكن المكاسب التي سنجنيها ستكون مهمة جدًا بالنسبة إليك و بالنسبة إلي. إنه و بعد صدور الحكم عليك، ستصبح %90 من الثروة التي أعلنت أنها بحوزتك و أنك جمعتها من مصادر أخرى غير سرقة المال العام في مأمن من أي متابعة بمعنى أكثر حداثة سيكون تم تبيضها نهائيا. لن يعود بعدها من الممكن مقاضاتك في المحاكم الدولية لنفس الأفعال و نفس التهم. لقد حكمت عليك محاكم بلدك وسيتم إغلاق القضية نهائيًا. وستعود إلى الساحة للدفاع عن مصالحك ومن أجل تقدم و رفاهية الوطن. سنجد وقتها أنفسنا ، في بلد لا توجد فيه معارضةباستثناء عدد قليل من الأحزاب الصغيرة التي لا يمكنها التنفس دون مساعدتنا و التي هي ضرورية لإضفاء بعض الجدية على اللعبة الديمقراطية ، إضافة إلى بعضالحركات الإيديولوجية أو القومية الضيقة التي يمكننا اعتبار أنشطتها مخالفة للقانون كل ما خشينا أن تخرج من دورها التقليدي في تفرقة.

هذه هي الطريقة التي كنت سأناور بها، لو كنت أنا الرئيس الحالي والرئيس السابق في آن واحد.

بعد أن أعلنت لكم عن نيتي لو كنت... أعترف لكم بأنني أعتقد أن السعي لتصحيح الماضي في دولة مثل دولتنا الحبيبة والتي نشأت و ترعرع في الفساد (فساد النخب و فساد الإدارة و فساد القيادة و فساد المواطن) ليس سوى طريقة غير حكيمة لإضاعة الحاضر ومن ورائه المستقبل. إنني أظن أنه يجب علينا اليوم ، بغض النظر عن كل ما عانينا و بكل ما تعرضنا له من خيبة الأمل أن نحاول وضع قواعد جديدة لبناء دولة حديثة، يمكن لكل فرد لديه الحد الأدنى من حسن النية و من المواطنة أن يساهم في بنائها. ولأجل ذلك ينبغي أن نحرص على تطبيق القانون اليوم قبل الأمس و أن نبدأ بمحاسبة من يقومون اليوم بخيانة الوطن من خلال أكل المال العام أو تبديده، إعطاء الامتيازات و الرخص و فرص الكسب في غياب أي معيارية تعين الموظفين العموميين بناء على معايير تتحكم فيها الزبونية اكتتاب الموظفين المدنيين و العسكريين في غياب أي إطار قانوني ...

إنه يترتب علينا أن نجسد عدم الإفلات من المسائلة و المتابعة و المحاكمة اليوم قبل الأمس.

إن أي حملة هدفها إرجاع المال العام الذي نهب على مر السنين ستضع كل رجل و امرأة في هذا البلد في قفص الاتهام و قد يوجد ما يبرر إدانة كل واحد منهم، لأننا جميعًا إما جنات أو إما متواطئون أو مستفيدون عن وعي أو غفلة لا مبرر لها سوى طمع الجهل.

إن محاكمة الأموات ليست أمر بطولي و لا حتى عمل صادق لسبب بسيط و هو أنهم أموات. إن التحدي الكبير يكمن في محاكمة الأحياء و ردعهم و منعم من تدمير الحياة خاصة إدا كانوا من أولى القربى او تربطنا بهم علاقات و مصالح دنيوية قريبة و أطماع.

يمكننا أن نضع ونفرض قناعتنا بالعدالة والمساواة واحترام كل مواطن وكل أجنبي موجود على أرضنا. إنه يجب أن نضع أدوات وتقنيات وقوانين لحماية أنفسنا و بلدنا من كل تلك الآفات و المخاطر المتزايدة و التي قد تعصف بنا جميعا في أي لحظة.

لكن التحدي الكبير لا يكمن في إنتاج القوانين و وضع المعايير و إحكام الإجراءات ، ولكن في القدرة على ضمان تطبيق كل تلك القوانين في جميع أوجه الحياة و في جميع الحالات دون استثناء. ينبغي لتلك القوانين أن تراعي مصلحة المواطن أي مواطن دون تمييز سلبي أو إيجابي.

لا يمكن لمن هو منهمك في النظر و التدقيق و التدبر في أمور بقيت خلفه أن يحرز تقدم آمن إلى الأهداف التي أمامه، خاصة و أن الماضي البعيد و الحديث ليس سوى ثمرة السلوك والعقليات التي لا تزال تحكم حاضرنا. إن الأمر يشبه من الذي يقوم بملء قارورة مثقوبة بالماء إلا أنه بدلا من القيام بإصلاحها حتى تحفظ الماء يحاول جمع المياه المتسربة وسكبها في نفس القارورة.

ملاحظة: "الشخصيات والمواقف التي وردت في هذا المقال خيالية بحتة، وأي تشابه مع أشخاص أو مواقف موجودة أو كانت موجودة لا يمكن أن يكون إلا مصادفة. "

 

 

25. يناير 2021 - 23:38

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا