الوثيقة المسربة: نعش الانتماء الجمهوري والمواطنة / محمد ولد ادو

مازالت الوثيقة المسرية المتعلقة بالخريطة السياسية للبلد تثير التعليق تلو التعليق. فالموريتانيون منقسمون إزاءها فسطاطين اثنين: من ذكرته الوثيقة وأكدت “شعبيته” و “وجاهته” ومكانته المرموقة بين ذويه وبني عمومته وحاسديه، فہو منتشى راض عن الوثيقة وكأنه استمسك بالعروة الوثقى: ومن لم تذكره إطلاقا أو مرت عليه مر الكرام، فهو غاضب محتج على هذا الغمط الظالم.

هناك رأي آخر هو الذي يهمنا هنا: إذا كانت الزعامات القبلية قد انحصرت منذ القدم في أسر و عصبيات محددة، و يتم اعتمادها اليوم في زمن الدولة المدنية الحديثة لدى سلطاتنا الموقرة كجسر للعبور إلي الحظوة السياسية و الإدارية و المادية، فإن الشرائح و المكونات المجتمعية التي لا يسعفها هذا الطريق، لن يبق أمامها إلا أن تجعل، مكرهة لا بطلة، من الشرائح و المكونات “قبائل” متميزة تفرز شیوخها و زعاماتها، عساها تدخل بذلك ضمن الخريطة السياسية للبلد، حتى لا يبقى نصف مواطني البلد خارج سجلات الإدارة و تقاريرها الرافعة و الخافضة … فهل هذا هو صراط الوئام الاجتماعي والوحدة الوطنية؟ لست متأكدا.

 

26. مايو 2022 - 21:04

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا