سوريا والتصحيف الشامي! / افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

 افاه ولد الشيخ ولد مخلوكلم يكن التاريخ بعجلته السريعة ليمنع أرض الشام من نسيم رياحه العليل، ولا ليمنع رئيسها من شرف البطولات القتالية العنيفة، التي سبقه لها مجنون ليبيا وضعيف عقل اليمن ومن على شاكلتهم وربك هو أعلم بالمفسدين، والتي لم تغن عنهم من شيء، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت حيث لا مبشر بالتوبة من لدن الشعب الثائر ولا عمل ينجي

 من نار الله يوم القيامة، ليختفوا أذلة صاغرين، منهم من رحل حقير ا ومنهم من ينتظر، واليوم هاهو تُفتح جبهة قتالية جديدة قوادها الرؤساء الشبان: رئيس موريتانيا ورئيس سوريا اللذان يثبتان للعجزة من الحكام العرب عدم قدرتهم على القمع والتنكيل، وهو ما شرع فيه بالفعل "رئيس سوريا " كما تنطق بالتصحيف الشامي، وماهي في الحقيقة إلا "سور" باطنه فيه الأسد وأبوه من قبله وبطانته، وظاهره من قبله العذاب والفقر والقتل وإسرائيل، لتكون الياء والألف زيادة في الاسم تصحيفا للمعاني كما الواقع تصحيفا للأفعال، في تجاهل كبير لفصاحة من سكنوا الديار وحكموها ولم يؤثر عنهم لحن قط أمثال: عبد الملك ابن مروان، وحينما بدأ بشار معركته أردت مرتشية عزيز في موريتانيا مواطنا أعزل في ازويرات وعاثت فسادا وبطشا بالعاصمة وساكنتها، لئلا يتخلف عزيز عن الركب شاتما المعارضة، وقائلا بثقافته العسكرية حتى أنا تصرف إلي الأبصار، وكأنه لا يعلم أن الأبصار في الأخير لا تصرف إلا تلقاء أصحاب النار، وماهي إلا الثورة التي لا تعرف الرئيس الصغير من الكبير، العسكري من المدني، المعمر في الحكم من الجديد فيه، إنما تذكيها المجاعة، والفساد والرشوة والاستبداد والغطرسة، وحتى الحكم بغير حق مشروع، أو مشروع بطريقة غير مشروعة. وليس بشار الأسد إلا طاغية كأمثاله، لا يعرف التاريخ، ولا يرحم البشر، لا يري نفسه إلا أنه أشد رهبة في صدور شعبه من الله، ناسيا أو متجاهلا من كان قبل في الديار قبل الإسلام وبعده، يتجول في ربوعهم وعلى ممالكهم وفي منازلهم يسجن ويقتل وينكل وييتم ويرمل، لا يبالي بالمعالم الشاهدة علي نهاية الطغاة المتكبرين، ولعله مستثنى ممن قصدهم الله تعالى بقوله: (ولقد تركنا فيها آية بينة لقوم يعقلون). إن فكرة المؤامرة والمندسين التي ينادي بها الأسد لاكتها أفواه الطغاة والمتجبرين دفاعا عن كراسيهم، وما أ ظن أحدا من الغباء بحيث يصدق مثل هذه الادعاءات، لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش، ما أقبح فعالهم ومقولاتهم. وليس الرئيس السوري الأسد ابن الرئيس الحافظ ابن العقود من الحكم والتجبر والسطو والبطش والتجويع نشازا في المجانين والطغاة، إنه لا يعرف عن السياسة ولا الدين إلا فكرة البعث وتلبيسها بالشيعة، واستحسان "الزيدية" لكي لا يتخلف عن الركب، وحقت كلمت ربك: (وكذالك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم ومايشعرون)، (ليميز الله الخبيث من الطيب) ويتبرأ الأحرار في كل شبر من الوطن العربي من الطغاة معتذرين للشعب نادمين علي صحبة "الأسد" و"العزيز" و"القذاف" والعالي والحسن" وغيرهم قائلين نحن معكم مع أننا لا نملك كشف الضر عنكم ولا تحويله، لكننا نشجب ونتبرأ من فعل مضللينا، فبئس السادة وبئس القرين. وهو ما فعله أهل درعة ومفكريها وبعثييها وغيرهم. لتبقي ثلة المكر وشرذمة الطمع والنفاق ينغصون رؤوسهم للحكام حتى وإن جرفتهم دماء الأبرياء، وصكت وجوههم مشاهد الدمار، وأخشمت أنوفهم الغازات المسيلة للدموع، ألا ساء مثلا القوم وساء مايزرون. هذه هي "سوريا" تصحيفا لدولة السور، عرين الأسد الذي يتجول فيه كيف ومتي شاء، يقتل أبناء العروبة والإسلام، يترك أرضهم للعدو يتجول في "جولانها" لا يعرف للحكم ولا للعقل ولا للإسلام إلا أنه الكريم ابن الكريم، وهو القاتل ابن القاتل الغدار ابن الغدار، يفعل أفاعيله بالشعب الذي سئم منه ومن وحوشه وآبائه الأقدمين، مناديا بالحرية والإصلاح، فكان له بالمرصاد كأنه ليث وغى أو بطل في الجهاد، فيا ترى هل لديه علم بكل ما يحدث؟ وهل هو في كامل قواه العقلية؟ أم إن هؤلاء الطغاة جميعا تأمرهم أحلامهم بذلك؟ أم هم قوم طاغون؟ لتبقي سوريا تعترف لأسدها بإرجاعها لتسميتها الحقيقية، معترفة بزيادة الياء والألف، وما تلك الزيادة بالصدفة إنما ياؤها تعني "يقتل، يسجن، يشرد، ينكل، ييتم... والألف دلالة علي مد رقبته على الحكم ومن فوق الكرسي، في شكل من تلاقي الأفكار وتشكيل اللوحات الفنية بالحروف محير ومدهش، وإن العاقبة للمتقين. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

29. أبريل 2011 - 11:27

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا