فخامة الرئيس.. خدعوك ويلعبون على الوقت / محمد ولد سيدي عبد الله

altالتعامل بين الناس تحكمه مسلمات أبرزها التعاطي مع شخص أو جهة معينة بنفس الطريقة التي يعاملوك بها ، ومخاطبة الناس بما يفهمون سواء كان هذا الخطاب سلوكا أو إيماءا أو قولا ، وتتناسب ردود الفعل مع حجم السلوك الصادر عن جهة معينة وهو ما يترجم بأقوال مأثورة عند العقلاء المجربين وفي قواميس المختصين ،فيقال "خاطبوا الناس بما يفهمون"،

 ويقال "لكل مقام مقال"، وفي الأعراف الدبلوماسية يعد مبدأ "المعاملة بالمثل" أحد أبرز اتجاهات الدبلوماسية الناجحة ولدى معظم الدول والكيانات.

من هذا المنطلق يظهر أن التعاطي مع الأمور ينبغي أن  يسترشد بهذه الإملاءات التي قد يفرضها واقع معين تجاه أي كان وسواء كان قربه وحجمه نفعه وضرره ، و الديانات السماوية ذهبت إلى هذا الإتجاه فلنتأسى بالإسلام الذي عاقب المرتد فحرم عليه أقرب ممتلكاته زوجته وأبناؤه، فزوجته حرام وأبناؤه لا يرثونه لأنه مرق على الثوابت عقابا له حتى يتوب .

ولأن الإسلام دين ونظام وقوة منيعة وحصينة تردع الناس من خلال حدود وتعزيرات حتي يعودوا من هذا المرق والتعالي إلى الرشد وإلى المنظومة السليمة كان الإستأناس بمنهجه سنة ينبغي أن نقيس عليها سيما إذا تعلق الأمر بنظام الحكم الذي تناولته أقلام وتجارب المفكرين والساسة في أركان الدنيا .

فخامة الرئيس لقد مرق على حزبك وحكمك أقرب المقربين منك ، وزراء، وقادة رأي ، وبرلمانيون ورجال أعمال ، وكل هؤلاء نالوا هذه الصفات بفضلك ، هي حقيقة مرة وأليمة لكن تقبلها يفرض نفسه والتعاطي مع هول الحدث ووقعه ينبغي أن يكون في وقته حتى لا يتحول إلى عرف مقبول وسلوك مرضي قد يكون السبب في ما لا تحمد عقباه.

فخامة الرئيس هؤلاء كانوا وراء فشل حزب - كنت أنت أول رئيس له - في العديد من الدوائر الإنتخابية ،مجالس بلدية ، ومقاعد برلمانية، ومع ذلك اعتبروا أن حصول الحزب على الحد الأدني للأغلبية البرلمانية يعتبر نجاحا باهرا دفعهم للتظاهر والتغني المصطنعين .

فخامة الرئيس بعضهم تجاسر على وزراء ورجال أعمال قرروا خدمة الحزب واسستخدموا ضدهم عبارات بذيئة لا تليق ولا يفترض أن تصدر من أشخاص مقربين منك ضد آخرين مقربين منك أيضا وضد حزب يلقبه الساسة المحليون وفي العالم " الحزب الحاكم "

فخامة الرئيس لما استشعرت الخطر وبدأت في اجراءاتك العقابية ضد كل من توسمت فيه الصد عند توجهاتك أشاروا عليك أن تبدأ من حيث يتوقعون أن تنتهي .

فخامة الرئيس كان عليك أن توسع الإجراء وتعمم العقوبة ضد كل من سولت لهم أنفسهم أن يكيدوا لك كيدا، حينها ستكون قوة العدل في ذلك الإجراء العقابي كفيلة بإقناع الناس بسبب الإجراء العام وكانت نتيجته المتوخاة ستكون سريعة وهي مستخلة سلفا من الجدوائية المعروفة لمبدأ " المكافئة و العقوبة " الذي تنعم بها أحكام وأنظمة سياسية عديدة في العالم.

سيدي الرئيس إن هؤلاء يلعبون عل الوقت يأملون أن تتناسى سلوكياتهم تجاهك في تنويم مغناطيسي رهيب ، يقترحون تأجيل استقالة الحكومة حتى العودة من ولاتة ، وسيقترحون تأجيلا آخر حتى إعادة الإنتخاب في الدوائر المتبقية وتأجيلا آخر حتى انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ ويخلقون ارتباطات قانونية ودستوية لا أساس لها لعبا على الوقت ، ومناضلوك المتعطشون على تسميات جديدة ولاؤها مطلق مخذولون باقتراحات معارضيك المقربين.

فخامة الرئيس هي حقيقة مرة ، ولكنها كانت السبب وراء تقهقر أنظمة عديدة هددها الخطر الداخلي الذي أربك قادة لم يقدروا على اتخاذ القرار الصعب .

فخامة الرئيس انت على عتبة انتخابات رئاسية وشيكة بدأت جهات أخرى تعد لها بشكل جدي ، وتحتاج إلى متنفس حقيقي يعيد لحزبك الثقة ولنظامك ولاء مناضليه.

محمد ولد سيدي عبد الله

[email protected]

13. يناير 2014 - 8:16

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا