قافلة الحوض الغربي..الإنجازات والرسائل / أحمدو ولد أبيه

اختتمت قافلة الحوض الغربي الطبية أعمالها مساء الثلاثاء الماضي الموافق 28/09/2021 بعد خمسة أيام من العمل الجاد على مستوى مقاطعات لعيون، كوبني، الطينطان، تامشكط.

وقد بدأ التحضير لهذه الفكرة قبل 7 أشهر تقريبا حين اجتمعت مجموعة من شباب الولاية في العشرين من مارس 2021 من أجل الفكرة ورسم استراتيجية تجسيدها على أرض الواقع بطريقة مختلفة عن ما كان يحدث للمبادرات التطوعية، حيث تم التركيز على مبدأي الشفافية ووضوح الرؤية كثنائية ضرورية لتقبل فكرة القافلة ومنحها المصداقية اللازمة من أجل التفاف الجميع خلفها.

وبعد النجاح الباهر في ضبط آلية التنظيم الداخلي كان التحدي الآخر هو الحصول على الكادر الطبي وجمع الموارد المالية، وكان كل ذلك يجري بشكل متزامن تحت تغطية إعلامية دائمة، حيث يعمل فريق العمل الصحي يوميا على التنسيق مع الأطباء من أجل المشاركة في القافلة، بينما يعمل فريق آخر على التواصل مع أبناء الولاية من رجال أعمال ومنتخبين وقادة الرأي لدعم القافلة ماديا ومعنويا.

لذا وبعد أشهر من العمل الجاد اتضح لنا أن تجسيد فكرة القافلة اصبح ممكنا، فقامت بثعة من القافلة بزيارة للولاية لإعداد تقرير شامل عن الحالة العامة للمراكز الصحية هناك والنواقص، بالإضافة لمعلومات عن المشاكل الصحية المطروحة بشكل ملح لسكان ولايتنا. وقد كان لهذه الزيارة مساهمة مهمة في نجاح القافلة حيث انقذتنا من "المَشي اعل عَميه".

وعلى الرغم من أن القافلة لم تحصل إلا على نصف المبلغ المقدر في الدراسة لإنجاز 8 آلاف استشارة طبية و200 عملية جراحية. فقد استطاعت القافلة تحقيق النتائج التالية:

* إنجازات قافلة الحوض الغربي الطبية 

- إصلاح أجهزة طب الأسنان في كل من لعيون، كوبني، الطينطان.

- تقديم 8018 استشارة طبية من ضمنها تخصصات غير متوفرة إلا بنواكشوط.

- القيام ب 247 عملية جراحية منها عمليات معقدة لمرضى العيون والفشل الكلوي والقلب والعظام.

- توزيع كميات معتبرة من الأدوية الجيدة مجانا

- صيانة جهازي فحوص الهرمونات VIDAS و جهاز شوارد الدم ionogramme sanguin

- جلب كل مستلزمات ومتفاعلات الفحوص المتاحة في المستشفى الجهوي بكميات محترمة بما فيها الجهازين المذكورين آنفا!

- جلب كمية من مستلزمات الأشعة

-  علب من الأدوات الجراحية واحدة لعمليات الأطفال ( boîte Pédiatrie )، والأخرى لجراحة البطن ( boîte abdominale) والأخيرة تستخدم في كل العمليات ( boîte de base).

- مصدر إضاءة متنقل لغرفة العمليات Scialytique mobile

- كميات كبيرة من أدوات العمليات (فرش ولباس الجراح ومساعده ) ذات إستخدام وحيد

- أدوية التخدير والإنعاش وادواتهما بما فيها المضادات الحيوية ومسكنات الألم

- الشبكات المستخدمة في ترميم الفتوق

- الدرانق المستخدمة في سحب الدم بعد العملية بكمية كبيرة وأحجام مختلفة ونوعية جيدة

وإذا قيمنا هذه الإستشارات والعمليات فقط بمبلغ 5000 للاستشارة كمتوسط المعاينات فستكون النتيجة  40.090.000 أوقية قديمة والعمليات ب 200.000 للعملية فستكون النتيجة 49.400.000 أوقية قديمة. 

هذا بدون احتساب تكاليف السفر من مسافة 800 كيلومتر عبر طريق غاية في الصعوبة. 

إذا المجموع 89.490.000 للاستشارات والعمليات فقط وقد أنجزنا كل هذا بمبلغ لا يصل ال 20 مليونا وزعت أساسا بين شراء الأدوية والأجهزة والنقل والإقامة.

* رسائل قافلة الحوض الغربي الطبية 

صحيح أن الرسالة المركزية لقافلتنا هي خدمة ولايتنا بسواعد أبنائها ومساعدة الفئات الهشة بتقريب خدمة ضرورية منهم بعدالة ورفق، وقد نبه الإقبال الشعبي الباهر على القافلة في كل مقاطعات الولاية إلى ضرورة تحمل المسؤولية اتجاه شعبنا وتكثيف الجهود للنهوض بهذه القطاع الحيوي بطريقة لامركزية وسينعكس ذلك بشكل إيجابي على انتاجيتنا وتنمية بلدنا.

ولعل من الرسائل الواضحة كذلك لنجاح قافلتنا الطبية الخيرية مايلي:

- إعادة الاعتبار للعمل التطوعي بالولاية، وهي مسألة في غاية الأهمية نظرا لارتهان العمل التطوعي غالبا للتمويل وارتباط التمويل بالثقة والمصداقية

- التأكيد على التكامل بين أجيالنا من أجل المصلحة العامة بدل الصراع فقد نجحت هذه القافلة بتكامل تام بين تجربة وتوجيه ودعم آبائنا من جهة وعزيمة وحماس وتنفيذ شبابنا من جهة أخرى 

- تعزيز الثقة في الشباب حيث أثبت شبابنا من خلال هذا العمل قدرته على التخطيط والتنفيذ بنضج ودقة متجاوزا الحساسيات الأهلية والخلافات الشخصية من أجل هدف عام ينفع الناس ويمكث في الأرض. 

وفي الختام أشكر باسم كل سكان الحوض الغربي في المدن والأرياف جيش الأطباء والممرضين والسائقين من أبناء وطننا الغالي على عملهم النبيل معنا لرسم البسمة على وجه كل متعفف ارهقه المرض وضيق الحال. ولئن كانت الكلمات تعجز للتعبير لهم عن ما في قلوبنا من التقدير لجهودهم الجبارة، فنرجو أن نكون وأياهم ممن ورد فيهم «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»

أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

5. أكتوبر 2021 - 10:49

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا