حوار في مهب الريح / الشيخ ولد التراد

مرة يستدعى هذا للحضور فليبي النداء دون تردد وتارة يحدث العكس وفي كل الحالات يؤول الأمر الى نزاع وفشل ، هو اذا سيناريوا الحوار السياسي القديم المتجدد بين الحكومة ومنسقية المعارضة الديمقراطية بموريتانيا ،

قبل ثلاث سنوات من الآن وعلى أمل مصالحة وطنية مفترضة قررت الحكومة إثرها السيير على نهج المفاوضات فبادرت بتنظيم حوار يضمها بمختلف الطيف السياسي المعارض بالبلد،   إلا ان هذه الخطوة لم تكلل بالنجاح بل ماتت قبل ان تولد نتيجة مقاطعة احزاب المنسقية لها بحجة عدم توفر الضمان الحقيقي  لتجنيبها تكرار سيناريوا دكار 2009 ، هذا ومع ان الحوار السياسي الماضي المنعقد سنة 2011 انبثقت عنه توصيات ومقترحات هامة وتصب في مصلحة الوطن ، إلا الحكومة لم تأخذه بعين الإعتبار وتنصلت منه وهذا نتيجة تحسسها المتزايد من أن ما اقدمت عليه من البروبوغندا السياسية هو اقرب مايكون السخرية من كونه مبادرة حوارية هادفة ترمي الى استئصال موريتانيا من الأزمة الراهنةالخانقة ،من جديد وقبل ايام من الآن تم استدعاء كل من الطرفين في السلطة والمنسقية بهدف اسئناف الحوار والتوافق حول آلية مشتركة للإنتخابات الرئاسية القادمة ،إلا ان هذه المبادرة بائت بالفشل هي ايضا فالشروط المبدئية للإستئناف الحوار شكلت معضلة بين الطرفين ،فالحكومة متمسكة بالمضي على قراراتها ،والمعارضة كذلك لاتريد التنازل ،وسط حالة التزمت هذه لامخرج يلوح بالافق القريب ،هنا يمكنني القول بأن السبب الرئيسي وراء فشل الحوار هو عدم توفر الإرادة الوطنية الجادة من لدن الطرفين التي على اساسها تقدم التنازلات ،فمثلا الحكومة الموريتانية تتبنى خط سياسي احادي تنتهجه منذ خمس سنوات ،من ذلك رفضها تأجيل الانتخابات والحكومة التوافقية مؤخرا،والمنسقية بدورها تسيير حسب اهواء قادتها وتياراتهم المختلفة فحتى إن بدت المنسقية متحدة و متفقة شكلا إلا ان مضمونها يوحي بتشعب الرؤى حول الحوار، هذه الاشكالية جعلت من المواطن الموريتاني ينظر الى هذا الحوار بعين الريبة والازدراء متسائلا

كيف يخفق الاطراف السياسيين بالبلد في التوصل الى حل ينهي الازمة مادامت نيتهم كذلك؟
الايوجد فيهم من تهمه موريتانيا درجة ان يوضحي ويتنازل من اجلها ام هي الاقوال لا الافعال؟
هي اسئلة حق للمواطن طرحها بعد ان علق آماله على ساسة لم تحظى موريتانيا ببرهم ، هنا ارى كمتابع للمشهد ان السبب الابرز وراء تعثر الحوار الأخير يكمن في نظرة الرئيس محمد ولد عبد العزيز المزدرية للمعارضة فهو غير مقتنع اصلا ولم يرى تإثير فعال للمعارضة (المنسقية)وبالتالي فهو لايخشى خطرهم على عرشه ،فاذا كانت هناك عوارض خطر وهواجس لديه من قوة المعارضة ما سارع الى تنظيم انتخابات احادية برعايته  بل كان ليساومهم لأن مطلب الرحيل بحد ذاته ، حتى وان كان قول في غير محله هو اكبر مدعاة للرئيس الى ان يرتمي في احضان المنسقية ، وهناك سبب آخريكمن في ان السيد الرئيس يراهن  على بدائل داخل القطب السياسي المعارض لتشريع انتخابه ، ولعل هذه البدائل او الجهات السياسية هي التي تقف وراء فشل الحوار وهذا لأن في نجاح الحوار ضرب كبيرة لها ولأهدافها ومشاريعها السياسية من ذلك حزب تواصل الذي يعشق الطهو لوحده مع السلطة بعد ان جرب حلاوتها
على كل وايا كانت الاسباب يبقى التفاهم والمشاركة افضل بكثير من التصادم ، ويبقى حال المواطن الموريتاني يقول لساسته الكرام في قطبي المعارضة والاغلبية الاتتفرغون لحل مشاكلي الجمة والخطيرة بدل تضييع اوقاتكم في نقاشات ومفاوضات لا جدوائية منها وغالبا ما تذهب ادراج الريح

6. أبريل 2014 - 14:02

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا