موعظة إلي النظام الموريتاني / أحمد سالم ولد محمد

الأيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام دول
على أمواج الحشود الهادرة ، والغاضبة ، غادر الرئيس " بليز كمباوري" سدة الحكم هاربا مرعوبا ، يتخطفه الخوف والهلع ،
كان قبيل ساعات من هروبه يستمع إلى أحلي عبارات الإطراء والنفاق ، من قبيل " القائد المفدى " ، والرئيس الملهم "  و وصاحب الإنجازات العملاقة ، والقائد المنقذ " ، 

إلخ ,,,,
قبيل ساعات من هوربه ، كان يتمتع بأغلبية مزيفة في برلمان مزيف ، إختفي وأحترق تحت إرادة شعب غاضب ظل ضعيفا مهمشا حتى ثار ، فأحرق كل رموز التزوير والتى من أبرزها البرمان الصوري المنافق .
لقد كان " الرئيس بليز " ، يتلقي تقارير مزورة ، و شهادات مزورة ، وأخبار مزورة ، أن الشعب بخير ، وأنه هو محبوب الشعب ، وأن الدولة لا يمكن أن يحكمها سواه ، بل إنه خلق لرآسة بركنافواسو ، وأنه هو الأقوى ، وأنه لا وجود للمعارضة ،التى لديدها أحزاب سريرية تلفظ  أنفاسها الأخيرة ، وأن الشعب كل الشعب معه وحوله ، وأنه  يحق له تغيير الدستور  لإستكمال مسيرة القيادة والتفرد بالحكم ، لأن الشعب  يبايعه على ذلك ، ...
لقد كان بليز " قبل ساعات يعتقد أن القوات الأمنية التى قام هو بخلقها وتننظيمها ، وكذلك قوات الجيش ، أن كل هذه القوة هي إلى جانبه وتأتمر بأمره وولاؤها المطلق له ، خصوصا ، خصوصا ، وأن كل قياداتها قد قام بترقيتهم وتزكيتهم وتزيين بذلاتهم العسكرية بكل أنواع النجوم والأوسمة الحمراء والخضراء والصفراء ، ووفر لهم كافة أنواع الإمتيازات ، ومع ذلك وفي لحظة دقيقة وسريعة وجد نفسه وحيدا في مواجهة الجماهير الهادرة الغاضبة ، ووجد الجنرالات و كبار الضباط ، يتنكرون له ، بل ويطلبون منه مغادرة السلطة ، ليحكموا بعده ، .....
نعم صرخ الجنرالات في وجه  الرئيس  بليز "الملهم " المفدى " غادر السلطة ، وا ذهب إلى الجحيم ، فخرج مذموما مذعورا ، .......ذليلا والعياذ بالله ..
العالم كله أصيب بالدهشة بالصدمة بسبب سرعة التغيير الذى حدث في بوركينا فواسو ، إنه تغيير  من الشعب وأي شعب ،  شعب ضعيف أعزل ولكنه شعب عظيم ، أراد الحياة ، والكرامة ، دون تدخل أو عو ن من أحد ، لم يطلب العون من أي قوة في الدنيا ، فأزال دكتاتورا قويا في غمضة عين إنها حقا إرادة شعب .
العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبرة :
أخي الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، عليك أن تفهم الدرس وتأخذ العبرة ، وعليك أن تدرك أن القوة للشعب وبالشعب بعد الله سبحانه وتعالي ، وإياك ثم إياك أن تستمع إلي أصحاب الدعايات ، من المنافقين والمزايدين ، فالبقاء لله الواحد الأحد ، فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، وإياك وإياك من الخيلاء والتمظهر بالقوة والإدعاء بها ، إن بطانة السوء التى من حولك  ، والتى تروج قوتك ، لا تريد إلا تضليلك ، فحقيقة الفقراء  والضعفاء و المظلومين في البلد لن يكلموك عنها بصدق ،
سيادة الرئيس إن عليك قبل فوات الأوان أن تتحكم وتهتم وبشكل مطلق في قطاع العدالة ( المظالم ) أولا ، والصحة ، والتعليم و الأسعار ، وبكل ماله علاقة مباشرة بحياة المواطنين الضعفاء و إياك ثم إياك أن تجامل فيها أحدا أو تتساهل معه ،

سيادة الرئيس ، إن الرئيس " بليز " لم يسقط بسبب أحزاب المعارضة أو غيرها ، وإنما سقط بسبب إنتفاضة المواطنين الضعفاء  ، بسبب القهر والظلم والرشوة والمحسوبية ، والفساد  والفقر
تنذكر أن الرئيس التونسي سقط بسبب فقير حرق نفسه ثورة وتمردا  عليك أن لا تنسى ذلك أبدا وأن تعتبر بذلك  .
سألفت إنتباهك سيادة الرئيس حبا فيك إلي مسائل في مجالات مختلفة علية أن تبادر فيها مباشرة وإياك أن تردد فيها ، لأن التساهل فيها يعني العصف بحكمك ومسيرتك :
أولا : المــــــــــــــــــــــــــــــــــقد سات
تدرك أن شعبك شعب مسلم معتدل مسالم ، وتدرك أنه في الآونة الأخيرة وبشكل منظم وغير بريئ بدأت حركات منظمة ومأدلجة في محاولة ضرب المقدسات الدينية التى تشكل المرجع والهوية اللحمة بين جميع مكونات الشعب ، ، إن الهدف عند الجماعات ، سواء اللظاهرة منها والتى تحاول التخدق  تحت شعارات فئوية ( إيرا )، أو الخفية والتى تعمل في الظلام ( الحركات التبشيرية ) كلها تهدف زعزعة المجتمع وتفرقته بدعم من لا يستهان به ، .
إن حرق الكتب الإسلامية كانت له ردة فعل خطيرة ، ولولا ثقة الشعب بكم وبإيمانكم ، لكان الأمر جلل وخطير ، وقد جاء الحدث الثاني الخطير أيضا وهو تدنيس القرآن الكريم بفعل فاعل ، وكانت الهبة خطيرة ، وغابت الدولة والنظام و أنفلت الشارع  لولا حكمتكم وحكمة وزير إعلامكم أنذلك ، ولقد كاد الحدث أن يعصف الدول بعد إنفلات الشارع وسقوط ضحايا ، إن كل ذلك سببه التهاون مع المتطاولين على الدين وعلى الوحدة الوطنية ، وما حدث في الأيام الأخيرة  من إعتداء منظم  وبفرق مختلفة من الجهلة ومنحرفين وأصحاب السوابق على أئمة مساجد أنواكشوط ، بفعل وإستهداف منظم ومخطط من طرف برام وأزلامه في ( إيرا ) حيث قاموا بتوزيع المعتدين والمجرمين على مختلف مساجد أنواكشوط وبسيارات خاصة ، على مرآى ومسمع من السلطات الأمنية والإستخبارية والحكومية و لم ترك ساكنا وبرام لم يسأل  عن ذلك والحركة تمارس نشاطها في تحد  سافر للدولة والمجتمع ، والأخطر من ذلك أن الحركة بعناصرها الإجرامية أصبت تمارس الغوغاء في وزارات السيادة ، وزارة العدل ، وزارة الداخلية ، قصر العدل إلخ ، في تحد مكشوف للدولة وفي غياب تام للدولة ، مما يكرس مع مرورر الوقت إحتقار مؤسسات السيادة ، فأي حرية هذه ، حذار ، ثم حذار، ثم حذار .......صدقني عندما يداس على دين الشعب وكينونته ، فإنه لن يرحم ، حينها لافائدة في الندم .
ثانيا : الــــــــــــــــــــــــــعدالة والمظالم
إن من أخطر أسباب النقمة والثورة ، عدم رفع الظلم والتغطية على الظالمين وغياب العدالة ، إياك أن تنسى ذلك سيادة الرئيس ، فالظلم ظلمات يوم القيامة ، والمأثور  أن الأحكام والنظم والدول تقوم على الكفر ( العلمانية ، واللا دين ) لكن يستحيل أن تقوم على الظلم واللا عدل .
هل تعلم سيدي الرئيس ، أن القضاء الموريتاني اليوم هو ضحية للوبي من المتنفذين والسماسرة الكبار ، جعلوه معطلا مشلولا عاجزا ، لم يخبروك بهذا أبدا ، لم يخبروك بأن ميآت القضايا هي مرمية في الرفوف ، وأهلها يعيشون ألم القهر والظلم والللاعدل ، لم يخبروك بذلك ،
لم يخبروك بأنه توجد محاكم معطلة ، وأخرى عاجزة عن العمل و أن دواوين التحقيق والنيابة العامة في أنواكشوط والداخل يعشش فيها الفساد والظلم بفعل الوساطة والتدخل من طرف المدعي لدى المحكمة العليا ، والقبائل وأصحاب النفوذ ، لم  يخبروك بذلك ، ألم يخبروك أن محكمة الإستئناف بأنواكشوط ، هي بؤرة الفساد بحق والرشوة ، فمفسدوا معاوية يتحكمون فيها اليوم ، ويبيعون الأحكام  وفقا لمضاربات السوق .
ألم تعلم لأن المتحكم في القضاء والذي يرأس محكمة أنواكشوط و المحكمة الجنائية والغرفتين الجزائتين في أنواكشوط و يتعهد للقضاة بعدم التحويل في متاجرة واضحة بقرابته منكم يشكل حجر عثرة أما إنسيابية العمل القضائي , إن مثل هذا الفساد يشكل خطر ا حقيقيا على دولة القانون التى تريد سيادة الرئيس تشييدها ,
إن القضاء بشبهة لا يجوز ، وهاهو ينتقي الملفات للبت فيها في المحكمة الجنائية ، وهو أمر لا يجوز ، إنه محل شبه ، فهو رئيس بالإنابة و ليس القاضى الطبيعي للمتهمين ، خصوصا وأن المحكمة خطيرة ، والملفات  أخطر ، إن الشبهة ، شبهة ، والقاضي إذالم يتعفف فهو في حل من تقوى الله والخوف منه .
ألم تعلم سيادة الرئيس ، أن معظم القضاة يقدمون العطايا والهدايا لمدير مهم في وزارة العدل يدعي قرابته منكم وتأثيره عليكم طمعا فيه ، وإتكالا عليه من الحفاظ على مناصب في القضاء وأنه يتحكم في الوزير وفي المجلس الأعلي للقضاء .
سيادة الرئيس إن مرفق العدالة مرفق مهم وحساس ، وعليكم أن تهتموا  به جيدا ، إن أول الإهتمام به هو الإجتماع المتكرر للمجلس الأعلي للقضاء ، وتقييم عمل القضاة ، وتقييم وضعية القضاء ، وإستقبال تقارير منتظمة عنه وبشكل  دائم ، إن التفريط في  مجلس الأعلي للقضاء ، وعدم إجتماعه فهم على أنه نوع من عدم الإهتمام بالقضاء من سيادكم  ومن الدولة ، مما خلق هذه الفوضى العارمة فيه و أصبح القضاة لا يشعرون بأي مسؤولية أو متابعة أو تقييم أو خوف من الرقابة  .
إن المظالم كثيرة ، وغياب العدالة أمر خطير ، فعليك بإصلاح هذا القطاع ، وإلا فإنه سيفتح عليكم لا قدر الله أبواب جهنم في الدنيا والآخرة .
يتواصل حول الأسعار و الصحة و الخدمة العمومية ...في الحلقة القادمة

3. نوفمبر 2014 - 16:12

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا