عفوا ياخليل... لقد توقف بث " صوت العرب " / أحمد ولد الوديعة

اطلعت اليوم على تصويب موقع باسم القيادي الناصري والنائب البرلماني الأستاذ الخليل ولد الطيب حول ما قال  إنه موضوع منشور في يومية السراج وافتتاحية وتدوينة حول  الندوة التي نظمها الرفاق الناصريون لإحياء ذكرى

 " الزعيم الملهم" جمال عبدالناصر، وهي الندوة التي كانت فرصة لجموع من المصدورين الناصريين والصداميين والقذافيين والبشارين لنفث حقن من الحقد على التيار الإسلامي   

 لم أرد في البداية التعليق على التصويب  لأن  جوهره تعبير عن تعلق بأنظمة العسكر المستبدة  وهو اختيار  معروف للأستاذ الخليل الذي ظل حتى الساعات الأخيرة قبل اندلاع الثورة في ليبيا من " المؤتمنين " على القومية العربية في البوابة الغربية، لكني عندما أكملت قراءة التعليق أنتابتني حالة من الشفقة على الرجل الذى يقدم نفسه ويقدمه آخرون على أنه الشخصية الأهم في التيار الناصري الموريتاني فأردت أن أسجل على هامش " بيانه الأول" ملاحظات أرجو أن يتسع لها صدره .

  - سيدي الخليل المعلومات التي قدمتم عن الراحل جمال عبد الناصر تصلح فقرة في برنامج من برامج " صوت العرب" التي كان يبثها ناصر ورهطه من مصر " أيام زمان " لكن بث صوت العرب توقف، والأثير اليوم مفتوح والحقائق عن حقبة عبدالناصر معروفة بما فيها من إيجابيات وسلبيات، واعتقد أن النقاش الدائر اليوم حول تلك الحقبة ليس حول ما تحقق فيها من مكتسبات تنموية أو ما تم خلالها من استقطابات دولية لكنه بالأساس حول ما تحقق فيها من عدل وحرية وكرامة... الوقائع التاريخية سيدي الخليل لاتسعفك فحكم العسكر الذي رسخه عبد الناصر في مصر كان  مثالا وقدوة لكل من لحقه من السائرين على طريق القمع والبطش بالخصوم، وقصص التعذيب السادي الذى تعرض له المخالفون لعبدالناصر ليس من الإخوان فقط وإنما من اليساريين والليبراليين معروفة لكل من يستقي معلوماته من مصادر غير مصادر صوت العرب القدوة والمثال لإعلام التصفيق والتمجيد وتغييب الوعي.

هل وصل لعلمك يا خليل أن نظام عبد الناصر هو أول نظام عربي ينصب  المشانق لمعارضيه السياسيين، هل أتاك  نبأ المفكر المسلم العظيم سيد قطب الذى أعدمه ناصر بدم بارد..  أم أنك تعتبره كما كانت تعتبره صوت العرب عميلا وخائنا.. أعذرك فالواضح أن معطياتك تنتمي لزمن غير زمننا

  أما ملاحظتي الثانية فهي تلك المتعلقة بموقف الإخوان من الكيان الصهيوني وتعزيز أول رئيس مصري منتخب للعلاقات معه.. مرة أخرى أشفق لحالك أيها الزعيم الناصري، وأنت تتحدث في 2013 عن علاقة الإخوان باسرائيل، وعن تعزيز مرسي للعلاقات مع الصهاينة فهذه معطيات الأبراشي وصباحي ومصطفى بكري والعجوز هيكل المعتاشون على بقايا الإرث الناصري البائد

... أما معطيات الواقع فتقول إن الإخوان هم من قاوم الاحتلال أول مرة في الأربعينات، وهم من يقاومه ألان في فلسطين، وهم من ظل يقاومه في الزمن الممتد بين الأربعينات وأيامنا هذه، وهاهو  زعيمكم الناصري الجديد الفريق أول عبد الناصر السيسي يتهم رئيس مصر المنتخب بالتخابر مع حماس... ربما لم يصلكم الخبر بعد فبث صوت العرب توقف.. وورثته الشرعيون في تلفزيون النهار والأون تي في والسيبيسي  اليوم يقترحون قصف غزة بطائرات جيش مصر العظيم الذى تربى على العقيدة الناصرية من منابعها الصافية.

 أما ثالثة الملاحظات فهي تلك المتعقلة بدور القوميين العرب والناصريبين تحديدا فيما تعرض له  المواطنون الموريتانيون الزنوج من إبعاد وقتل وسجن وتعذيب وما تعرضت له مأساتهم في أوقات لاحقة من إنكار وتشويه على أيدي حملة الهواية الناصرية اعتقد أن تعبير الهواية أدق من تعبير الفكر الناصري فلايوجد فكر ناصري، ربما يمكن أن نتحدث عن فكر قذافي إن دققنا نسبة الكتاب الأخضر..

.. في واقعة بل في جريمة تصفية المواطنين الموريتانيين الزنوج لايفتأ  الخليل يكرر كلاما  عاما ينكر التهمة ويتحدي من يستطيع  إثباتها، وهنا أود مواجهتكم – سيادة النائب وأمين الناصرية في موريتانيا -  بسؤال جوهري أتمنى أن  تكون لديكم شجاعة الجواب عنه، وهو أين كنتم عندما قام نظام ولد الطائع بتهجير عشرات الآلاف من مواطنينا خارج الحدود، وأعدم العشرات في مجازر جماعية بعضها في ذكرى الاستقلال، ألم تكونوا جزء من تحالف استراتيجي معه كنتم انتم شخصيا من هندسه ..؟؟

كيف لنا أن نفهم أن تياركم " الوطني " ينتفض بعد أن أكتشف فجأة أن ولد الطائع على علاقة غير شرعية مع فرنسا إبان زيارة شيراك عام 1997، في حين ظل هادئا قانعا بما يجري في سنوات 89 ومابعدها رغم كل الأرواح البرئية التي أزهقت، والأسر الفقيرة التي شردت..؟؟

 لا أريد أن استبق الإجابة التي قد تتطوعون بتقديمها الآن أو تلك التي ستقدم في وقت لاحق عندما تتشكل في يوم قادم هيئة للحقيقة والمصالحة لإلقاء الضوء على تلك الحقبة المعتمة من تاريخنا، لكن أريد أن ألفت انتباهكم إلى  انه ليس من الصعب معرفة أين كنتم يومها  ومعرفة من كان يهجر المواطنين الآمنين من قراهم في الضفة، ويجتهد بعد ذلك في محو آثار الجريمة،  نحن نعرف والموريتانيون يعرفون من كان وما زال مهيمنا على جهاز الأمن المترع بالعقيدة العنصرية البغيضة، ويعرفون من كان المستشار للعقيد ولد الطائع ويعرفون من كان كبير حرسه وأصبح اليوم في محل الرئاسة منقلبا على أول رئيس مدني منتخب وحائزا على دعمكم " وخدماتكم " الجلى سيادة النائب الموقر.

 أخيرا كان بودي  وأنتم قيادي ناصري كبير أن تخصصو توضيحكاتكم لما اعتبرتموه حملة تشويه لتيار تنتمون له لكم الحق بل ربما عليكم واجب الذود عن حياضه، وأن تتركو  فرصة تمر دون تقديم رسالة " تأييد ومساندة " للجنرال  محمد ولد عبد العزيز، فقد أتيح لكم من الفرص العامة والخاصة ما وجهتم فيه ما يكفي من الرسائل، لكن الواضح أن استراتيجية المرحلة لاتسمح فالجنرال بالنسبة لكم هو بقية من بقايا العقيد والقائد يستحق الشكر والثناء والتمجيد في كل حين على الأقل في انتظار استقرار حكم عبد الناصر السيسي..

 أما وقد فعلتم وأثنيتم على ولد عبدالعزيز بما ليس فيه فأقول لكم إنه لايليق بشخصية مثلكم أن تقول أن عهد القمع انتهى في 2009 مع انقلاب كبير الحرس.. فالمقال التوضيحي – فيما أعلم وأفهم - منشور هنا في موريتانيا لقراء يعرفون ما ذاكان قبل انقلاب الجنرال عزيز وما ذا جرى بعده.. عفوا لقد انقطع إرسال "صوت العرب " من زمان ولا أمل في محاولات الجنرالات في استعادته هنا أو هناك.. الأثير اليوم حر مفتوح منساب يطلع الناس من خلاله على كل الوقائع ويناقشون كل وجهات النظر وبالتالى فلا يصمد فيه إلا الحقائق والمعطيات أتمنى لكم التوفيق في العثور على ترددات جديدة لصوت عرب جديد تعبرون فيه عن كل ما تؤمنون به، وتدعمون  من خلاله كل من ينقلب على رئيس منتخب هنا أو هناك، لكن اقتراحي لكم إن وفقتم في العثور عليه أن تدركوا أنه مجرد  صوت  واحد في عالم يعج بالأصوات التي لم يعد بمقدور أيا كان أن يحجبها عن الناس تماما كما أن ليس بإمكانه أن يمنعهم حريتهم أو يعيدهم إلى عهود  الاستبداد والقهر.

28. يوليو 2013 - 22:38

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا