الدولة المدنية ومهمة حفظ الدين / حدامي محمد يحي

إن مفهوم الدولة المدنية مفهوم يخدم المواطن على أساس إنساني محض بغض النظر عن دينه وفكره وانتمائه الإيديولوجي والفكري ، وعليه فإن مهمة الدولة المدنية هي سعادة المواطن من الناحية الدنيوية الآنية ، ولايهتم نظام الحكم بدين المواطن ولابتوجهه العقدي الفكري ، وعليه فإن مهمة الدين عند هؤلاء تقتصر على شعائر وعبادات  ، دون أن يكون للدين سيطرة على المجتمع ولادور في نظام الحكم فضلا عن حمايته وحفظه .

ولاغرابة في هذا المفهوم المدني اللاديني إذ مفهوم الدولة المدنية الغربية يقصد به الدولة التي تستقل بشؤونها عن هيمنة وتدخل الكنيسة .

وعليه فإن المفهوم الغربي "المستورد " لايهتم إلا بالمصالح الدنيوية للمجتمع كما   قال الله تعالى عنهم :(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) ...

أي نعم غافلون عن الدين وعن الآخرة لأنهم حرفوا وبدلوا وغيروا وكذبوا على الله وعلى رسله ، فهل يمكننا أن نقيم الدولة المدنية بالفمهوم الغربي في مجتمعاتنا الإسلامية ؟

أم أن الدولة المدنية الإسلامية هي أيضا الحل ؟ وكيف نحفظ الدين في ظل الحكم المدني الذي يهتم بشعار الدين فقط دون التطبيق العملي ؟

لايتسع الوقت للإجابة على هذه الأسئلة التي تحتاج إلى بحث تفصيلي لأن مقصد حفظ الدين في شريعتنا الإسلامية الغراء مقصد أصلي كلي أساسي ، لايمكننا أن نغض الطرف عنه ولاأن نتجاهله ، يقول أبو إسحاق الشاطبي :(فلو عدم الدين عدم ترتب الجزاء المرتجى..ولوعدم المكلف عدم من يتدين ، ولو عدم العقل لارتفع التدين ، ولو عدم النسل لم يكن في العادة بقاء ، ولو عدم المال لم يبق عيش ).

هذه الضروريات الخمس وحفظ الدين هو أصلها وهو أهمها قال الله تعالى :( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ).
إذ الدين وحي من الله جل وعلا  الذي  يريد بعباده اليسر ، ولو اتبع الحق أهواء الناس لفسدت السموات والأرض فكان الدين هو ضابط المصلحة ، وطريق النجاة ...
فلا مجال للدولة المدنية العلمانية التي لاتحفظ الدين ولاتقيم له وزنا ، فلا ينبغي للشعوب المسلمة التطبيل للحكم العلماني اللاديني .

ولذالك فإن فصل الدين عن السياسة جريمة نكراء هي التي جعلت العدو يتربص بمقدساتنا ، ويلعب بها يمينا وشمالا لأنا آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة وجعلنا السياسة تتناقض مع الشرع وهو أمر جعل البعض يغمز ويلمز في كل مشروع إسلامي يتخذ من الدين مصدرا ومنهجا ، أو يرفع راية الإسلام وبكل فخر واعتزاز .

وهناك من يرفع راية الإسلام ولكن بضعف غريب ، وحشمة وحياء ، فكيف يمكن لدولة إسلامية ترفع شعار الإسلام وتتخذه منهجا أن تتهاون في حفظ الإسلام وحفظ ثوابت الأمة في دولة الإسلام؟

إن المتطاولين على ثوابت الأمة في بلدنا غرتهم المدنية الحديثة التي تعتبر الإسلام والثوابت "قشورا – تراثا" بل وربما تقاليد والعياذ بالله ، وفهموا أن مهمة حفظ الدين في ظل حكم الدولة المدنية مهمة ثانوية ...

ولذالك فإن تطبيق الشريعة في مجتمعنا الإسلامي :غاية كل مسلم ، ولكن البعض يخاف ويتخوف ، فلقد غرس الغرب فكره ومنهجه الأعرج في أبناء أمتنا حتى صار من بني جلدتنا من يعتبر تطبيق الشريعة تخلفا تصريحا أو تلميحا .

فهل تظنون أن الإساءة لخير الخلق وتدنيس المصحف صدفة ، بل هونيتجة التغريب والتنصير والإهمال لحكم الإسلام عن قصد أو غير قصد .

قال الله جل وعلى حكاية عن عدونا :ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .

فهل نحن في دولة مدنية موريتانية فقط ، أم أن موريتانيا إسلامية فعلا وعليه تكون الأحداث الأليمة عابرة:

- حرق كتب المذهب المالكي المستنبطة من كتاب الله ، والفاعل يفتخر بفعلته حتى اليوم في  ظل الدولة الإسلامية الموريتانية.

- الإساءة لخير خلق الله في ظل حكم نفس الدولة.

- تدنيس المصحف الشريف في ظل حكم الدولة الإسلامية

6. مارس 2014 - 15:45

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا