عندما نكون ضد الإصلاح / احمد حبيب صو

الكل يدعوا للإصلاح ويعرف كيف يكون؟ والكل يدعوا لمحاربة الفساد علنا ويريد أن يكون مفسدا ومستعدا لذلك مع تهذيب الكلمات في القول "أنه متفَكرج ولاهو منفوش" متى تنتهي هذه الدوامة ونكون حقا مستعدين لبناء وطننا الحبيب؟لماذا أصبح الوطن مجرد شعار وفي الواقع مجرد مقلع للاكتناز؟

لن تستطيع أي حكومة أو أية إرادة سياسية أو اجتماعية ان ترقي بوطننا وأبناءه مالم نستعد لذلك، لان ‏كل بناء أو إصلاح أو تغيير لا يقوم على إصلاح الأنفس وإيقاظ الضمائر وتربية الأخلاق؛ أشبه ببناء على كثبان من الرمال، {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}.

‏فقد قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

نحن شعب لم ننتمي بعد للوطن فإنتماؤنا مازال اسميا وفعليا تحسب أننا أمام فيلم عصابات مالم نرتقي بالفكرة والعمل والارادة وهنا اخاطب نخبنا التي لانكاد نقلدها أو فرض عليها الحال الانصباع للموجود من اجل العيش في الوجود.

ليس للنخبة  عذرٌ أن يسيروا وراء الكبراء والسادة المضلين؛ لأن الله أعطاهم عقولًا يفكرون بها، وأعطاهم ملَكات وإرادة يُرجِّحون بها.. لماذا تنازلوا عن عقولهم؟! لماذا تنازلوا عن استقلالهم، وساروا وراء هؤلاء ومشوا في ركابهم أتباعًا؟!فمن  المهم أن يدرك الجميع ضرورة وحدة الصف وإن اختلفت آرؤانا  أو آراؤهم الجزئية في بعض الأمور، فليس من اللازم إذا اختلفت آراؤهم أن تختلف قلوبهم وهو الذي ادى بنا أن نرى الأمور بعيون الغريزية.

بجب علينا حقا ان نتصف بالسماحة الفكرية بصدر رحب،  وهذا الفكر الراقي مخرجاته  سماحة نفسية وخُلُقية، لانه باضرورة ان كانت الأنفس ضيقة والصدور ضيقة؛ لا يمكننا تقبل الآخرين ممن يخالفونا الرأي ابدا.

‏التقدم المطلوب هو الذى يُستنبت فى أرضنا، وينمو بنمونا، ويتفاعل مع واقعنا، وتمده عقول أبنائنا، وتحمله سواعدهم لا مقلدين ولا موعزين .

اخوتي موريتانيا وطننا ونحن مقبلون لمرحلة مهمة لها تحدياتها وليس لنا أن نتخطاها إلا بالإصلاح والتوحد ورص الصفوف.

ان لم نبنها فمن يبنيها لنا؟

اخوتي اخواتي هذا وطننا وهذا جيلنا وادعوكم الي عدم فقدان الأمل وان نعمل علي تحقيق نهضة وطننا، بخطى واثقة ، فعلينا حمل رسالة التآخي والنهوض، لمستقبل أفضل ومن هنا ولتحقيق هذه الرسالة السامية  يحب أن لا نكلّ.

  اخوتي ‏علينا أن نشيع جو الحرية، ونرحب بالنقد، ونحيي روح النصيحة في الدين والوطن ، ونقول ما قال عمر رضي الله عنه: مرحبا بالناصح أبد الدهر، مرحبا بالناصح غدوا وعشيا. رحم الله امرأً أهدى إلي عيوب نفسي!.

موريتانيا تجمعنا.

24. فبراير 2021 - 15:19

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا