تفصيح العامية (26) / إسلمو ولد سيدي أحمد

alt*"انْدْحَسْ": مَلَّ. مَلَّ الشيءَ(se lasser de qc.)، ومَلَّ عن الشيءِ يَمَل مَلَلا، ومَلالا، ومَلالَة: سَئمَه وضجر منه. وتجيء الكلمة في تراكيبَ مختلفةٍ: "الدَّحْسَهْ"، "ادْحَسْنِ"، "دَحْسِتْنِ"، "مَدْحُوسْ"، "مَدْحُوسَهْ"، "مَدْحُوسِينْ"، إلخ.

* أَنَا"مِنْ دَايِتْ نَفْسِي" أو "مِنْ دَايِتْ رَاصِ": أنا شخصيا/ أنا عن نفسي، ولا أحكم على الآخرين.

*فلان "فَخُّورِي": مُتَبَاهٍ. فَخَرَ(se vanter, se glorifier) الرجل يَفخَر فَخْرًا، وفَخارًا، وفَخارَةً: تَباهَى بما لَه وما لقومه من مَحاسِنَ. وتَكَبَّرَ. فهو فاخِر وفَخور. فلان "إِفَخْرُ شِ مَايْفَخَّرْ": يَتَباهَى بما يعُده حَسَنًا وهو ليس كذلك. وتأتي"فَخُّورِي" بمعنى: شديد التأثر/ شديد الحساسية. فعلى سبيل المثال، إذا وقع شخص على جبهته أو وقع عليها حجر صغير وتورمت بسرعة، نقول: الجبهة عضو"فَخُّورِي": حَسَّاس/ سريع التأثر. *"ابِّينيزْ"(بنون مُمالَة): بَقٌّ/ بَقَّة(punaise): حشرة من رتبة نصفية الأجنحة، أجزاء فمها ثاقبة ماصّة على شكل خرطوم. وتوجَد ضُرُوب من البق.

*لن يحدث كذا، إلّا إذا "انْهِگْ احْمَارْ فِي السْمَ": مَثَل حساني يُضرَب للأمر المستحيل الذي لن يحدث أبدًا. إذ إننا لا نتوقع أن ينهق حمار في السماء. ومن المعلوم أن المَثل لا يُترجَم ترجمة حرفية وإنما يُترجَم معناه. فلو أردنا-على سبيل المثال-أن نترجم:cela arrivera quand les oiseaux auront des dents، فلا يصح أن نقول: سيحدث ذلك عندما تكون للعصافير أسنان. الترجمة الصحيحة: ذلك أمر مستحيل. *"گالْ شِ خَاسِرْ": سَبَّ/ شَتَمَ، ونفيُها:"مَا گالْ شِ خَاسِرْ": لم يقل عيبا/ لم يقل ما يُعاب عليه. "گالْ شِ صَالِحْ": قال كلاما طيبا.

*فلان""اصْحِيحْ بِالْفَالْ" أو"اصْحِيحْ" إن شاء الله: يعني أنه مريض(وذلك من باب التفاؤل). *"اطْلُوعْ الدَّرْجَهْ": الرِّفعة/ عُلُوّ القدر والمَنزِلة. ضد"احْدِيرْ الدَّرْجَهْ". والدلالة اللفظية، في التعبير الحسانيّ، واضحة(طلوع/ صعود، في التعبير الأول، وانحدار في التعبير الثاني).

*"صَايِبْ": متغرغ(ليس لديه أي عمل). "مَاهُ صَايِبْ": مشغول. "صَايِبْ" عن كذا: في غِنًى عنه. "مَاهُ صَايِبْ" عن كذا: بحاجة إليه. فلانة "صَايْبَهْ": غير متزوجة. هذا الأمر "مَصْيُوبْ" عنه، أو "مَاجَايِبْ اعْلِيهْ شِ": لا ينبغي/ لا مُسَوِّغ له/ لا مبرِّر له. *"هَانّيِ" أو "هَانْ بَدَنِي": أهانني/ عذبني/ أذَلّني. أَهان الشخصَ: استخفَّ به. *"شرْتَاتْ"(براء مرققة)، أو "گِرْفَافْ"(براء مرققة، والشرطة على الكاف تدل على أنها تنطق جيما قاهرية)، أو"گابُونْ"(الشرطة على الكاف تدل على أنها تنطق جيما قاهرية): دُبٌّ(ours)، أو: ضَبُع(hyène). *"لِحْمِيَّهْ": التعاون والتعاضُد. وفي المثل الحسانيّ: "لِحْمِيَّهْ تَغْلَبْ السْبَعْ": تَعَاوُنُ أشخاص- وحتى لو كانوا ضعفاء-يمكِّنهم من التغلب على شخص واحد مهما كانت قوته. السبُع: كل ما له ناب ويعدو على الناس والدوابِّ فيفترسها، كالأسَد(le lion)- وهو المقصود هنا في المثل الحسانيّ- والذئب(le loup) والنمِر/ البَبْر(le tigre). وكل ما له مِخلَب(griffe). وهي سَبْعَة.ج. سِباع، وأسْبُع، وسُبوع. عِلْمًا بأنّ أنثى الأسد: لَبُؤة(lionne). ج. لَبُؤٌ، ولَبُؤَات. واللَّبْوَة: اللَّبُؤة. ج. لَبَوات. ويمكن أن نقول إنّ كل أسد سَبُعٌ، وليس كل سَبُع أسدًا. *"يِنْگالْ"(الشرطة على الكاف تدل على أنها تنطق جيما قاهرية): يُقال. وفي المثل الحسانيّ: فلان "مَا يِنْگالُّ مَحْمَرْ وِجْهَكْ": فلان سريع الغضب/ سريع التأثر/ سريع الانفعال. كما يوصف، في الحسانية، بأنّ "أَخْلَاگُ ظِيْگهْ": عَصَبِيّ(nerveux) . بمعنى أنك لو قلتَ له، كما ورد في المثل: مَا أَحْمَرَ وجهَك ! لَغضِب غضبا شديدا، كناية عن غضبه لأتفه الأسباب.

*"ارْصَ" أو "ارْصَعْ": ثَبَتَ وتأنّى. ولعلها محرفة عن: رَسَا. رَسَا الشيءُ: ثَبَتَ. ورَست السفينةُ: وقفت عن السير. ويجيء اللفظ في تراكيبَ مختلفةٍ: "ارْصَاتْ"، "ارْصَاوْ"، إلخ. *"النَّگْدَ "(الشرطة على الكاف تدل على أنها تنطق جيما قاهرية): الُكُرْه(aversion, répugnance, abomination). "مَنْگُودْ": كَرِيه/ مكروه. ومَنْحوس(malchanceux, infortuné). يقول الشاعر"لِمْغَنِّ": "أَلَّا لُولَ يَخَلَّاگِ* تِعْدَال أَتَايْ امْن اللُّوگ* اتْعُود اللُّوگ فَخْلَاگِ* بِلْسَان النَّگْدَ مَلُّوگ". "لُولَ": لولا أنَّ. "يَخَلَّاگِ": يا خالِقِي(أي الله تبارك وتعالى). "تعدال أتاي": صْنْع الشاي(le thé) أو استجلابه/ استيراده. "امْنْ": مِنْ. "اللوگ": اسم مدينة في السنغال، يُستشف من هذا "الگافْ" أنّ التجار الموريتانيين كانوا يستوردون منها الشاي. "اتْعود": تكون/ تصير/ تصبح. "فَخْلاگِ":عندي/ في نفسي. "مَلّوگ": مأخوذة من: لَحِسَ(lécher) الإناءَ يلحَسه لَحْسًا: لَعِقه بإصبعه أو بلسانه، وكأنّ الشاعر يريد أن يقول- مَجَازًا- لولا أننا نستورد الشاي من هذه المدينة، لَلَعِقتها/ لَلَحِستها بلسان الكُرْه(أي لكرهتها). ولعل مادة "النگدَ" مشتقة من: النَّقْدِ(la critique)، في جانبه الخاص بإظهار العيب(الانتقاد)، إذْ يقال: نَقَدَ النثرَ، ونقد الشعرَ: أظهر ما فيهما من عَيْبٍ أو حُسْنٍ. *"الدَّرْصْ": الضِّرْس(السِّنّ الطاحنة). وفي المَثَل الحساني: "إِذَا شَنْكَّرْتْ دَرْصَكْ من كذا دِيرُ افْعَيْنِ": يُضرَب للشيء المستبعد أو المستحيل. والمعنى العام للمثل، هو: إذا حصلتَ من هذا الشيء على قدر مايبقى عادة عالقا بالأضراس من الطعام( كناية عن الشيء الحقير المهزول)، فضعه في عيني.

*فلان "اخْرَطْ" فلان عن العظم: عابَه بشدة. بمعنى أنه أكل عِرْضَه، ورماه بكل العيوب والأوصاف القدحية.

*فلان "مَايِتْمَطَّگْ"(الشرطة على الكاف تدل على أنها تنطق جيما قاهرية): كَذَّاب. والكلمة عربية: لا يَتَمَطّق/لا يَتَلَمَّظ. تَلَمَّظ/ لَمَظ: تَتَبَّع الطعم وتذوَّق وتَمَطَقَ. وفلان"يَجْبَ اعْلَ الْحِلَّه": يكذب في بعض الأحيان، وكأن هذه العبارة أقل حدة من سابقتها، وفي العبارتين نوع من الأساليب المرَمَّزة التي قد لا يستوي الناس في فهمها.

*فلان "شَبِيبْ": جميل/ أنِيق/ جَذَّاب. وفلانة"شَبِيبَهْ" ويرتبط في الغالب هذا الوصف بمن هم في ريعان الشباب. الشباب: الفَتاءُ والحَداثَة. *"اتْخَمَّمْ" في الأمر: فَكَّرَ فيه. وشَغَلَه. يقال: فلان بات"يِتْخَمَّم" أو مِتْخَمَّمْ": بات مشغولَ الذهن/مهمومًا بأمر معيَّنٍ.

*"تَيْبَه" وأخواتها: "فَظْمَه"، "أُمْ اكْسَيَّه"، "الرَّهْوَاجَه"، إلخ: أسماء لشُخوص وهمية تعبِّر، في المخيال الشعبيّ الساخر، عن أسفل دركات الوضع الاجتماعيّ والثقافي...، وعن أشد الغباء. يقال، على سبيل المثال: فلان فيه"فَظْمَه": وضيع، لا يساوي شيئا. ويعبَّر ب"تَيْبَه"، بصفة خاصة، عن الغباء الشديد، والجهل التام. ويدخل في هذا المجال: فلان"أَزَيْگلْ مِنْ بَيْ اسْوَيْدِي"  "أَزَيْگلْ": أي أقل عقل  : يُضرب للشخص لا عقلَ له. والشائع، في هذه الأمثال ونحوها، أننا لا نعرف- بدقة- أصل المثل، لأن المهم في المثل هو ما يرمز إليه. *"أَسَاغَ" ج."آسْوَاغَ": شَائعَة(une rumeur). ج. شَوَائِعُ، وقد تُجمَع جمع المؤنث السالم، شائعات: خبر ينتشر ولا تَثَبُّتَ فيه. "سَوْغَ" فلان على فلان: نشر عنه خبرا غير صحيح. وتكثر الشوائع-عادة'- في الأوساط النسوية، فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية. *"امَّوْنَكْ": مُرِيح(confortable). يقال: "مِتْمَوْنَكْ": مرتاح/ في رَغَدٍ من العيش(vie confortable). "التَّمَانُوكِتْ": الراحة التامة/ رَغَد العيش. صوت "امَّوْنَكْ" في الأُذن: ترتاح له الأذن. ويقال، في الدعاء: الله "إِمَوْنَكْ" لنا الدنيا والآخرة. وهو، قريب من: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة).

*"لَحْلَحْ": ظهرت حديثا هذه المادة في صيغ مختلفة: "التْلَحْلِيحْ"، اللَّحْلَحَهْ"، اللَّحْلَاحْ"، اللَّحْلَاحَهْ"، إلخ. ويقصد بها، بصفة عامة، الشخص الذي يمتدح شخصا آخر، لتَلْمِيع صورته لدى الناس- عن قناعة، أو تودُّدًا له في الغالب- من أجل الحصول على منفعة معيَّنة. ويبالغ "اللَّحْلَاحْ" في التملُّق والتَّزلُّف(flatterie, adulation) للمسؤولين في الدولة، بصفة خاصة، ولأصحاب النفوذ  والمال والجاه. وينظر المجتمع، بصفة عامة، إلى هذا النوع من الأشخاص نظرةً سلبيةً. وفي الفصحى، لَحْلَحَ القومُ: ثبتوا مكانهم فلم يبرحوا. وتلحلحَ القومُ: لحلحوا. وتلحلحَ فلان عن المكان: تزحزحَ. واللّحلَح: المكان الضيِّق. وخُبزة لَحْلَحٌ: يابسة.

*"افْصِلْ": احْتاجَ/ افْتقرَ. "فَاصِلْ" في كذا: محتاج إليه/ مفتقر إليه. "الْفَصْلْ": الاحتياج/ الافتقار. يقول الشاعر"لِمْغَنِّ":" جَيْت امْن ابْعِيد امْنَوْنِ بِيكْ* مَابِيَّ مَاهُ فَصْلِ فِيكْ* فُجَّكْ مَا غَلْگُولِ خَاطِيكْ* جَيْتْ امگسَّمْ لَثْلِتْ مِيَّ* لِزْمُولِ ذُ لَيَّام اعْلِيكْ* وِاعْل اهْل السَّاحِلْ واعْلِيَّ* أَهْل السَّاحِلْ مِيِّتْهُمْ فِيكْ* ؤُمِيَّ فِيكْ ؤُمِيَّ فِيَّ* ؤُمِيَّ فِيك أَلَّا كِيفِتْ ذِيكْ* مَعْنَاهَ فِيك اثْلِتْ مِيَّ". "نَوْنَ، و"وَنْوَنْ": قال: "وَنِّ وسَعْدِ"، للتحبب والمدح والاستحسان. "فُجَّكُ": حاجتي إليك. يريد الشاعر"لمغنّ" أن يقول للشخص الذي قصده بحاجته: أرجو أن تدفع المبلغ كله(الثلاثمائة)، لأنك صاحب فضل وكرم وسعة. *"ذَالْيَمْ" أو "ذَالْمُنْجَاعْ": هذا السلوك/ هذا المنوال/هذا النوع . يقول الشيخ ولد مكيٍّ، رحمه الله: "شِبْنَ وِكْبِرْنَ عَن ذَالْيَمْ* غَيْرْ الْفَتَى مِنْ صَنِيعُ* يَشِيبُ كَثِيرًا وِتَّمْ* الطِّبَاعُ يَوَافِيعُ". يشير هذا الأديب الكبير والشاعر الفذّ، إلى أن الإنسان يتقدم به العمر ويغزوه الشيبُ لكن طبعه يظل يافعا نشيطا. ونراه، في"گافْ" آخر، يقول: "عِتْ امْگلَّلْ فِالْمَلَاهِ* ؤعِتْ امَّلِّ گافْ انْگُولُ* يَغْلَبْنِ گوْلُ للهِ* بَعْد القُوُّة والْحَوْلُ". ويُعدّ هذان النّموذجان-من إنتاج المغفور له بإذن الله- من روائع الأدب الحسانيّ.

8. نوفمبر 2013 - 8:22

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا