تبادل أفكار مع المترفعين عن الأعمال! / التراد سيدي

إن ترفع بعض المواطنين وعزوفهم عن ممارسة الكثير من الأعمال وعدم قبولهم لأعمال يدوية كثيرة كلفهم وكلف البلد خسائر فادحة بملايير الأوقية يتم دفعها من الدولة والمؤسسات والشركات والمصانع، لعمال يدويين بسطاء، ولفنيين ومهنيين يأتون من خارج البلد يؤدون أعمالا لا غنى عنها في البناء والآلات والأدوات المختلفة للحياة المدنية الحديثة..
لقد فوت المترفعون عن الأعمال والمهن على أنفسهم وأهليهم وبلدهم أموالا طائلة كان يمكن بها تغيير ظروفهم وظروف من يعولون وبها كانوا سيقدمون خدمة عظيمة لوطنهم بصرف هذه الأموال داخله للمساعدة في تطويره وتنميته!!!
لقد كانت هذه الأموال الطائلة من نصيب عمال أجانب قدموا من الدول المجاورة فوجدوا أعمالا لا ينافسهم فيها أحد تمدهم بمئات الملايين يحولون منها ماشاؤوا لأهليهم وبلدانهم من أموال بلد في أمس الحاجة لكل فلس من ماله لمالا يحصى من مشاكله الحياتية ومعضلاته البنيوية!! وقد حرم مواطنونا العازفون عن النشاط المترفعون عن الأعمال أنفسهم وأهلهم وبلدهم هذا المال وبقوا يعانون الفاقة وسوء الحال وتعاني أسرهم أشد المعاناة في حياتها اليومية كل ذلك بسبب أفكار متخلفة تريهم السراب، وتحبسهم في الجدب؛ يتمنون ويحلمون بأعمال تناسب "نبلهم" المزيف و"كرامتهم"التي مرغوها في وحل الفقر والعوز!!
إذا استمر مواطنونا ينهجون هذ النهج دون تغيير فكيف يمكننا الأمل في التطور والنمو؟؟!! وماهو مصير عشرات المعاهد والمدارس الفنية التي أنشئت حتى الآن لتأسيس قاعدة انطلاق نشاط تنموي صناعي وعمراني يحتاجه البلد؟؟ إذا استمر العازفون عن الأعمال المترفعون عن أكثر المهن على عزوفهم وترفعهم فماذا سيكون مصير هذا الجهد المبذول في البلد للتكوين الفني والمهني؟؟؟!!!
إن بلدنا يعتبر بحق بلد المشكلات الكبرى شديدة التعقيد لكن من أكبر مشكلاته مشكلة احتقار العمل والترفع عنه ورفض الكثيرين الأنخراط في الأعمال والنشاطات المثمرة ..
هذه المشكلة كغيرها من المشكلات الكبرى تتطلب أولا: الوعي الكامل بمخاطرها ثم ثانيا: التوجه بكل قوة لوضع حل لها وتجنيب البلد مخاطر استمرارها أو استمرار ذيولها ومفاعيلها !!!
لقدحان الوقت لنتحرر من بقايا عقلية السادة الذين لايعملون شيئا والتوابع الذين لهم عمل كل شيء !!! فلنجعل الجميع يتساوون في كل شيء ويمارسون نفس الأعمال ويتقاسمون كل الفوائد والمزايا بالسوية والعدل.. لنؤكد أن لا فضل لأحد على أحد إلا بما حدد الله به الفضلية بالتقوى وبالتقوى فقط...!!!

 

19. سبتمبر 2021 - 12:24

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا