قليل من كثير / أحمد بداه

تنفيذا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية في مجال الصحة تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات المحورية ذات الطابع الاجتماعي على مستوى هذا القطاع الحيوي على مدى السنوات الثلاث المتضية، يأتي في صدارتها تأمين 100 ألف أسرة فقيرة أي حوالي 680.000 فرد، وهو ما رفع نسبة التأمين الصحي من 15 - 30٪؜، وإنشاء صندوق خاص بالتأمين الاختياري مفتوح أمام الجميع، وخاصة عمال القطاع غير المصنف، ويسعى إلى تأمين 70٪؜ المتبقية من السكان. 
ينضاف إلى ما سبق الخدمات المجانية وشبه المجانية التي يوفرها برنامج أولوياتي الموسع لفخامة رئيس الجمهورية على مستوى قطاع الصحة، وهي:
مجانية الإنعاش الطبي، مجانية النقل بين المنشآت الصحية، خفض التكلفة الجزافية للنساء الحوامل بنسبة 55٪؜ بحيث أصبحت المرأة الحامل تحصل على جميع علاجاتها وعلاجات مولودها خلال الأشهر الأولى مقابل 450 أوقية جديدة، حتى ولو تطلبت وضعيتها إجراء عملية جراحية.
هذا فضلا عن مجانية إجلاء ضحايا حوادث السير والتكفل بهم، ولهذا الغرض تم تخصيص 22 سيارة إسعاف مجهزة ومخصصة على مختلف محاور الطرق الوطنية، وهو ما كان له انعكاسه الإيجابي على التخفيف من الحصيلة السنوية للخسائر البشرية التي كانت تنتج عن الحوادث.
وقد استفاد من هذه المجانيات من بداية العمل بها (منذ سنتين) أكثر من 182.000 شخصا، من بينهم 145.000 امرأة حامل.
وفي ذات السياق يجري العمل في الأفق المنظور على الإطلاق الفعلي لبرنامج خدمات المساعدة الطبية المستعجلة الذي يتكفل بالحالة الصحية المستعجلة من لحظة وقوعها حتى دخولها للمستشفى عن طريق رقم أخضر مجاني للابلاغ بوقوع الحالة المستعجلة، ليبدأ التدخل بواسطة مجموعة من سيارات الإسعاف موزعة حسب الكثافة السكانية، تعمل بها طواقم مدربة على الإسعافات الأولية والعلاجات اللازمة والنقل الآمن للمصاب.
وأخيرا تم تعضيد هذه الحصيلة باستحداث نظام "ميسر" وبرنامج "المستشفى المتنقل" أما الأول فيوفر الأدوية الأساسية ذات الجودة في مختلف وحدات الهرم الصحي، على امتداد التراب الوطني، بسعر أخفض من ثمنها الأصلي بنسبة 50٪؜ في المتوسط، وهو إجراء يعزز ما كان يقوم به القطاع في نفس الإطار من توفير لبعض الأدوية المجانية لصالح أصحاب الأمراض المزمنة والأمراض المعدية، وصرف مجاني للقاحات ومستلزمات التغذية لصالح الأطفال والنساء.
وأما المستشفى المتنقل فيدخل في إطار تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، ويهدف إلى تقديم خدمات صحية ذات جودة للفئات الهشة وخصوصا ساكنة الأرياف والقرى النائية والبعيدة عن المنشآت الصحية، وتعزيز النظام الصحي الجهوي وتطويره من خلال اقتناء معدات وتجهيزات، إضافة إلى التكوين المكثف للطواقم الصحية المحلية.
وقد وفرت نسخته الأولى المنظمة بالحوض الغربي خلال الفترة من 11 - 17 نوفمبر 2022 خدمات مجانية لسكان هذه الولاية ومكنت من تحقيق حصيلة بلغت  آلاف الاستشارات العامة والمتخصصة، ومئات العمليات، فضلا عن صرف آلاف اللقاحات والمكملات الغذائية للأطفال والنساء الحوامل، والقيام بمئات الكشوف عن سرطانات الثدي وعنق الرحم لدى النساء، وسوء التغذية لدى الأطفال.
أما على مستوى تقوية المنظومة الصحية والرفع من قدراتها في مجال الاستقبال والتكفل فيجري العمل على استكمال بناء وتجهيز مستشفى أطار وتوسعة المستشفى الوطني، وبناء 3 مستشفيات جديدة في كل من ألاك، تجكجة ولعيون، علاوة على إنشاء وتجهيز المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز بسعة 300 سرير، وبناء 56 منشأة صحية جديدة، منها 22 مركزا صحيا، و16 نقطة من فئة أ، و8 نقاط من فئة ب.
 كما تم خلال السنوات الثلاث الماضية اكتتاب حوالي 2656 وحدة جديدة، من بينهم 359 من مقدمي الخدمات، وحصل بالفعل اقتناء الكثير من المعدات والتجهيزات الطبية التي كان لها انعكاسها الواضح على نوعية الخدمة الصحية المقدمة في المراكز الصحية ومراكز الاستطباب الوطنية، يمكن أن نذكر منها 15 مركزية أكسجين، 141 سيارة إسعاف، و307 سرير إنعاش، و234 من أجهزة التنفس الاصطناعي، وجهاز لتحليل التسلسل الجيني للفيروسات بالمركز الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية، كان اقتناؤه إجراء سياديا حيث أننا بفضل وجوده لم نعد نحتاج لإرسال العينات خارج البلد لتحليلها.

30. نوفمبر 2022 - 17:18

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا