ماذا حصدنا من النفاق السياسي ؟ / عبد الله ولد امباتي

النفاق السياسي منتشر بكثرة في موريتانيا هذه الأيام في صور مختلفة ، ومن أبرز هذه الصور المبادرات الداعمة لترشح ولد عبد العزيز لمأمورية ثانية ، التي تعكس جهل وتخلف مجتمع موريتانيا وتدني أخلاقه ،

 هذا المجتمع الذي لا تهمه سوى المكاسب السياسية  والمادية والالتفاف حول السلطة و الذي برهن عن مدى هشاشته وضعفه وعدم ثقته في نفسه .
النظام الاستبدادي يستمد قوته من النفاق السياسي ، وهذا ما يفسر لنا قوة نظام ولد عبد العزيز ، وكثرة المبادرات التي وصل عددها بضع مئات أكبر دليل على ذلك ، إذن أنا لا أشكك في قوة النظام الحاكم ، مادام لديه ما يكافئ به مناصريه ، فبقدر الدعم تجد المناصب والمنافع المادية .
الإعلام الوطني يتحدث عن مبادرات تدعم الانقلابات والاستبداد من مختلف أنحاء الوطن وبجميع الأشكال سواء قبلية أو جهوية أو فردية ، وبأعداد لم نشهد لها مثيلا من قبل .
المبادرات بالتأكيد ليست عن قناعة ، ربما الخوف أو الطمع أو المحافظة على المكتسبات القبلية هي الدوافع ، وهنا يعيد التاريخ نفسه فالمجتمع الموريتاني لا يريد التخلي عن هذه الظاهرة السيئة ، ومادام لا يريد فلماذا العناء والجهد في محاولات يائسة للتغيير .
النفاق السياسي بدوره يرتكز على نخبة من السياسيين والإعلاميين والفاعلين في المجتمع المدني وحتى بعض رجال الدين ، فهم من يستفيد على حساب المواطن  في أسوء أشكال الاستغلال البشري ، وهم أيضا جنود مخلصون للظلم والاستبداد مستعدون دائما للدفاع عن النظام ، كل من موضعه .
في المجتمعات المتحضرة لا يكمن أن تجد مكانا للنفاق السياسي ، لأنه سلوك سلبي منعكس عن جهل وفقر وانحطاط المجتمعات ، وهذه سمات مجتمعنا ، فالسيئة تعم والحسنة تخص ، وفي مجتمعنا لا يمكن أن تجد علاجا لهذا المرض .
النظام بالتأكيد سيقرب من تقرب منه ، وسيبعد من ابتعد عنه ، وسيواصل المسيرة فالأدلة على استبداد النظام كثيرة جدا ، غياب القانون ، تدني الأحوال المعيشية ، حدث ولا حرج .
ماذا حصدنا من النفاق السياسي ؟ 

11. مايو 2014 - 10:53

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا