السعودية وأزويرات، محطتان مثيرتان بامتياز!!! / عبد الفتاح ولد اعبيدن

مازالت عيون الموريتانيين ونفوسهم معلقة بالسماء مع طائرة الرئيس، المتنقلة باستمرار، نعم معلقة بالسماء، خوفا من هذه المبايعات والمغالطات السرية العلنية، التي تجري على أديم المملكة العربية السعودية وولاية تيرس زمور.
السؤال الكبير السهل، رغم صعوبة

 الإجابة الحقيقية الشافية، ما سبب هذا الإحتفاء السعودي الرسمي بالزائر المفاجئ، محمد ولد عبد العزيز حاكم بلاد الغرائب، هذه الأيام على الأقل، موريتانيا؟!.
ومن وجه آخر، ما سر العزم على تجاهل غضب ازويرات وعمالها المضربين بوجه خاص، والتجرؤ على زيارة هذا الصفيح الساخن، الذي لم يتعافى بعد تماما، من أطول وأصرم إضراب، في تاريخ العملاق المنجمي، اسنيم.
لعل ولد عبد العزيز في الأولى يحاول إيهام السعوديين، بأنه قادر على خدمتهم بشريا، في الحرب البرية، الحلقة الأصعب في عاصفة "الحزم"!، ولو في تقدير البعض عاصفة الفتن على الأرجح، بغض النظر عن خطورة المد الشيعي، غير المريح، في المنطقة الشرق أوسطية ذات الغالبية السنية.
إن ولد عبد العزيز لا يستطيع باختصار المغامرة بجنودنا في حرب غير مقدسة، حتى لو أفتى جميع أصدقائهم، من أهل الفتوى والعلم الشرعي، المتأثر غالبا، في زماننا هذا بالأقيسة والمصالح المرسلة، ولعلهم قالوا يوما دون تفصيل كاف، أينما وجدت المصلحة فثم شرع الله، سبحان الله.
إنها قاعدة "أصولية" أم "وصولية" حسب الاستعمال، فإن كانت مع الحزم والعلم والورع، كانت الأولى، وإن كانت مع ما عرف به   بعضنا، فهي وصولية!.
أي الوصول إلى المبتغى والمقصد، حتى أن "أوبوما" رضي عن بعضهم، وأثني عليه، نتيجة كرهه للإخوان وتحفظه الزائد، من القرضاوي وجماعته من العلماء وتيار الصحوة المباركة، رغم أن لكل تجربة أخطاء ونواقص!.
لا يهمني ما يروج من حلف أوسع، مع تنازلات لصالح الطرف المغربي، وما يروج البعض من احتمال تصالح بين الطرفين المغربي والموريتاني، عبر زيارة ملكية أو بدونها، إلا أن الأرجح أن السعوديين، لا يستقبلون عزيز، قليل الوزن والقيمة إقليميا ودوليا على رأي البعض، إلا للإيقاع ببعض رعيته المغلوبة على أمرها، من جنود موريتانيا الأحرار، ولو إسما، ليقتلوا على يد الحوثيين وجيش علي عبد الله صالح، الذي فاته القطار، عندما أصر على الحل الأمني، حاسبا، أنه اللاعب الوحيد، في تلك المنطقة الحساسة الخطيرة بامتياز، وبجميع المفاهيم، الروحية المعقدة العميقة، والأمنية والاقتصادية والسياسية والأستيراتيجية، وحتى التاريخية، من حيث سمعة نفوذ الطرف المذهبي أو العرقي الفلاني، على حساب الجانب المذهبي أو الطرف الغالي.
إنها الفتنة فحسب!، فاحذروا يا جيشنا الباسل وأبعدوه من مركز النفوذ قبل أن يبيعكم البياع، فهو لا يتردد أحيانا في أخذ الربح، ولو كان سببا في هلاكه، لا قدر الله، وذهابه عن مركز النفوذ، محل الصراع والطمع، والاهتمام الأول والأخير!.
سبحان الله، صاحب السعودية سلمان هذا حفظه الله وأبعده من دماء الإخوان وآثار الفتن، ينتظر رد ولد عبد العزيز، حول المقترح المعلوم الخفي، المشاركة في الحرب البرية، المرتقبة، خلال أقل من شهر، وربما حول جنوده، المزمع ذهابهم -عبر الأمم غير   المتحدة- إلى دولة إفريقيا الوسطى، الأقل خطرا.
أجل ربما حولهم إلى اليمن، بدون تردد، لكن الأخطر بالنسبة له هو شق التصالح المروج له، مع المغرب، من خلال السعودية على ضوء القرار ألأممي، المتوقع، حول أزمة وعقدة الصحراء الغربية، المزمنة!.
أقول ربما ولد عبد العزيز، يجول في نفسه: "فلانة منجمة بارعة، وقد نسب لها من مصدر مؤكد، حسب معلومات "الأقصى"، أنني إذا صافحت صاحب المغرب، فسأسقط مباشرة"!.
العقيدة، ماهي تحت الصفر، فرئيسنا مسلم، لكنها لا يلغي ما تقوله المنجمات و"الكزانات" وربما حسب بعض المصادر غير المؤكدة السحارين والسحارات، وخصوصا لحجاب "لبيظ" المخلوط مع بعض "لوفايه المؤثرة"، في الأرواح والوقائع حسب الاعتقاد الفاسد، لدى البعض.
ولاشك أن المنجمين كذبوا وإن صدقوا أحيانا باختصار، ولاشك أيضا أن ولد عبد العزيز يحسب ألف حساب وحساب، خصوصا لما تقوله "كزانته" المعروفة، ويعتقد حسب المؤشرات أن التحرز من الوقوع فيما تحذر منه هذه "الكزانة"، بالخط في التراب أو رمي الودع، أخطر في تصوره الخاص، من ردة فعل الـ "بوليزاريو" وأهل الساحل، المعروف بـ"لحجابات"، و"زين النيه" و"زين النيه" هذا، في الاتجاه الإيجابي طبعا، بمعنى حسن النية. وأخطر عند عزيز سقوط حكمه، من ردة فعل بوتفليقة والجزائر "المصنوعة" التي قد لا تتورع، عن دعم إنقلاب حقيقي، ولو كان دمويا، أو سلميا.
فقد لا يهمها في المحصلة إلا التخلص، ممن وعدها، وأخلف بسرعة وعده.
ويوما –من سنة 2006- قلت لكم، اتركوا قضية الصحراء، في الوسط –أي الحياد-
بالنسبة لموقفنا الرسمي.
فالمغرب شقيق، والجزائر شقيقة، والبوليساريو جزء أصيل من مجتمع البيظان، ولا بأس، ولابد أن يقرروا مصيرهم يوما ما، أي الصحراويين أعني، دون تدخل مباشر، من طرفنا على الأقل، ودون ميل لصالحهم، أو ضدهم.
وريما الخير في هذا الموضوع، في هذا الحياد المقترح مجددا، وليس الإستغراق في الإعتراف بدولة الصحراء الغربية الرمزية، أو رفض هذا الاعتراف صراحة.
وكان الأجدر بنا، في البداية، أن لا ندخل حرب الأشقاء، إلى حين انقشاع الغمة.
أما وقد أعترفنا الصحراء كدولة، فخير لنا، أن لا نعمق هذا الاعتراف ولا نتخلى عنه، "وسطية" حاذقة، لأنه في البداية كان الاعتراف تسرعا لا يخفي، وربما نقص حكمة، مهما كان حقا مشروعا لأصحابه الصحراويين، أو حتى بديهيا إن شئتم، ولكن للتوازنات حكمها، وليعذرنا الجميع في هذا الباب الحرج، إن كانوا فعلا جميعا أشقاء أو أصدقاء وجيران!.
السعودية ربما تريد منا عملية شراء ومبايعة حقيرة، مقابل دور لا نصلح له، و"بوليس" الإمارات انتهت، بالطرد والحراسة بالنسبة فقط، ومع راتب أقل.
وفي هذا التوقيت قبل فوات الأوان، نقول صراحة بئس النجوى بين الملك الموقر سلمان وصاحبنا عزيز المغرر به، والأفضل لنا الابتعاد عن المنزلق الصحراوي، فمن باب أولى المنزلق اليمني، البعيد المجهول مقدار الخطر المركب، الغامض المآلات والمصير.
إنها ربما البدايات والملامح الجادة للفتنة الطامة، الواسعة!.
ونحن مسالمون، نفضل الفقر على الغنى مع فتنة عمياء، بين الإخوة  المسلمين الجيران، ولو كانت فارس وإيران وغلاة الشيعة، من بين أطراف اللعبة.
إنها فتنة سلم منها إقليمنا القريب، فلتسلم منها مراكب جندنا ومسارات تدخلنا المتنوعة، وإن كان لابد من دور في هذه الفتنة البعيدة مقابل الرشاوي المكشوفة، فلا مرحبا بـالشركة السعودية العملاقة "سابك" وغيرها، مثل "الراجح" وغيره، إن كانت بشروط مدمرة مهلكة، في النهاية والخاتمة، مثل ما تأولنا أو توقعنا بجدارة وجرأة وتبصر، هو خير من كتمان غير مشروع، إن كان ضرره واسع مؤكد.
إنها إشارات العقل الجاد الجريئ المتخفف أو المتحرر على الأصح من المخاوف والمصالح والنظرات الضيقة.
بإذن الله وعونه.
وربما ما سبق من تحليل وتأويل بعض دلالات الحدث البينة الجلية، التي لا دور لي فيها تقريبا، إلا التصريح بعد الربط والصياغة!!!.
أما محطة ازويرات، القريبة من الجار الجزائري المترقب، والمراقب عن كثب للحدث المتحول المتذبذب، المضطرب بامتياز، عندنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية المغدورة "المتيفات" في السر قبل العلن طبعا.
أقول هذه المحطة قليلة "الأخبار"، مجرد خرجة "للعزيز الموريتاني"، وهو إسم مع وجود الفارق بامتياز أيضا، ليقول لأهل سنيم عموما وأهل ازويرات خصوصا، محنتكم منحتي، وحظي وقد حولتها بسهولة إلى نصر ومخرج سياسي، لجميع أزماتي تقريبا، عن طريق وكيلي في البر والبحر خصوصا،  الشيخ ولد باي عمدة ازويرات.
كما أنا ذكي وبارع وشاطر، يقول المغرور بلسان حاله، وربما لسان مقاله، دون حياء من الحماقات والمغالطات،" أزويراتية" الفجة المكشوفة!.
لا يا عزيز نحن نعرف جميعا، أن "الشهرين" سلفة وليس اعترافا أو تعويضا مباشرا، عن شهري الإضراب المشروع المأذون، عبر تشريع الاعتصام على الأقل عن طريق الوالي المقال، وطبعا على ضوء الدستور والمواثيق الدولية، يحق الإضراب السلمي لكل عامل وفرد أو أكثر، لكن هذه السلفة، فعلا مخففة الإقساط وهي لعمال سنيم المضربين وغير المضربين على السواء، ولكنها أيضا للرسميين منهم فقط تحديدا.
كما أننا نعلم علم اليقين أن الأمراض والأدواء البدنية العويصة المعقدة المزمنة، لا تحلها المسكنات والمهدئات، على الأقل في المفهوم الطبي التقليدي!.
واسنيم معضلتها، على ضوء أزمة النفط خصوصا والنحاس والذهاب والحديد دوليا، وهي ذات صلة بموضوع السعودية واليمن وإيران، ودائرة النفوذ والصراع الدموي هذه الأيام، غير المباشر، بين المحور الروسي الإيراني، من جهة والمحور الأمريكي الخليجي، السعودي بوجه خاص.
وإن كانت اسنيم عملاق الحديد على الصعيد المحلي فقط، ومع كثير من العيوب التسييرية والجو السياسي والإقليمي، المحدق المحيط، بشركتنا المتعثرة هذه بصورة متزايدة للأسف البالغ!.
ولا تبالغوا في التفاؤل في سرعة الحل، مثلا عبر تحسن سعر الحديد دوليا، فالخبراء يقولون قد يتحسن ربما  سعر الحديد عالميا، في أفق سنة 2017.
فهل أنت متأكد أنك حي ترزق أو غيرك متأكد أو حاكم أو غير حاكم، لأمر هذه البلاد وقتها وقتلها؟َ!.
لا، ولو كنت باقيا مؤقتا، فربما مستدرج فقط.
والأمر كله لله من قبل ومن بعد، ونحن واثقون من استجابة الدعاء بإذن الله.
ونقول باستمرار دون يئس أو تحامل أو تفريط في الحق العام: اللهم أحفظه من نفسه وقنا شره وشر غيره من حاشيته المثيرة.
من أمثال الداهية الماكر "الوداني المكراجي" الشيخ ولد باي، ومن شر الماجن، ابن الصالحين "البوساتي"، الأنصاري على قول راجح طبعا، من جهة أصوله النسبية.
أعني هو بالذات، الصامت الصبور الكتوم المخطط، أفشل الله خطته، اللهم آمين، محمد ولد الغزواني، وغيرهم من أصحاب "ابوكير" السياسة والتلاعب بالشأن العمومي، معنويا وماديا، اللهم قد أضروا بنا وبأنفسهم، اللهم أبعدهم عنا غير فاتنين، ولا مفتونين، وأعطنا الحرية والمجال والفرصة قدريا وربانيا، للخروج من هذه القنطرة "العزيزية"، المقرفة المتعثرة بامتياز نوعي غريب طافح مكشوف، اللهم آمين.
يا أهل العصابة، إن الرجل في آخر أيامه في الحكم، وفي جو نفسي مرضي واضح، فلا تنشغلوا ببحث مدى صدق وعوده.
فالمصلحة العامة أفضل، والتغيير السلمي الحازم الآمن بإذن الله قريب ووشيك إن شاء الله.
فلا تضيعوا الفرصة، إرفعوا لافتات جريئة، مثل بعض لافتات ازويرات المناوئة المسالمة، بعيدا عن "البيض الخامر"، وتمزيق الصور، والاحتجاجات العنيفة ولو نسبيا.
فالاحتجاج السلمي المتواصل، هو الذي يهزمهم قريبا بإذن الله.
فهم دهاة ماكرون، ولا يصلح لهم إلا هذا الأسلوب المتئد الضامن، للوصول إلى المقصد، حتى يخرجوا من القصر المغتصب، دون سكب نصف كوب ماء لأي أحد، من أي مشرب أو طرف، ولو كان من اهل السعودية، أو اليمن أو إيران أو المغرب أو الصحراء الغربية، أو الجزائر أو ازويرات أو العصابه، أو غيرها من الولايات المزورة،  ختاما غير مسك للعبة أضحت في آخر لحظاتها، ولعلنا أصبحنا، نعد لخلاصنا من حكمه سلميا بالأيام فحسب!.
قال الله تعالى: "فجعل من دون ذلك فتحا قريبا".

14. أبريل 2015 - 0:21

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا