وظيفة وزير قراءة في المتاعب والهموم (3) / محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم

يتمنى الكثيرون وظيفة وزيرلما فيها من نفوذ سياسي ومعنوي كما يتخيل البعض أنها وظيفة مال وفير ورزق  كثير
لا أعرف بالضبط راتب الوزير   
لكنني سأتخيل أنه يتقاضى مليوني أوقية قديمة 
فما هي قيمة هذا المبلغ مقارنة مع ما يتكلف من  مصروفات ؟
ولأننا لا نحكم على الأشخاص 
انطلاقا من الظنون فإننا نفترض أن الوزير س إنما يعتمد على راتبه
...... 
في مجتمع التبذير والترف الوهمي 
 ......
لنفترض أن الوزير الذي نسقط عليه متعلقات هذا المقال من مجتمع البظان (الشريحة الناطقة بالحسانية )
فما ذا تنتظرون من وزير في مجتمع  يعيش فقيره  البذخ الوهمي لا يوازن بين الدخل والمصروفات  ؟
مجتمع فقراؤه يترسمون خطى  أغنيائه  مجتمع يستدين العاطل فيه عن العمل مليوني أوقية ليبذرها في ليلة زفافه 
مجتمع تقتني  الفتاة العاطلة فيه ثلاثة هواتف مجتمع يحب المال حبا جما و يجمع بين الكسل وهواية التسول والتطفل 
في بئة كهذه لا يسمن راتب من مليوني أوقية ولا يغني من جوع
......
في الدائرة الجديدة 
.....
حين يعين شخص ما لأول مرة  في وظيفة سامية مثل وظيفة وزير يتغير نظام مصروفاته بصفة تلقائية    حيث تتضاعف وتتشعب وإذا بقي لفترة طويلة ينتقل من وظيفة سامية لأخرى فإنه يبقى في نفس الدائرة ومن الصعب عليه إن تنكر له الدهر وعاد  إلى سابق عهده  أن ينسجم مع غيرما تعود في الفترة الذهبية 
.......
مصروفات هائلة 
....
الوزير الجديد لا بد أن يؤجردارا  للسكن في  تفرغ زينه  مما يقتضي الكثير من التكاليف حيث تتطلب الصالونات أجمل  الأرائك والنمارق المصفوفة والزرابي المبثوثة والبطانيات والتلفزيونات الراقية  وأنواع الأكواب  والأواني  والثلاجات ومتطلبات المطبخ الراقية 
ومن الطوام الكبرى أن الكثير من هذه التجهيزات لا بد من تجديدها كل فترة لتتم مسايرة المجتمع التفرغ زيني 
أما المصروف اليومي العادي بالنسبة لأسرة  من ثمانية أشخاص  فلا يقل عن خمسة وثلاثين ألف أوقية موزعة كالتالي :خمسة آلاف أوقية للفطور وعشرين ألف أوقية للغداء ومضافاته وعشرة آلاف للعشاء ومتعلقاته 
أما في حالة تنظيم دعوة خاصة (غداءاو عشاء )
فضاعف المبلغ مرات ومرات 
ولن تقل دعوات وزير يساير المجتمع التفرغ زيني عن ثلاث دعوات للشهر 
وكل هذا لا يساوي شيئا بالنسبة لما تصرف أم الدار وكيف لنا أن نحصي ذلك 
أم الدار في مجتمعنا معول هدام وسيل عرم يهدم الدخل ويغرقه بما جبلت عليه من تبذير وسوء تسيير ثم إنها هي السيدة المسودة المطاعة 
لأن الشريحة الحسانية من المجتمع الموريتاني تحكمها النساء فهن الآمرات الناهيات 
تتمثل الطامة الكبرى في أن أم الدار تحمع بين كارثتين ولاهما أنها هي التي تسير دخل السيد الوزير وثانيتهما 
أن لها مصروفات  خاصة بها  
سنعرض لها بعد الحديث عن المصروفات العامة التي ذكرنا 
بعضها 
من تلك المصروفات التي نواصل الحديث عنها  تكاليف الكهرباء والماء وتكاليف البنزين الذي يجب أن يوفر لسيارات الدار التي لا يمكن أن تقل عن اثنتين  وتكاليف دراسة الأطفال وملابسهم  وما يتطلبه الويفي ورصيد الهواتف والهواتف نفسها فإذا أحصينا كل تلك التكاليف 
فسنجد كم هو راتب ضئيل ذلك الراتب الذي يمنح للوزير
يتواصل

10. فبراير 2022 - 13:44

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا