ويل للمجتمع الموريتاني من هذه المسلسلات / سيد محمد ولد أحمد

 سيد محمد ولد احمدكنا في الزمن الماضي نرى في الألعاب الإلكترونية خطرا على الأطفال والشباب، واليوم أصبحت تلك الألعاب رحمة إذا ما قورنت بالمسلسلات الأعجمية المتخلفة الوافدة علينا، فاليوم لا تسمع من متابعيها إلا عبارات من مثل: "هل قتلها؟"، "هل انتحرت؟"، "هل وضعت السم في الكوب لأمها وأبيها وعشيرتها؟"..

عبارات مقززة، وأفكار تافهة قادمة من عوالم مظلمة لم يجعل الله لها نورا، جازت فيها كل القبائح بدء بالسفور، وتحدى المجتمع، وانتهاء بالقتل والإنتحار..

تفرجت بهلع على مشادة كلامية بين مدمنة لتلك المسلسلات، ومراهقة من نفس الفصيلة.. كانت الكلمات حادة، والأحقاد مشتعلة، والعيش في أجواء تلك المسلسلات النكدة الملتهبة في ذروته!

قلت لنفسي: لا يستبعد أن تقدم هذه الفتاة على الإنتحار – لا قدر الله – تقليدا لأولئك الكافرات الفاجرات اللواتي تأثرت بهن حتى النخاع، فما الذي يجب علي فعله لتحصينها ضد ذلك المد الشيطاني التلفزيوني المقتحم لمعظم البيوت والكزرات؟

أولا: التوعية بسلبيات تلك المسلسلات، فهي تتحدث عن مجتمعات مغايرة لنا، في الغالب كافرة، وغير متحضرة، فحضارة المكسيك والأرجنتين مثلا، ليست كحضارة الغرب، وقد يتساءل سائل فيم يختلفان؟

الجواب: في أن الغرب وضع قوانين تقرب أفراده من الآدمية أكثر من تلك الدول النصف متقدمة، فمثلا: يعتمد الغرب أسلوب الأدب في الخطاب والحركة والفعل في كثير من الأحيان أكثر من أولئك المتخلفين. كما أن الأصل عند الغرب هو احترام القانون، فالجريمة فيه – رغم تفشيها- أمر حادث، صادر من مرضى شواذ فيه، في حين أنها عند أولئك هي الأصل، فالفقر، والخبث، والحقد، والدكتاتورية أسباب كبرى لها. بل إذا فكرت فيما يشتركون فيه مع المتفرجين عليهم، وجدت أنه "الحقد"، فقصصه المتكررة في تلك المسلسلات هي التي تسلي المنكوبين في مجتمعنا وما أكثرهم اليوم للإسف نتيجة للبعد عن الدين وقواعد الحياة الصحيحة.

كما أن المسلسلات المصرية رغم التكشف الذي بدأ يزداد فيها، تعتبر أرحم من المسلسلات المكسيكية وما على غرارها، فهي على الأقل تحكي قصص مسلمين، وإن كانوا أنصاف مسلمين كما هو حال أكثر المسلمين اليوم للأسف..

فالخلاعة والوقاحة والإنتحار ليست أصلا في المسلسلات المصرية والعربية عموما، ولعل هذا هو سبب تغلب المسلسلات المكسيكية والتركية عليها، وهجر المواطنات الحاقدات لها، فالأخيرة مدعومة من طرف شياطين البغضاء والإنحلال، وتحدي كل القيم كما هو معلوم.

ثانيا: تذكير تلك المراهقة بهذا الدين العظيم، فتلك ضرورة، والدين يكفي لتحصينها ضد ذلك الغزو الفضائي. فنحن اليوم نرى شياطين المسلسلات تتخطف أبنائنا من حولنا، ونحن لاهون في البحث عن ما يقيم أرزاقنا، غافلون عما يقيم أنفسنا وأنفس المحيطين بنا، ويضمن لنا ولهم الجنة والسلامة.

ثالثا: أرى أن نستبدل إقبال الأطفال على تلك المسلسلات بتمكين وسائل اللعب لهم – طبعا مع وسائل الأدب والتعلم، فبدلا من متابعة الطفل لمسلسل أطول من الدنيا، نوجهه إلى اللعب الإلكتروني – المحسوب طبعا -، فذلك أرحم له ولنا، لأن تبعات تلك المسلسلات المفسدة لن تقع إلا على رؤوسنا.

فإذا أردت أن لا يضربك أبنائك، أو يهجرك والداك، أو تضع لك زوجتك السم في الزريق، فأحذر من هذه المسلسلات حذرك من الموت..

فيجب التوعية ضد هذه المسلسلات الخبيثة المتناقضة مع قيمنا ومفاهيمنا، والتي إن تركناها تترع بين أطفالنا أخرجت لنا جيلا منحرفا بلا قيم ولا مناعة ضد إبتلاءات الدنيا، لا يُستغرب حينها إقدامه على ارتكاب أفظع الأعمال على غرار المنحرفين الذين تفرج على قصصهم الشاذة ليل نهار. وإذا كنت غير مقتنع بما أقول فتابع حلقة واحدة من تلك المسلسلات، ولك أن تختار ما تشاء منها: وإن مرت الحلقة بدون عبارات جارحة، وشتم وسباب، ووقاحة من الأبناء تجاه آبائهم أو العكس، أو خيانة وغدر وخسة، أو تناول للخمور والمخدرات، أو قتل وذبح، فأكتب ردا على هذا المقال..

 

 

[email protected]

6. يناير 2014 - 20:57

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا