تفصيح العامية (14) / إسلمو ولد سيدي أحمد

*"الزِّيفْ": المِنشَفة(serviette): ما يُنشَّف به الماءُ. والفُوطَة: إزارٌ كالمِيدَعة( الثوب المبتذَل. ج. مَوَادع.) يُلبَسُ فوق الثيابِ ليَقِيَها أثناءَ العمَلِ. ونسيجة من القطنِ ونحوه يُجفف بها الوجهُ واليدانِ، أو تُوضَع على الصدرِ أو الركبتيْنِ عند تناولِ الطعامِ وقايةً للثوبِ.ج.

 فُوَطٌ. فوطة خادِم: tablier de domestique. فوطة الأيدي(مِنشَفة.ج. مَناشِفُ): essuie-main. فوطة مائدة: serviette de table. فوطة (مِنشفة) الحمّام: serviette de bain, de toilette.(بالإنجليزية: towel).

وفي "الحسّانيّة"، "زَيَّفْ لمَّاعِينْ" ("أمَّاعِينْ أَتَايْ" بصفة خاصّة): غَسَلَها ونَشَّفَها بمِنشفة( فوطة ونحوها) حتى تصبح تلمع من شدة النظافة. " لمَّاعِينْ": أدوات تحضير الشاي، من إبريق"أَبرَّادْ"، وكُؤوس "كِيسَانْ"، ومِنْضَدَة(طاولة /صينبة) "طَابْلَه"، ونحو ذلك. المِنضدة(table): أداة ذات قوائم ثلاثة أو أكثر توضَع عليها الأشياء. ج. مناضد. ويدخل هذا المصطلح ضمن ما يُعرَف ، في الفصحى، بالمَاعُون: اسم جامع لمَنافع البيتِ كالقِدْرِ والفَأسِ والقَصْعَةِ ونحوِ ذلك. وفي التنزيل العزيز: (الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ). وفي الفصحى، زَيَّفَ النُّقودَ وغيرَها: عمِلها مغشوشةً. و"الزَّيْفَه" أو"المَشي عَلَى الْغَرْظْ": نوع من التحرر في القول وفي الفعل، قد يصل إلى درجة الوقاحة والسّفَاهة وعدم الحَياء(insolence). *"اصْكَاطَه" أو "التّصْكَاطْ" (تنطق الكاف جيما قاهرية): التَّطَفُّل(parasitisme). تَطَفَّلَ(parasiter): صَارَ طُفَيْلِيًّا. والطُّفَيْليّ(parasite): الذي يَغْشَى الولائمَ والأَعْراسَ والمجالسَ ونحوَها من غير أن يُدْعَى إليها. فهو طفيليّ/ متطفِّل(parasitaire).، ويقال إنه منسوب إلى(طُفَيْلٍ) وهو رجُل من أهل الكُوفَة من بني عبدِ الّله بن غَطَفَانَ كان يأتي الأَعراسَ والولائمَ ونحوَها، ولا يقعُدُ عن وليمة ولا يتخلَّف عن عُرْسٍ، ويقال له: طُفيْل الأَعراسِ، أو العرائس، فنُسِب إليه كلُّ مَن يفعل فِعلَه. وفي علم الأحياء: كائن حيّ يَعيش متطفلًا على كائن حيّ آخَر في داخله أو خارجه( انظر: المعجم الوسيط). ومرَض الطُّفَيْليّات: maladie parasitaire. و"التّسْكَاكْ": نوع من التّطفّلِ، لكنه تطفلٌ على مجالِسِ الشاي"أَتَايْ"(thé le) بصفة خاصّة. وكانت هذه الظاهرة – على قلتها- موجودة لدى بعض سكان البوادي، وبدأت تتقلَّص- بل تختفي- مع انتشار استعمال"أَتَايْ" ووجود مواده/ مستلزماته بكثرة. ومع أنّ الشاي مشروب عالميّ واسع الانتشار، فإنّ له مَكانةً خاصّةً في موريتانيا، إذْ لايخلو مجلس منه، ولا تحلو سهرة من دونه، وله طقوس خاصة –لا يتسع المجال للتوسع فيها- أذكر منها أنّ بعض العارفين لأسرار الشاي، يرون أنّ إعداده بطريقة جيدة يتطلّب وجود ثلاث جيمات، أي ثلاث كلمات تبدأ كل واحدة منها بحرف الجيم. "الجَّرْ": إعداده ببطْءٍ. "اجْمَرْ": الجَمْر: أي إعداده على قطع فحم ملتهبة(بدلا من الغاز)، حتى ينضج على نار هادئة. "اجْمَاعَه": الجَماعة من القوم، حتى يكون الجلوس حوله مناسبة لتجاذب أطراف الحديث والخوض في مجالات مختلفة لا تخلو من الفائدة والمتعة. ومن المساجلات"لكْطَاعْ"(تنطق الكاف جيما قاهرية) الطريفة بين الرجال والنساء، بخصوص ظاهرة"التّسْكَاكْ"، قول بعضهم، على لسان الرِّجالِ: "مَايَطْلَعْ بطْ* اعْلَ جَمْرَ* مَاجَاتْ اتْبطْ* للْبطْ امْرَ". وعلى لسان النساء: "مَايَطْلَعْ بطْ*اعْلَ لحْمُومْ* مَاجَاهْ إبطْ* رَاجلْ مَعْلُومْ". مع العلم أنّ ظاهرة شرب المرأة الموريتانية للشاي، حديثة- نسبيا- إذ كان الرجل هو الذي يشرب الشاي، وهو الذي يتولى إعداده لنفسه، ولأصدقائه، ولضيوفه. ثم إنّ المرأة- البدوية بصفة خاصة- التي تتسم بالعفة والحياء، لا تخرج من منزلها إلا في ظروف خاصة، لا يدخل ضمنها البحث عن الشاي الذي لم تتعود على تناوله، وحتى في بيتها. ويلاحَظ، في الوقت الراهن، أنّ من يتولى إعداد الشاي- في المدن بصفة خاصة- هو الخادِم(le domestique)، أو المرأة. وقد يحرص الرجل على إعداد الشاي بنفسه لأصدقائه المقربين، ولكبار ضيوفه، مُبالَغةً منه في إكرامهم. *"الصَّدْكَه"(تنطق الكاف جيما قاهرية): الصّدَقة(la charité): ما يُعطَى على وجه القُرْبَى للّه لا المَكْرُمَة. "اطْلَبْ الصَّدْكَه": شَحَذَ(تَسَوَّلَ): demander la charité. "صَدَّكْ": تَصَدَّقَ/ أَحْسَنَ/ أعطَى الصدقة: faire la charité. "طَلَّابْ الصَّدْكَه": الشَّحَّاذ( السائل المُلِحّ). والسائل: الفقير(pauvre). وفي التنزيل العزيز: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ). *"اجْرَانَه" ج. "اجْرَانْ": الضُّفْدُع/ الضِّفْدَع(la grenouille): حيوان بَرْمائيّ ذو نقيق(coassement).ج. ضفادعُ. نَقَّ الضفدعُ: coasser. ويقال: نَقَّتْ ضفادعُ بَطْنِه: إذا جَاعَ. *"لغْجلْ/لقْجلْ": الجَحْش(ânon): ولد الحِمارِ(صغير الحمار).ج. جِحاش. *"اتْكَبَّطْ": ارتَدَى بَدْلَةً. البَدْلَة(le costume): الحُلَّة التي تُلْبَس خارج البيت عادة(محدَثة). والبِذْلَة( بالذال) من الثيابِ: ما يُلبَس في المهنة والعمل ولا يُصانُ.ج. بِذَل. و"الْكَبُّوطْ": السُّتْرَة(بضم السين وقد تُكسَر): la veste. *"اتْمَرْمَدْ"(المصدر:"اتْمَرْمِيدْ")، يقال : فلان تَصادَف مع لصوص/ قُطّاع طُرُقٍ، ف"مَرمْدُوهْ": ضربوه ضربا خفيفا ، أو هددوه، واستولوا على ما بحوزته من متاع. كما يقال: نزل فلان ضَيْفًا على قوم، ف "مَرمْدُوهْ": لم يقدموا له القِرَى المناسِب. وفلان حالته "متْمَرمْدَه": يعيش حياة التقشف، أو في وضعية ما دية سيئة. ولعل لهذه المادة علاقة بالرماد، و/أو بالرمادة(الهَلَكَة)، واستعملت – مَجَازًا- للتعبير عن سوء الحال، في الأوضاع المشار إليها ونحوها. وعام الرَّمَادَة: عامٌ أصابَ الناسَ فيه جَدْبٌ وقَحْطٌ ، في عهد عُمَرَ بن الخطّاب- رضي الله عنه- سنة 18ه، فكان عامَ هَلَكَةٍ. *"عَادْ": أَصْبَحَ/ صَارَ/ أَضْحَى/ أَمْسَى/ آلَ إلى...(devenir). يُقال: الولد "عَادْ اكْبِيرْ": أصبحَ كبيرا (grand). "عَادْ غَنِي": صَارَغنيا(riche)، إلخ. *"اكْندْ" (تنطق الكاف جيما قاهرية) مِن البرد: ارتعد من شدة البرد، واصطكت فَرِيصَتُه(ج. فَرَائِصُ). و "اكْندْ" في فلان: شده بقوة والتصق به، أو سلقه بلسانه. "اكْندْ" الحيوان( الغنم والبقر...) من شدة المطر المصحوب بتيار هوائيّ بارد: صارعاجزا عن الوقوف أو الحركة. ويحدث ذلك عادة- في البوادي- في آخر فصل الصيف، مع بداية موسم الأمطار(الخريف)، حيث تُصَابُ الماشية بالهزال، بسبب نقص الكلإ، وعدم تَوافُر الأعلاف بكميات كافية، ممّا يجعل مقاومتها للبرد ضعيفة.أو عند نزول المطر-على غير المعتاد- في فصل الشتاء، عندما يكون البرد قارسا والمطر مصحوبا بالبرَدِ(grêle). *"بُوزَيْزْوَانْ"(تنطق الزاي مفخمة): الْجُدْجُدُ(le grillon): حَيَوانٌ كالجَرادِ يُصَوِّتُ بالليلِ.ج. جَدَاجِدُ. ويسمّى كذلك: صَرَّار الليلِ. يقال: "بوزيزوان" الذي يبكي من حر غد. يُضرَبُ للشخص يحمل همّ ماقد يحدث من شر في المستقبل، مع أنّ هذا الشر قد لا يحدث أبدًا. *"اتْنَسَّسْ": نَجِسَ(se souiller, être souillé): نَجِسَ الشيءُ يَنْجَسُ نَجَسًا: قَذِرَ. وفي عرف الشرع: لحقته النّجاسَة(القَذارة)، وهي: قدْر معَيَّن يمنع جنسُه الصلاةَ ، كالبولِ، والدَّمِ، والخمر. يقال: نَجِسَ الثوبُ. ونَجِسَ فلان: خَبُثَ طبعُه ودَنِسَ خُلُقُه. "امْنَسَّسْ": نَجِسٌ. فلان "كَلْبُ امْنَسَّسْ"(تنطق الكاف جيما قاهرية واللام مفخمة): شَكَّاكٌ، يؤول أقوال الآخرين وتصرفاتهم على هواه، دون أن يتأكد من نياتهم. *"خَطْ النَّدْيَه": قَوْس قُزَح( arc-en-ciel): قوس ينشأ في السماء أو على مقربة من مسقط الماءِ من الشَّلّالِ ونحوه، ويكون في ناحية الأُفق المقابلة للشمس، وترى فيه ألوان الطيْف متتابعة. وسببه انعكاس أشعة الشمس من رَذاذ الماءِ المتطاير من ماء المطر أو من مياه الشّلّالات وغيرها من مساقط الماء المرتفعة(انظر: المعجم الوسيط). *"كِدُّ": المِلعَقة(la cuiller ou cuillère): أدَاةٌ يُتناوَلُ بها الطعام وغيرُه. ج. مَلاعِقُ. *"فُّورْشَتْ": الشَّوْكَة(fourchette la): أداة من أدوات المائدة ذات أصابع دقيقة مدببة كالشوكة يُتناول بها بعض الطعام(محدثة). *"بَنَانْ": مَوْزٌ: عُشبة عظيمة تُزرَع لثمارها السُّكَّريَّة وتنبت في البلاد الحارة. ويكون ثمرُها في عَناقِيدَ مُنَضَّدًا بعضه فوق بعضٍ، ومنه أنواع للتزيينِ. وثمره. الواحدة: مَوْزَة(une banane). شجرة مَوزٍ: un bananier. مَزرَعَة مَوْزٍ: une bananeraie. وفي الفصحى، البَنَانُ: أطراف الأصابع، واحدته: بَنانَة. والرياض الحالية بالزهْرِ. *"اكْوِيزِينْ": المَطْبَخ(la cuisine): مَوْضِعُ الطَّبْخِ.ج. مَطَابِخُ. يشيع استعماله بلفظه الأجنبيّ. المِطْبَخ: أداة الطَّبْخِ مِن قِدْرٍ وغيرِها. ج. مَطَابِخُ. مِطْبَخ(مِطْبَخة) غَازٍ: une cuisine à gaz. الطَّبَّاخ(cuisinier,ère): الطّاهِي يُعالِج اللحمَ وغيرَه بالطبْخ ونحوِه. الطَّبْخ/ الطَّبِيخ: المَطْبُوخ(cuit,e). وبالإسبانية، المَطْبَخ(la cocina): مَوْضِع الطَّبْخِ. مع العلم أنّ حرف(c) يُنْطَق نطق الثاءِ العربية(لا كُوثِينَا). وقد أشرتُ سابقا إلى أنّ حرف(z)-في الإسبانية- يُنطَق كذلك ثاءً. مثال ذلك:la plaza(لابلاثا). *"الصَّالُون"(le salon): المكان المخصص لاستقبال الضيوف. قاعة استقبال(salle de réception). قاعة/ رَدهة/ استقبال/ بَهْو. البهو(وهو من الكلمات القريبة من مفهوم"الصالون"): المكان المخصص لاستقبال الضيوف. والواسع من كل شيء. يقال: هو في بهو من العيش. والبيت المقدَّم أمامَ البيوت(محدثة).ج. أَبْهاء. ونظرا إلى شيوع هذا اللفظ (الصالون) في عدد من العاميات العربية- بما في ذلك "الحسّانيّة"- فإنني لا أرى مانعا من إدخاله في المعجم العربيّ الحديث. وفي ذلك إثراء للغة العربية، وتقريب للعامّيّة من الفصحى. ولدينا ما يُعرَف بالصالون الأَدَبيّ: اجتماع أدباء أو فنّانِين يُعقَد دوريًّا في منزل رجل أو امرأة من ذوي الشأْنِ. كما يطلَق الصالون(le salon) على قاعة عرض(اللوحات الفنية، على سبيل المثال). وعلينا أن نعرف أنّ اللغة العربية- شأْنها في ذلك شأن اللغات العالمية الحية-لا بدّ أن تفتح صدرَها لهذا النوع من التّقارُض والتلاقح والأخذ والعطاء، وذلك في إطار ما أشرتُ إليه سابقا من ضرورة الاستمرار في الانفتاح على: المولَّد، والمعرَّب، والدخيل، والمُحدَث. بشرط أن تخضع هذه العملية لرقابة لغوية صارمة تضمن صبغ هذه الألفاظ بصبغة عربية، وعدم المبالغة في الإكثار منها. والهيئات المرشحة للقيام بهذه المَهمة، هي- بدون منازع- مجامع اللغة العربية، بالتعاون مع المؤسسات العربية المعنية والمهتمة.

8. سبتمبر 2013 - 8:24

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا