ملاحظاتي على رابعة الحانوتي (1) / عثمان جدو

مواصلة لما تمت ملاحظته على الحلقة الرابعة من المسار الحانوتي (السفينة المخروقة) في الجزء الأول من هذه الملاحظات ؛نواصل عندما تحدث الكاتب الدكتور ؛ عن الرئيس مسعود وعن عزوفه عن الترشح لهذه الانتخابات ؛

وطبعا ذكر في هذا المقام صدقا بعض الشيء .. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح ؛ ما ضر المعارضة لو أنها خرجت قبل أن تخرج من السباق بفعل عامل الزمن ؛ وأعلنت عن ترشيحها للرئيس مسعود كمرشح توافقي؟ ؛ في خطوة أولى للنزول بقوة ؛ أو أعلنت ترشيحها التوافقي لأحد قادتها الآخرين؟ بوحبيني مثلا؛ الذي أظهر حماسه في البداية ؛ والتمس الوفاق عليه من طرف المعارضة ؛ألا يعد هذا ربحا للوقت وترتيبا للبيت المتهالك ؛قديم البنيان؟؛ أوليست هذه الخطوة لو أنها حصلت ؛ ستكون بداية الإعداد لقوة ضاربة في وجه النظام العاثر كما تصفه المعارضة؟ ؛ ثم إن هذه الخطوة كانت ستعد مقنعة في سبيل المصالحة مع الناخب الموريتاني الذي فقد كل الثقة في رموز المعارضة الراديكالية ؛ وبدأ في البحث عن معارضة جديدة حتى وإن كانت من الجن .. إلخ
لكن هذه المعارضة بشكلها الحالي وتوجهها الضعيف وتأثيرها المفقود لن تتفق ؛ وستظل مصالحها الحزبية وهيمنة رموزها ؛وبقائهم جاثمين على كراسي رئاستها ؛هي السمة الأبرز والشعار الأوحد؛ لقد حاول الكاتب تمرير خدعة لاستنهاض همم التضحية الوهمية بمسمى" المجتمع العميق" ؛ وما هي إلا شقيقة لأخرى سبقه بها رفيقه في المجال تحت مسمى آخر كتب على قميص ملون بألوان باهتة وتختفي مع أول غسيل يزيل فيها أولا كلمة" الرأي السياسي" المكتوبة عليه بخط رمادي اللون ؛متقطع الكلمات.
نرفض كما ترفض الديمقراطية الاسمية الزائفة ؛ نرفض تجويع الوطن ؛ نرفض إفلاسه وحرقه ونثر أشلائه في بحر الطين الملوث بالرذيلة ؛ نرفض هذه الصورة كما قدمتها إن وجدت؛ لكن بأسلوب الكبار الحُذق؛ الذي كان يفترض بك أن تسلكه؛ بعيدا عن الأساليب الصبيانية التي تجاوزها أطفال الشارع .
أن يظل العسكر يحكمنا وقد قدمت الصورة بشكل سيء تماما ؛ طبعا لا يوجد من دعاة الديمقراطية والمطالبين بالدولة الجمهورية من يرضى تمام الرضا ؛ عن الحكم العسكري في ثوبه البحت وسيطرته التامة .. لكننا في نفس الوقت نريد ديمقراطية بمقاسنا تتماشى مع إسلامنا ؛ مع خصوصية مجتمعنا ؛ لا نريدها كما تريدون ؛ وأنتم الشيوخ اللذين يفترض بكم الدعوة إلى المحافظة ؛ والابتعاد عن الديمقراطيات المصممة في المصانع الغربية ؛ التي تتجاوز الدين باسم الحرية الفكرية؛تسترخص الشرف وتستبيح الأعراض بدعوى حرية الجسد, ونربأ بكم أن تميلوا إلى استغلال المشهد لحاجات ومآرب ضيقة ؛ دون التفكير بعمق في حجم النتائج ومآلات الأحداث .
في الصورة الثانية تمنيتم ما تصفونه بالانتفاضة الشعبية المباركة والسلمية..! , أبالله عليكم جميعا كيف تتصورون في موريتانيا الشرائحية ؛ موريتانيا الواقفة على فترة هبوط استثنائية لمؤشر الدين في شبابها؛ موريتانيا التي تقف على أسوأ وأحلك الأوقات من حيث تربص المنظمات التنصيرية ؛ والتحركات التخريبية لنسيجها الاجتماعي المتهالك ؛ والذي يستدعي الآن أكثر من أي وقت مضى  اعتزال السياسة في سبيل إصلاحه ؛ نحن بحاجة إلى من يدعو إلى لم الشمل الفكري إلى التآلف النفسي ؛ لا ننظر إلى الأسباب ولا نهتم لها الآن بقدرما نهتم بالعلاجات الناجعة ؛ واجتهاد الكل من أجل العودة إلى جادة الصواب وانسجام المجتمع من جديد ولا يهمنا إن كان الرئيس حجر ملقا في البحر أو عمود خشب في مكان قفر؛لا يهم المهم انسجام المجتمع ؛توافقه سيره نحو الأمام ولو بنصف خطوة ؛ بعيدا عن دعوات التحريض والفتنة ؛ والتي لنا في جيراننا منها أمثلة حية وشواهد قائمة؛ ثم إن دعاة هذه الفتن والثورات في حال حدوثها بل قبل ذلك ؛ سيعدون لأنفسهم مكانا آمنا تحت المكيفات في أكثر الأماكن أمنا؛ويتركون الضحية المسكينة ؛الشباب المغرر بهم ؛كوقود رخيص لهذه الفتن التي لا تفضي في حال وقوعها ؛ لا قدر الله إلى نتائج محسومة ؛ بل أبعد من ذلك ؛ إن دعاة هذه الفتن سيمنعون أبناءهم وعشيرتهم من مغادرة منازلهم خوفا عليهم دون الآخرين ؛ في صورة واضحة ؛ تكشف مدى وعمق الاستغلال وتلوث النيات , إن المواطن البسيط فقد الثقة منذ وقت ليس بالقصير في رموز المعارضة ؛لأنه ببساطة لم ير منهم تضحية حقيقية تلامس الواقع وتدعم المقول الكثير؛ على رموز المعارضة أن تسيل دماؤهم قبل دماء الآخرين وعليهم أن تنتشل جثثهم؛ قبل أحذية الآخرين الهاربين من الميدان ؛ حتى يستحقوا التصديق وكسب الود والتضحية؛ تأسيا بهم وأنا على يقين تام من عدم استعدادهم لتطبيق هذا الاختبار على أنفسهم .. وفي الأخير رحم الله المرحوم لمرابط محمد سالم ولد عدود  كان يردد دائما؛مقولة الصحابي الجليل ؛داهية العرب عمرو ابن العاص رضي الله عنه: "سلطان غشوم خير من فتنة تدوم"

20. مايو 2014 - 10:49

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا