لقاء الرئيس و الشباب .. ورشتي نموذجا / محمد فاضل عبد الرحمن

سجلت على الموقع الالكتروني الخاص بلقاء الشباب بفكرة اردت ان يتم عرضها على الدولة من أجل المساعدة في القضاء على كثير من المشاكل المتعلقة بالتصريح الضريبي و المساهمات الاجتماعية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي

 و كذلك المساهمات الصحية للصندوق الوطني للضمان الصحي و رقابة المؤسسات في هذا المجال و رقابة العمل كذلك، و لأنني لا أريد أن أستغل هذا التقرير للثناء على فكرتي، سأحاول أن أقدم من خلال هذا التقرير ما لاحظته على لقاء الشباب و الرئيس من ملاحظات بغض النظر عن ايجابيتها أو سلبيتها. لكنني خلافا لبعض الكتاب و نظرا أني كنت في قلب الحدث، سوف لن أكون في صف اي كان بل سأقدم الحدث كما رأيته و كما مر على مسمعي و مرآي طيلة يومين من العمل المستمر. و ذلك على عدة مراحل :
المرحلة الأولى : اللقاء التحضيري
ثلاثة أيام قبل بدء اللقاء تلقيت اتصالا مفاده استدعائي لفندق "اطفيله" للمشاركة في لقاء تحضيري للقاء في نفس اليوم عند الساعة الرابعة، و حين وصلت هناك في حدود الساعة الرابعة إلا ربع جلست في قاعة الانتظار مع الشباب الذين كانوا ينتظرون خروج فريق كان قد سبقنا، و يشغل القاعة التي سنلتقي فيها، و لأن الذين جاؤوا قبلنا تأخروا في الوصول، اضطررنا نحن للانتظار حوالي ربع ساعة أي بحدود الساعة الرابعة و الربع، لندخل الى القاعة و يبدأ اللقاء و ذلك من أجل تقديم تصور لخطة العمل التي ستتبع.
بدأ أعضاء اللجنة بتقديم تصور عن الورشة و قدموا استمارة طلبوا الاجابة عليها من قبل المشاركين.
ليفسح المجال للمتدخلين، و قد شكلت تلك الاستمارة محور النقاش حيث اعترض بعض الحضور على صياغتها لكن المنظمين للحدث أصروا على أنها ضرورية و انتهى الحديث حولها بقبول المنظمين فكرة المعترضين بعدم جعل محتواها غير قابل للتعديل.
بدأ بعد ذلك المتدخلون بتقديم أسئلتهم على المنظمين و كان من أهم سؤال طرحوه :
-          هل يقتصر اللقاء على مجرد تقديم توصيات أو مقترحات أم انه يمكن لكل مشارك أن يقدم مشروعه الذي تقدم به من أجل أن يضيف جديدا للمجال ؟
طرحت بعد ذلك أسئلة كثيرة متعلقة بالتنظيم و برنامج اللقاء تمت الاجابة عليها بشكل شافي من قبل المنظمين.
و من الملاحظات على هذا اللقاء ما يلي :
ملاحظات سلبية :
-          عدم ارسال الاستمارة إلى المشاركين و التي كان من المتوقع أن يجيب عليها المؤتمرون ما أثر سلبا على سير عمل الورشة بعد بدء اللقاء
-          قصر مدة اللقاء التحضيري حيث أنه لم يأخذ بعين الإعتبار أهمية المشاريع المقدمة
-          عدم تقديم عرض الى الشباب عن دور اللجنة المنظمة و المؤطرين حينئذ ما جعل البعض يجد صعوبة كبرى في تصور الطريقة التي تتم بها ادارة للقاء
-          عدم استغلال اللقاء التحضيري لتوزيع البطاقات ما كان من الممكن أن يساعد في تخفيف الضغط على المشاركين اثناء تجمعهم في قصر المؤتمرات
ملاحظات إيجابية :
-          تمكن الشباب من طرح أفكارهم و تصور وجهات نظرهم حول للقاء
-          افساح المجال للأسئلة قبل التحضير للقاء ما ساعد على فهم وضوح الصورة بعض الشيء
المرحلة الثانية : اللقاء
تم استدعاء المؤتمرين لقصر المؤتمرات مساء يوم الخميس حيث وصل الجميع و تم توزيع بطاقات الدعوة و التعريف ما أخذ وقتا طويلا حيث بدأ من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة و عشرين دقيقة وقت انطلاق الباصات الى الكلية
و من الملاحظات على هذه المرحلة :
سلبا :
اختلال في البرنامج حيث لم يتم تقييم حجم المشاركة و اعطاء وقت كافي للخطوات المبرمجة.
إيجابا :
تمكن الشباب خلال هذا الوقت من التعرف أكثر حيث تحاور الكثير من الشباب في قضايا مهمة اثناء انشغال اللجنة المنظمة في توزيع البطاقات.
مستوى عالي من التنظيم في الباصات و توزيع جيد للمشاركين على تلك الباصات
مستوى راقي من التعامل مع المشاركين ظهر عليه الحرس الرئاسي و مرونة في التعامل دون أن يكون ذلك على حساب السلامة و الأمن.

المرحلة الثانية :
الإفتتاح :
توجهنا للكلية و عند وصولنا تم الترحيب بنا بشكل حار من قبل لجنة التنظيم، ببشاشة، و كان هناك بين المنظمين من يهتم فقط بتوجيه الشباب الى مقاعدهم و أماكن جلوسهم ما ساهم بشكل كبير في المساعدة على التنظيم و الجلوس.
ثم بدأ الحفل عند حضور رئيس الجمهورية و انضمامه إلينا.
ليبدأ بعد ذلك العرض الذي بدأ بأروع ما يمكن أن يبدأ به تجمع المسلمين، القرآن الكريم.
بدأ الرئيس مداخلته الترحيبية التي شاهدها الرأي العام مباشرة و لست بحاجة لتحليلها و لا تقديم ملاحظات عليها لأنها ليست هي الهدف المنشود، على الأقل بالنسبة لنا نحن الشباب المشاركون، ثم بعد ذلك تم فسح المجال للشباب لتقديم وجهات نظرهم التي من بينها ما لا يلزم سوى أصحابها ممن خرجوا عن الموضوع :
-          الحديث في السياسة
-          عرض المشاكل الشخصية
-          عرض المشاكل الفئوية
-          عرض المشاكل الجهوية
-          الثناء الزائد للبعض على الرئيس و أداءه و أداء حكومته
-          النقد بكل أشكاله
-          التصفيق بنية التصفيق، لا بنية التشجيع و العرفان بالجميل فيما يستحق ذلك
تلك كانت خرجات و ممارسات لا تلزمنا نحن المشاركون حتى و لو بدرت من بعضنا.
انتهى الحفل لنعود إلى منازلنا و قد عدت للمنزل عند الساعة الرابعة و الربع صباحا.
المرحلة الثالثة و الأهم بالنسبة للمشاركين : (الورشات)
في اليوم التالي وصلت لقصر المؤتمرات عند الساعة التاسعة و الربع لأجد باصا بانتظاري فأستقله إلى الجامعة و عند وصولي هناك لم أجد عناء كبيرا في الوصول لورشتي حيث وجهني المنظمون بصورة سهلة بواسطة (الطابق و رقم القاعة).
عند وصولي للقاعة وجدت بعض الشباب قد وصلوا بالفعل، ثم توجهت لجهاز العرض و قمت باخراجه من غلافه و ركبته في جهاز احد الأصدقاء للتجربة، ثم جلست مثلي مثل أصدقائي انتظر حضور الباقين. حضر الباقون و بقي البعض لكننا لم نستطع الانتظار نظرا لما علينا القيام به من أعمال، ثم بدأ النقاش.
كانت الخطة تشاركية و لم تكن خطة تشكيلات، لأننا نعمل في مجال واحد و نستهدف المجالات الأخرى.
بدأنا بتشخيص واقع التكنلوجيا في موريتانيا، و قدم كل مشارك ملاحظته حسب تخصصه و مجال تدخله، و بالفعل تم القيام بذلك بشكل رائع، و استفاد الجميع و وافقوا جميعا على ما تم تقديمه من مشاكل المجال و سوء استغلاله على عموم التراب الوطني.
قبل أن ننهي تشخيص الواقع طلبت منا لجنة التنظيم خوفا منها على فوات الوقت في التشخيص لتشعب المواضيع أن نبدأ بسرعة في الدخول في تقديم مقترحاتنا و توصياتنا مخافة أن يضيق علينا الوقت، كان ذلك في حدود الثالثة تقريبا.
ثم بدأ الشباب بتقديم مقترحاتهم و أفكارهم حول مشاريع تنموية يقدمونها للبلد و بالفعل تلك المقترحات كلها تم دمجها في التقرير النهائي للورشة و لا أخفيكم سرا أن تلك المقترحات نابعة من معرفة دقيقة للواقع لأن التشخيص كان قاسيا لكنه كان موضوعيا و صادقا.
و لي من الملاحظات على الورشة ما يللي :
الملاحظات السلبية :
الجوهرية :
-          أصحاب المشاريع المؤسسية لم يكشف عنهم في التقارير و هذا خطأ يعود للمؤطرين
-          المشاريع المؤسسية لم يقدم عنها إيجاز تعريفي في التقارير و هو خطأ وقع فيه أيضا المؤطرون
-          أن المشاريع المؤسسية لم يتم عرضها أثناء الورشة
-          جهاز العرض المسكين لم يتم استغلاله لذات السبب
-          تدخل لجنة التحضير في مجريات الورشة (بسبب ضيق الوقت و قد يكون ذلك عذرا مقبولا)
-          بعض المواضيع التي تم ادراجها في ورشتنا لم تجد الوقت الكافي لنقاش المشاكل التي تعاني منها رغم وجود ممثلين عنها (الحالة المدنية كمثال).
الشكلية :
-          عدم توقيع التقارير من قبل المشاركين
-          تقديم لجنة التحضير للتقرير بدل أن يقدمه أحد المشاركين و خاصة أني كنت أرى أن يقدمه مقدموا التقارير أمام الرئيس برفقة ممثل عن اللجنة
الملاحظات الإيجابية :
حول التنظيم :
رغم الملاحظات السلبية التي قدمتها إلا أن التنظيم كان إيجابيا بشكل كبير و من الملاحظات الإيجابية :
-          لجنة التنظيم لم تتدخل إلا في حالات الضرورة القصوى التي يقتضيها نجاح المهمة
-          لجنة التنظيم لم تميز بين المشاركين سوى تمييز إيجابي واحد و هو اعطاء الفرصة للمشاركين من خارج الورشات مثلا المشاركين من الداخل (تنسب لهم شوائب التسييس) و ذوي الإحتياجات الخاصة، و ممثل المراهقين،
-          مهنية لجنة التنظيم التي ظهرت عليها تنم عن مستوى أعضائها
-          طريقة توزيع المشاركين على الورشات كانت جيدة و عادلة من حيث التخصص
-          دمج المشاركين من الداخل في الورشات المعنية
-          تقبل لجنة التنظيم لكل الأفكار التي تم تقديمها و عدم التدخل في صياغة التقارير و لا في محتواها (و هنا افرق بين المؤطرين و لجنة التنظيم)
على المشاركين :
ملاحظات سلبية :
-          البعض من المشاركين لم يقدموا مشاريع لخدمة الوطن و هو ما يدل على أن وجودهم لم يكن يحترم شروط المشاركة. (في ورشتنا البعض منهم و إن كانوا قلة (من غير أهل الاختصاص))
-          بعض المشاركين كان دون المستوى حتى من حيث الطرح و تقديم أفكارهم بشكل يدل على عدم التحضير للقاء

الملاحظات الإيجابية :
-          أصحاب المشاريع الوطنية كانوا على قدر كبير من التركيز و القدرة على تقديم أفكارهم و الدفاع عنها
-          المشاركون في ورشة التكنلوجيا أظهروا اهتماما كبيرا للمجالات الأخرى بحكم طبيعة مجالهم،

حيث تم نقاش مواضيع خارج مجال الإختصاص :

o        الدين
o        الحريات العامة
o        القانون
o        النقل
o        الضرائب
o        المصالح العمومية
o        التسيير
o        البطالة
o        الاكتتاب
o        التدريب

في برهان قوي على اهتمامهم بجميع المجالات.
-          المشاركون أظهروا قدرا كبيرا من التوافق و التعاطف ما بينهم و كونوا علاقات ما بينهم ما سيساعدهم في المستقبل على العمل المشترك

الملاحظات على المشاريع المقدمة :
في الحقيقة لم يقدم أي متدخل في الورشة مشروعا خاصا يريده لنفسه، بقدر ما كانت كل المشاريع وطنية بامتياز و تدخلت أساسا في المجالات التالية :
التجارة الألكترونية
تسيير المعلومات
أرشفة الإدارة
تسيير الجباية الضريبية و المساهامات الاجتماعية و الصحية
تسيير النقل البحري
تسيير القطاع الخاص
تسيير المؤسسات الناشئة (المؤسسات الصغيرة الشبابية)
مشاريع توفير خدمات الدولة الموجهة للمواطن
نظم المعلومات العمومية
الإنترنت
شركات الإتصال
مشروعات في مجال الإتصال
و غيره، مما لا أستطيع إحصاءه.
قبل أن أختم أؤكد على أن هذه الفكرة كانت جيدة جدا، و ساهمت في تقوية التعارف بين الشباب و العمل المشترك بين الشباب، و لأختم هذا التقرير، أؤكد أن هناك أشياء إيجابية غابت عني و أخرى سلبية، لكنني لم أبخل بجهدي في تقديم ما عشته في هذين اليومين الرائعين من حياتي كشاب.
و في الأخير أتمنى أن يرتقي  المجلس الأعلى للشباب بهذه الفكرة و أن يتابع تنفيذ هذه المشاريع عن قرب لما تقدمه من خدمة للوطن و المواطن.
السلام عليكم
محمد فاضل عبد الرحمن
مشارك في لقاء الشباب و الرئيس (ورشة التكنلوجيا، تطوير الإدارة، التجارة الإلكترونية، الإتصال و الحالة المدنية)
أنواكشوط بتاريخ : 23/03/2014

24. مارس 2014 - 14:48

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا