في ذمة الله يافقيدنا الكريم .. الشيخ اعل الشيخ ولد امم / الدده محمد الأمين السالك

 الدده محمد الأمين السالكالحمد لله رب العالمين .. يقول ( كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون أُجُوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أُدخل الجنة فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) والصلاة والسلام على من خيره الله بين الدنيا وما عند الله فاختار ما عند الله ,, يخاطبه ربه جل جلاله فيقول:

 ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ، أف إن مت فهم الخالدون ) ويأتي الحكم النهائي الذي لااستئناف فيه ولا خيار لأحد ( كل نفس ذائقة الموت ، و نبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) .

هذا هو حكم الله ، ولا راد لقضاء الله .. فلا حول ولاقوة إلا بالله .

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته .... يوما على آلة حدباء محمول

إنه مصير كل نفس .. فلا بقاء إلا لله الواحد الحي الذي لايموت .

هكذا قضى الله .. ونحن رضينا بقضاء الله .. ( يؤتي الحكمة من يشاء ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) .

فلله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى .. فعال لما يريد ( يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) نحمده على نعمه وعلى أن متعنا بالإيمان ، وجعل فقيدنا من أوليائه الصالحين . ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )

وأخيرا .. ترجل الفارس عن صهوة جواده .. ترجل وترك الدنيا بما فيها ومن فيها .. ترك الدنيا بما لها وما عليها .. تركها لأنها لاتساوي بالنسبة له جناح بعوضة .. ترجل الفارس لا جبنا ولا انهزاما .. وإنما ليجيب داعي الله .. ولا راد لقضاء الله .. رحل إلى الرفيق الأعلى .. بعد أن أدى ماعليه من واجبات تجاه الله وتجاه خلق الله .. ترك الدنيا بعد أن جعل منها مطية للآخرة .. وتاجر مع الله علما وعملا ليكون من الذين يتلون كتاب الله ويقيمون الصلاة ، وينفقون مما رزقهم الله سرا وعلانية ، يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله .. اللهم وفه أجره وزده من فضلك ، واجعله من الذين قلت في حقهم : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ) .

رحل الشيخ اعلي الشيخ ولد امم .. فلا حول ولا قوة إلا بالله .. رحل وترك فراغا على كل صعيد .. فراغا في الأكف التي طالما امتدت لتنال من فيض كرمه .. فراغا في القلوب التي طالما انفتحت لتنال من فيض علمه وصلاحه .. فراغا في النفوس التي طالما اطمأنت إلى نصحه وتوجيهه .. فراغا في الألسن التي طالما لهجت بذكر الله في حضرته .. فراغا .. وفراغا .. وفراغا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

رحل الشيخ الجليل عن الدنيا بعد أن أعطى الخير لخلق الله دون حساب .. ولم يأخذ مقابلا من مخلوق .. لأنه كان يتاجر مع الله .. ولا يريد جزاءا ولا شكورا إلا من خالق السماوات والأرض .

إخوتنا وأبناء عمومتنا الكرام ، أبناء الشيخ محمد فاضل عموما ، وأبناء الشيخ اعل الشيخ خصوصا :المصاب ليس مصابكم فحسب .. فهو قبلكم مصابنا نحن إخوتكم وأبناء عمومتكم تنواجيو أبناء سيدي يحي .. لذلك نعزي أنفسنا أولا في فقيدنا الكريم إبن الكريم إبن الكريم .. ثم نقدم لكم أنتم أخلص التعازي القلبية في هذا المصاب الجلل ثم نعزي موريتانيا كلها ونعزي الأمة الإسلامية ونقول لكم إن الفقيد رحل ، ولسان الحال يقول : عيب الديار على من في الديار بقي .. ونحن على يقين من أنكم أهل لها .. أهل لتحمل هذه المسؤولية – وما أصعبها – ولكنه الواجب ..فستكونون بإذن الله خير خلف لخير سلف .. ومنهجية الشيخ اعل الشيخ منهجية خير ومناهج الخير لاتموت لأن الله جل جلاله يستحيي أن ينزع البركة من موضع قد جعلها فيه .

فنحن إذ نقدم لكم أحر العزاء فإنما نرى فيكم استمرار نهج الشيخ اعل الشيخ في الجود والكرم والتسامح والتواضع لله جل جلاله وخدمة الإسلام والمسلمين .

إخوتنا وأبناء عمومتنا الكرام  : المصاب جلل والكلام في هذا المقام صعب ولكن تنواجيو لابدأن تقول كلمتها في هذه اللحظات الحزينة ، لحظات وداع عزيز حبيب .

فاعذرونا إن كان هناك تقصير في التعبير أو في تبليغ الرسالة فالتعبير في هذا المقام الحزين صعب إن لم يكن من المستحيل .

عظم الله أجركم في فقيدنا الكريم ، وألهمهكم الصبر ورزقكم أجر الصابرين .

اللهم تغمد فقيدنا برحمتك ، وتقبله في الفردوس الأعلى بجوار الحبيب جده محمد صلى الله عليه وسلم .

اللهم إن عبدك الشيخ اعل الشيخ لو كان ضيفا عندنا الليلة - ونحن عبادك الضعفاء الفقراء إليك - لأكرمناه إكرما .. وهو الليلة ضيف عندك وأنت أكرم الأكرمين .. اللهم أكرم مثواه وأبرد مضجعه ووسع نزله وتقبله مع الذين أنعمت عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين .

والصلاة والسلام على سيدنا محمد و آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

29. أغسطس 2013 - 20:17

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا