لماذا يشن الماعز حملة على كتاب الله؟ / امربيه ولد الديد

قبل قرابة شهرين من الآن، اختفى دركي من محل عمله في ميناء الصداقة بالعاصمة نواكشوط دون سابق إنذار ودون أن يترك خيطا يمكن للأجهزة الأمنية أن تتلمسه لتتقدم،  ولو خطوة واحدة، في التحقيق لكشف مصير عسكري اختفى أثناء ممارسته الخدمة ومرابطته على أحد  أهم  ثغور الوطن وأكثرها خطورة .

ورغم الصمت الرسمي المطبق اتجاه الحادث، وما مثله من إحراج كبير لقائد الدرك، الجنرال ولد اسوادى، الذي مثل اختفاء أحد عناصره بهذه الطريقة  أول تحد يواجهه في منصبه الجديد، فإن أهالي الدركي المختفي  يؤكدون أن آخر معلومة يتم التوصل بها عنه هي إغلاق هواتفه المحمولة في ميناء الصداقة  في حدود الساعة الرابعة من فجر نفس اليوم الذي  لوحظ فيه اختفاؤه.

ونظرا لغياب أي خيط للاختفاء، يقف المحققون حائرين اتجاه مصير رفيقهم، ومحرجين حيال رأي عام  بات - إلى وقت قريب- ينظر إليهم كمحققين بارعين، ورجال أمن  متمرسين يثق في عمليات بحثهم وتحريهم.

اليوم ، وبعد أن واجهت موريتانيا أكبر جرم في تاريخها، والمتمثل في تدنيس أقدس المقدسات الإسلامية (المصحف الشريف)، وبدل  اعتقال الفاعلين، وكشف هوياتهم، وتقديمهم للمحاكمة، ومعاقبتهم دون رحمة أو شفقة، على فعلتهم الشنعاء المنكرة، يبدأ نفس السيناريو: الشهادة الوحيدة المتوفرة هي من طفل صغير... السيارة رباعية الدفع بيضاء ولا تحمل لوحة رقمية.. الشبان الذين قيل إنهم بداخلها ملثمون.. إذن المعلومات  المتوفرة  ضبابية وعائمة ولا يمكن أبدا ان تشكل خيطا، هكذا يرى بعض المراقبين. وهو ربما ما دفع المعنيين في نهاية المطاف إلي محاولة تسريب شائعات  تفيد بأن العمل المشين هو من فعل ماعز سائبة دخلت المسجد الذي كان مفتوحا وقتها، وعبثت بالمصحف الشريف،  وكأن لعنة الخيوط تطاردنا. وأكثر من ذلك حاول هؤلاء أن  يصرفوا أذهاننا حتى لا نربط بين جريمة "تيارت" وحادثتين مماثلتين أولاهما  وقعت في مدينة  "ازويرات" في أقصى الشمال الموريتاني  قبل شهر، والثانية في مدينة "كنكوصة" وسط البلاد قبل أيام.. فهل يملك ماعزنا هذا المستوى من التجريد والتنظيم؟ واذا كان الأمر كذلك، فلماذا يشن حملة على كتاب الله بالذات دون غيره؟ وهل يجعل الأمن الموريتاني من انعدام الخيوط شماعة يعلق عليها فشله في تحديد المسؤولين عن ابشع الجرائم، وعدم استفادته من التقنيات الجديدة في مجال البحث والإثبات الجنائي؟

 

6. مارس 2014 - 15:44

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا