حزب الكتائب الموريتانية / الحاج ولد المصطفي

 الحاج ولد المصطفيحزب الكتائب الموريتانية وليس الإتحاد من أجل الجمهورية، يحشد الميليشيات والجماعات ويجند وسائل الدولة ووظائفها وموظفيها لحملة واسعة للإستعداد لما يقول إنها حملة انتخابية سابقة لأوانها ولكنها في الحقيقة هي أشبه ماتكون لحملة مضادة لقيم الديمقراطية ،

 تسعي لترسيخ ممارسات شاذة ومنافية للحزبية والإنتماء السياسي . فهل ينجح حزب الكتائب في تمزيق النسيج السياسي لأحزاب المعارضة الموريتانية؟ وهل يحقق أهدافه في تحويل مناضلي الأحزاب المعارضة إلي قادة خلايا نائمة ؟ ومندسين يتربصون بأحزابهم؟

جاء في ديباجة البيان السياسي لحزب الإتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم)أن الحزب مكون من( تجمع نخبة من أبناء موريتانيا المخلصين لتعكس إرادة جادة واعية وعميقة, تنشر قيم الصدق و الاستقامة وتتبنى ثقافة النزاهة واحترام خيارات الشعب : إسهاما في بناء مجتمع ديمقراطي عصري قائم على مبادئ العدالة والحرية في الرأي والتنظيم وعلى التجانس المشبع بثراء التنوع والتعدد ، مجتمع يفرض القطيعة مع الممارسات السلبية للماضي.ويعتبر فيه الإنسان الغاية والوسيلة لأي مشروع تنموي.)

إن هذا الإعلان بمثابة ميثاق شرف ينبغي أن يحكم تصرفات الحاتميين وممارستهم السياسية بعيدا عن كل انحراف سياسي أو تمالئ نفعي أو إصطياد في مناخ مفعم بالتآمر والخديعة السياسية .

إن القناعة السياسية أمر يمليه الضمير الحر علي صاحبه ويمكن أن تتغير تلك القناعة في أي وقت ،لكن الممارسة السياسة الواعية تقتضي من صاحبها أن يسلك الأطر الحزبية الداخلية لخروجه من التشكلة السياسية التي ينتمي لها بإرادته الواعية وإختياره المسؤول ، وليس من شك في أن الإنتماء لأحزاب سياسية أخري بعد مغادرة الحزب الأول أمر متاح لكل منسحب إلا أن ما نشاهده من صفقات بيع وشراء دأب عليها حزب الكتائب الحاكم للبلاد والعباد أمر تقشعر له الأبدان ويندي له الجبين .

إن مشهد وزير في حكومة بلد بكامله يتوسط شخصين أرادا تغير وجهتهما السياسية ، أمر يدعوا للإشمئزاز والحيرة

هل نسي الوزير أننا علي أبواب سنة دراسية جديدة تراكم فيها وزارته أسباب الفشل وتحصد نتائجه كل سنة في مسابقاتها الوطنية ؟ وهل يفوته أن الفصول الدراسية قد تهدمت والمياه الراكدة حاصرت الأبنية منذ أسبوع ؟ وأن التعديل الأخير للحكومة قد منحه المسؤولية الكاملة عن قطاع التعليم الثانوي؟ أم أن انشغال الوزير بالدعاية الرخيصة لحزبه وكتائبه هو مبرر بقائه في التعديل الأخير؟

أسئلة ضمن أخري يثيرها مشهد الوزير هو يشرف علي ما يروج له علي أنه إنجاز حققه حزب الرئيس وهو لايعدو أن يكون تأكيدا جديدا من هذا التجمع المساند لو عبد العزيز علي أنه ليس حزبا سياسيا ولكنه مجموعة من الفرق و الكتائب والألوية والجيوش النظامية وغير النظامية ، العسكرية والمدنية والتي تسعي جاهدة للفتك بالنسيج السياسي للأحزاب الديمقراطية .

جاء في نص ما قيل إنه لجماعة منسحبة من حزب حاتم ومنضمة لحزب الكتائب (إن مناضلي ومناضلات جماعة (........)، المنتسبون فيما مضي لحزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم)، تذكارا للمسار النضالي الذي خاضوه من اجل أن ينعم بلدنا بنظام ديمقراطي حقيقي مستقر، يحترم الحريات، ويقيم العدل، ويحقق الرخاء والتنمية، وتحققا من أن هذه المثل هي نفسها التي يسير عليها البلد حاليا تحت قيادة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز)

إن الجماعة لا تكون في حزب سياسي يحرم نفسه (انتسابا أو انسحابا) وفق نصوص الأحزاب ومبادئها ولكن الحزب يضم أفرادا لكل واحد فيهم رأيه وصوته وهو لايمثل إلا نفسه مهما حاول البعض ادعاء أن له شعبية خاصة وكأنه زعيم قبيلة أو عشيرة أو طائفة ...... وهي كلها مفاهيم تنتمي لثقافة التخلف والانحطاط .

أما النضال السياسي الذي خاضه ويخوضه حزب الإتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم) فلم يقل أحد إنه تحقق علي يد محمد ولد عبد العزيز وإلا لما كان الحزب قد تراجع عن دعمه واعتذر للشعب الموريتاني عن وقوعه ضحية شعارات زائفة رفها ولد عبد العزيز وما لبث أن أنقشع عنها الغبار وظهر زيفها وتنكر هو نفسه للكثير منها .. فلا معني لهذا الإدعاء وإن كانت عبارات ( تحت وقيادة و فخامة) تكشف بجلاء عن طبيعة النص .. وقيمته...!

إن حزب الكتائب الموريتاني وجعجعه يحلمان بعهود من الظلام والتخلف السياسي من شأنه أن يفسح لصاحبهم المجال لسنوات حكم جديدة كما وردت الإشارة إليه في بيان المنسحبين المزعومين (للمساهمة في إنجاح البرنامج الطموح للسيد الرئيس في ما تبقي من مأموريته الأولي، وفي الثانية إن شاء الله،)

إنها جعجعة .... ولن تمر

 

الحاج ولد المصطفي: [email protected]

19. سبتمبر 2013 - 14:19

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا