يا خيل الله اركبي / عبد الفتاح ولد اعبيدن

ما من فرج لأي هم إلا بالدعاء، قال ربنا: "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" وقد حدث صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة، كل واحد استغاث ربه بعمل صالح صعب كبير الشأن، وذلك إثر انسداد مغارة عليهم في كهف مظلم، بصخرة تدحرجت ربما فجأة!.

فتم لهم الفرج بمجرد الدعاء بإذن الله.
فهل سيكون حالنا مماثلا لهذه القصة أو قريبا منها، خاتمته أن نبذل جهدا خاصا، في مجالات بر ناقص، عسى أن يقترب فرجنا ويتم خلاصنا بإذن الله.
وأتحدث هنا عن المجتمع قبل السلطة، فثمة ثلاثة مسائل شاعت، وفاضت وربما زادت على الأقدار العادية، حيث إنتشر قطع الرحم، حتى بين الأب وأبنائه غالبا ولم تسلم الأم!.
وإنتشر الزنا والتساهل بحرمات الله في هذا الصدد الأخلاقي الحساس!.
وعم الربا تقريبا جميع المعاملات التجارية، حتى ما سلم منه، حتى الصالحون والعارفون بحكمه وخطره البالغ في الدنيا والآخرة!.
إننا بحاجة لمراجعة صلاتنا وروابطنا بالله، فتلك المراجعة هي السبيل الوحيد للخلاص والنجاة من سائر الفتن، قبل فوات الأوان.
ولا أعتقد أن المثل العربي الإسلامي المحتوى، إلا وارد في واقعنا السلطوي للأسف البالغ.
"كيف ما تكونوا يولى عليكم".
فهكذا عندما أهملنا الصلوات، في أوقاتها وأمكنتها "المساجد والجوامع" حيث ينادي بهن، وإنتشر في حياتنا اليومية، الربا والخنا والعقوق والتساهل بأمر الرحم، المعلقة بالعرش، المستعيذة المستجيرة بربها.
تقول وصل الله من وصلني، وقطع الله من قطعني.
نعم، عندما سرنا هذا المسير الأعوج، أبتلينا بعزيز وجماعته من المستهترين بمسؤولياتهم، الحريصين على ود ذويهم، من خلال الشأن العام والمال العام، على حساب العامة، وهذا من أشد المنكرات، وتعلمون قصة عمر الفاروق والثوب الطويل!.
عندما شرح لرعيته أمر ضم ثوبه، إلى ثوب إبنه عبد الله ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عسى أن يكفيه لطوله، ما شاء الله، وحتى لا يظن بعض الناس أنه -أي الخليفة عمر رضي الله عنه وأرضاه-، أخذ من  اللباس العمومي أكثر من نصيبه!.
فأين رعاة أمرنا من هذا المنحى العمري الصارم في تطبيق العدل، الحازم، من الوقوع في حياض المحسوبية والأنانية البغيضة، التي أصبحت مسلكا عاديا في زمن عزيز الفاسد المفسد، اللص المحترف، الآكل للحق للعام على أشنع وجه.
ويدافع عن اللص الشيخ ولد باي، ويبسط الأمر في مؤتمره الصحفي، ويقول، إن هذا مجرد كلام حملات!.
بل تعرف يا عزيز، أنها سرقة قصدتها، لطمعك، وسمحت بها لصاحبك وشريكك الشيخ ولد باي عمدة ازويرات الحالي المدير السابق لمندوبية الصيد بنواذيبو لسنوات عدة، أثرى منها بصورة غير شرعية في أكثر الأحوال، كما سمحت بهذا المنهج اللصوصي منذ وصولك للحكم بصورة غير مباشرة، 3 أغسطس 2005.
أجل سمحت بهذا المنهج اللصوصي والتحايلي والمستغل للنفوذ الواسع لبعض ذويك، وكذلك لبعض "اصنادره"، ممن تخافهم على كرسي الحكم!.
سبحان الله، محسوبية عمياء، وأنانية نوعية، لا مثيل لها تقريبا في أي زمان أو مكان والمثل العربي الشهير البليغ يقول: "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق".
اللهم حفظك من آثار هذا الظلم الاجتماعي والمالي والتسييري، والمعنوي والمادي المتنوع الغريب.
يا خيل الله اركبي.
اللهم فرجك العاجل، يا ربنا، ونحن الضعاف المستضعفون، والذي ضاق ذرعنا بالظلم والإهانة وغمط الحقوق من كل صنف ونوع.
إن الله رفيق بعباده، ومتجاوز عن سائر الذنوب إلا الشرك، فلا أمل لنا إلا في دعائنا عندك ودعاء غيرنا من المظلومين والمستضعفين، ورجائنا الواسع فيك، يا ربنا، يا أكرم الأكرمين، يا ذا الجلال والإكرام.
يا خيل الله اركبي، وحطمي حصون الظالمين الهشة أصلا، وأظهري نصر ربك.
يا أجناد الله الظاهرين والأخفياء على السواء، قوموا فقد عم الظلم والفتن والأذى من كل حدب وصوبـ، وما عاد من حظ أو نفس ضيق، إلا للمقربين من الحكم المتزلفين له، المبالغين في المدح، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "احثوا في وجوه المداحين".
والناس رغم شيوع النفاق والتزلف في ربوعهم، ليسوا كلهم كذلك.
ففي عباد الله في هذه الأرض بقية ممانعة هشة كاد أن يسقط أصحابها في براثن النفاق والمذلة والابتذال، الذي أصبح مطبقا مهيمنا على الجميع تقريبا، وخصوصا في الوطن العربي عموما وموريتانيا خصوصا، إلا من رحم ربك.
يا خيل الله اركبي، فلا خلاص لنا يا ربنا إلا بتلك الخيل البيض وفرسانها الملائكيين أحيانا، على غرار قصة "ابن كثير"، في كتاب "البداية والنهاية" على ما أذكر، والتي وقعت في الشام، عندما تعرض قطاع طريق، لأحد عبادك الصالحين، وانحرفوا به عن الطريق ليقتلوه!.
فطلب منهم ركعتين وداعا لربه، وتمهيدا للقاء ربه.
وداعا لمحطة الدنيا، واستقبالا -راضيا بقدر الله- لمحطة البرزخ والقبر والآخرة.
وسجد وتذكر في السجدة الأولى قوله تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ".
وعندما رفع رأسه وجد اللص قتيلا، وفوق الجواد فارس، قال له، لما دعوت ربك بما تعلم أذن لي من السماء الثالثة بتنفيذ أمر الله لإنقاذك. وكان المتكلم ملكا مكلفا بالمهمة الربانية العجيبة!.
هذا ما نريد يا ربنا.
دون قتل لصهرنا، فلديه ذراري، وله علينا حق الرحمة عند القصاص المشروع، رغم قوله في ساحة عرفات في أيام الحملة الرئاسية 2009، بحضرة بوعماتو والمحامي من "فرانس آفريك" روبير بورجيه،  إنني كنت معهم، يعني "اسماسيد" وكنت أكرههم.
وذكر في السياق الصريح عبد القدوس ولد اعبيدن شخصيا، بالإسم، واهل نويكظ، بالإسم كذلك.
لا يا عزيز، الله أقدر، ونحن وسائر أهل موريتانيا مسالمون، وأنت إعتديت على الشأن العام والأمر العمومي والخصوصي، من كل وجه تقريبا وستعلم أنت ومافياك أي منقلب ستنقلب بإذن الله
قال الله تعالى: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
اللهم وقد قلت: "فجعل من دون ذلك فتحا قريبا"
اللهم ارزقنا مخرجا، غير فاتنين ولا مفتونين.
اللهم أمر الدنيا والآخرة إليك كله، اللهم قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
اللهم أنت القائل: "لله الأمر من قبل ومن بعد"
اللهم سلم سلم، من سائر الفتن ما ظهر منها وما بطن، بما شئت وكيف شئت.
فأنت اللطيف، الخبير، ذي الطول والجبروت.
يا عظيم... يا عظيم... يا رب العرش العظيم.
قال الله تعالى: " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
ما من صواب فمن الله وما من خطإ فمني، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه.

30. أبريل 2015 - 17:51

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا