لنرقص ونغنى.../ المهدي ولد لمرابط

المهدي ولد لمرابط أعطــني الناي و غنّي   فالغناء سرّ الوجود

و أنين النّاي يبقى        بعد أن يفنى الوجود

تتالت في الأيام الماضية الكتابات والبيانات المنددة برؤية الحقوقيين لما يجري في مالي، واختارت تلك الدعوات التركيز علي قراءة واحدة للنهضة الحقوقية ضد تفكيك القطر المسلم مالي، حيث عبرت أحزاب سياسية موريتانية عن إدانتها الصريحة لهذا الموقف، واعتبرته دعوة للمجون والسفل والانحلال،

ولم تقدم في دفاعها الي ما ذهبت إليه ما يضفي مصداقية عليها، إذا استبعدنا الجانب العاطفي المدفوع بالنظرة العرقية الضيقة، وكأنها تسير من جديد نحو الهاوية، بعد ان تخلت عن مشروعها الإنساني، وأرادت شماعة جديدة تقودها الي قواعدها المنهكة.

ان الأحزاب والأقلام التي حاولت وما زالت تحاول الوقوف أمام المد الحقوقي الذي يستمد مشروعيته من آهات ومعاناة المستضعفين والمهمشين، ستتحطم علي آمال هذه الطبقات العريضة الخيرة.

ولاشك ان التركيز علي مسألة الغناء والرقص باعتبارهما سفرا وانحلال وفجورا يفتقد الي الموضوعية والمصداقية الشرعية، وقد تجاوز علماء الأمة هذه المسالة، هل هي حلال أم حراما؟، بعد ان ظلت ردحا من الزمن تحت التدقيق والتمحيص وشغلتها عن العبادة والعمل، حتى جاءت فتوى الدكتور يوسف القرضاوي التي قال فيها: " لا شئ في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء، لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم...الخ".

وفي الحقيقة هنا لست هنا للدفاع عن حرمة الغناء او إباحته لأن المسألة بالنسبة لي متجاوزة، بقدر ما أحاول" تغريدة" ألائك الذين "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة".

فالمتتبع لمواقف هذه الجماعة لما حدث في مالي يدرك أنهم اختاروا السكوت، بل تجاوزوه الي الممانعة لمشاركة موريتانيا في تحرير الأراضي المالية، وشكلوا غطاء لتلك الجماعات التي وصفوها بالأمس القريب بالإرهابيين، عندما قتلت أفرادا من جيشنا الباسل والمرابطين علي الثغور الموريتانية.

اليوم وبعد ان رأت ان حلمها في شمال مالي يتبدد، استرجعت قواها حتى لا ترجع بخفي حنين.

نعم ان المنظمات الحقوقية لم تكن أول من دعا للتخلص من ما وصفتموه انتم في السابق بالفكر التفكير، وإنما علماؤكم وفقهاؤكم وشيوخكم علي منابر المساجد، حيث اعتبروا ذلك دخيلا علي المجتمع الموريتاني المتمسك بالعقيدة الجنيدية، أم أنكم سيتهم "أيها الشباب".

وقبل ان انهي هذه "الكليمات" انتظر منكم بيانات جديدة ومواقف وكتابات عن العبد السالك ولد سالمه وإخوته الذين لا يحفظون الفاتحة ولا يعرفون عدد ركعات الصلات، فما موفقكم من هذا بالله عليكم

وأودعكم علي امل اللقاء بكم بأبيات من رائعة فيروز

أعطني النّاي و غني   و أنسى داء و دواء انما الناس سطورٌ      كتبت... لكن بماء

 

الي ان نلتقي: المهدي ولد لمرابط

11. فبراير 2013 - 16:52

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا