الجدية فى صلاح التعليم تقتضي / محمد المصطفى ولد مني

ليست المشكلة فى اعداد وتنظيم الورشات و رصد الميزانيات المالية الكفيلة  بتلك الأيام  وتقاسم علب المياه وقطع الخبز المكسرة و الألبان المبسترة  بل ان المشكلة تتمثل فى تطبيق مخرجات  تلك الورشات التى يتعلق بها مصير أمة بكاملها ،  و هذا التحدي فى جسامته  لا يواجه وزير التعليم فقط و إنما  يتجاوزه   إلى رأس  القيادة العليا  فى البلد التى أخذت على عاتقها إلتزاما ووعدا مٌوثقا بالصوت و الصورة فى ايام الحملة الإنتخابية  بإصلاح التعليم   و تحسين ظروف العاملين فيه واعادة الإعتبار إليهم بشكل يمكن معه خلق مدرسة جمهورية جامعة بين كافة المكونات الإجتماعية ، وكان هذا الوعد سببا فى ميل شريحة عريضة من الموظفين و الناخبين إليه  واليوم و نحن على أبواب هامش هذه  الورشات  التى كافة الأحزاب السياسية و فى هذا  الجو المفعم بالجدية الظاهرية نسطر مايلى :

1 - أن إصلاح التعليم يقتضى تفعيل المادة 6 من الدستور  و اعتماد لغة الأم  بشكل فعال حتى لا يجد المتلقى  اي التلميذ صعوبة كبيرة فى فك رموزها  ومعرفة  الدلالات الرمزية التى يقصدها المدرس فى  اي حقل من حقول المعرفة،  و التجارب الدولية فى اعتماد  لغة الأم كثيرة ومتنوعة لعل آخرها الجزائر التى بدأت  تهتم باللغة العربية مدركة تأخر اللغة الفرنسية  عالميا التى طالما تشبثت  بها ردحا طويلا من الزمن  ولعل نماذج الدول التى اهتمت بالغتها كثيرة (تركيا مثلا ، روسيا ، اسبانيا، البرتغال ، إيران،  ألمانيا، اطاليا، روسيا، إسرائيل....) هذا  مع ضرورة الإهتمام بلغات  الإنفتاح الأخرى كالإنجليزية اولا بعد اللغة العربية،  و بدرجة اقل الفرنسية   مع ضرورة  تحديد المستويات المطلوبة فى كل مرحلة من مراحل التعليم  الإبتدائي و الثانوى.

و حتى  يلعب التعليم دورا كبيرا فى تعزيز الوحدة الوطنية بين الفئات الإجتماعية و الحد من الفوارق الإجتماعية بين الأسر  ينبغى على الدولة توحيد الزّيِ المدرسي داخل الفصول  و تدريس اللغات المحلية الأخرى فى المرحلة الإبتدائية مع تحديد المستويات  المطلوبة من هذه العملية لدرجة أن يكون  معها التلميذ  قادرا عن نهاية هذه المرحلة  على التعبير و التواصل مع اخوته ورفقاءه من الفئات الإجتماعية  الأخرى ، و بذالك نخلق الإنفتاح و نكسر حواجز الصمت بين التلاميذ  فينشأ الصغار على الألفة و المحبة وهو هدف تربوي ينبغى مراعاته فى العملية التحصيلية.

2 تفعيل اللغة العربية فى الإدارة و ومسابقات ولوج الوظيفة  العمومية  حتى يكون للتعريب معناه .

3  توفير الكتاب المدرسي لكل تلميذ  وتغليفه ابلاستيكيا حتى لا يتعرض للتلف فى أشهره الأولى من السنة ويُسلم هذا الكتاب  لوكيل  التلميذ على شكل إعارة طيلة السنة الدراسية ، وهنا تكون الكلفة المادية اقل حيث ستستفيد منه اجيال متعددة  وموازات مع ذالك يتم توزيع دليل للأستاذ على جميع الطواقم التربوية على شكل إعارة طيلة السنة الدراسية  كذلك على أن يعيد الأستاذ ووكيل التلميذ معًا الكتب المعارة إلى رفوف المكتبة  المدرسية فى الآجال المحددة سلفا وهنا لابد من خلق طاقم خاص بهذه المكتبة مٌكتتبٍ  أو مفرغ لهذه المهمة النبيلة هدفه  دائما هو السهر على مراقبة المكتبة وصيانتها و متابعة من أعار كتابا و لم يرده فى الآجال المحددة ..

4 -  تخفيف الإكتظاظ قدر المستطاع

5 رفع راتب المدرس 400% على الأقل  و مضاعفة كافة علاواته والقطيعة مع البخل اتجاهه و إعادة الإعتبار إلى المهنة  بشكل فعلى حتى يكون الحقل التربوي جاذبا ، و فتح باب الترقيات امامهم  ، فجلهم  اليوم رهئن فى السلك الأول بأجور الزهيدة  رغم الشهاداتهم العليا  وخبرتهم فى الميدان  وخبرتهم فى الميدان هذا عن الأساتذة  أما المعلمون  فجلهم قابع فى سلكه الأول ، لا أحد فى الوزارة يولى اهتماما  و احقيتهم فى التقدم الوظيفى ، هذا كما ينبغى خلق بطاقة مهنية خاصة بالمدرسين من شأنها أن  تقدم تسهيلات لهم فى جميع المرافق وأمام السلطات المحلية.

6 التكوين المستمر على البرامج و الأهداف  من أجل ضمانة جودة المخرجات التعليمية، و فى هذه النقطة فإنه فى حالة التعريب ينبغى تكوين المدرسين على التغيير الجديد كما كونوا على اللغة الفنسية بعد اعتمادها فى  التدريس منذ اصلاح 1999.

7 - توجيه التخصصات فى الجامعة  مع متطلبات السوق

8 خلق جوائز سنوية لتشجيع التلاميذ المتفوقين فى كل الشعب حتى لا يدب الخمول فى نفوسهم و بذالك يشعر الجميع ان الدولة و النظام السياسي يهتم بالتعليم .

29. أكتوبر 2021 - 17:47

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا