الفرق بين جولة تنموية و آخرى كرنفالية / محمد المصطفى ولد البشير

يبدو  لي من خلال  متابعتي عبر التلفزيون الموريتاني الرسمي ، و عبر المواقع الإلكترونية ، و شبكات التواصل الإجتماعي  للجولة  الرئاسية الاخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز للولايات الخمس الحوضين و تيرس و لعصابة و كوركل ،

 أنها بالفعل زيارة تنموية و ليست سياسية ( كما روج بعض السياسيين للأسف بغرض التشويش على المواطنين والاصطياد في المياه العكرة ، والركض خلف السلبيات لا النظر في الإيجابيات)، الهدف منها هو تدشين عدة منشآت خدمية ، و وضع الحجر الأساس لمشاريع آخرى وطنية ، و إعادة تأهيل مشاريع قائمة في ولاياتنا الداخلية ، فإذا ما قمنا بمقارنة بسيطة بين هذه الجولة التنموية الوطنية الحقيقية التي يقوم بها  السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز  ، و بين زيارات بعض الأنظمة السياسية السابقة ، و خاصة نظام 21 سنة الماضية ، يتضح لنا بشكل لا لبس فيه البون الشاسع جدا بين جولة تفقدية تنموية بإمتياز ، و بين زيارة كرنفالية سياسية  تقتصر  في الغالب الأعم على عاصمة الولاية ، و تنتهي بعشاء فاخر على شرف أزلام النظام (و طبعا على أنغام الموسيقى و الشعر الشعبي و الفصيح)، فالأول و أقصد به نظام العمل التنموي  يباشر فور وصوله بتدشين المرافق والمنشآت العمومية التي تغير نمط الحياة في الولاية ، من خلال الإشراف  من سيادته على سير المشاريع الوطنية التي تنفذها الحكومة  في مختلف المجالات الإقتصادية و الإجتماعية (و حتى الثقافية المنسية في العهد السابق)  التي تمس حياة المواطنين ، بينما نظام الفساد البائد بدل القيام بالتدشين يقوم بتدجين النخبة السياسية المتواطئة معه ، و بالتالي يوزع نسبة لا بأس بها من الغلاف المالي المخصص للمشاريع الكبرى على مقربيه من ساكنة تلك الولاية التي يزورها ، و النزر القليل المتبقي من نصيب  المشروع ، وبهذه السياسة العرجاء  تتولى تلك الشرذمة المتواطئة مسؤولية التأطيرللمسرحية القادمة  و الإتيان بجماهير تصطف على جنبات الطريق ، تهتف بحياة الرئيس زورا و بهتانا ، ليس لما حقق ، و إنما هي آوامر شيخ القبيلة و سيد الشرذمة الفاسدة  في الولاية ، أعرف أن البعض سيتهمني بالتصفاك يغير يسو ، الحق أحق أن يتبع ، و ما قلته ليس طمعا أو تقربا من النظام ، و إنما هو قول الحقيقة ، طبعا سيقول قائل أنك لم تنصف النظام السابق فله حسنات نعم له ، لكن سيئاته أكثر بكثير من حسناته فهي أي حسناته و إن وجدت قليلة تدخل في قاعدة الإستثناء و الإستثناء  لا يعمم ، وأرجو في آخر هذه التدوينة المقتضبة لموريتانيا مزيدا من التقدم و الرخاء ، و للحكومة في ظل حكم السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز التوفيق و النجاح في مشاريعها الإقتصادية و التنموية الكبرى ، و أن تسود ثقافة الإخاء و العدالة ( شعار الجمهورية) أطياف المجتمع  الموريتاني ببيضه و سوده ، من أجل وحدة الصف و نبذ الخلاف  العرقي و العنصري والفئوي الضيق ، و رفع شعار موريتانيا تسع الجميع ، و ستبقى لكل الموريتانيين بإذن الله .

27. أبريل 2015 - 15:04

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا