حمى تفتك...و وزارة الصحة تتستر علي الحقائق / عبد الرزاق سيدي محمد

تعيش موريتانيا منذ عدة أسابيع حالة من الهلع والرعب تثير جنون المواطنين في مختلف أرجاء البلاد ، جراء ما تم تأكيده من وجود حمى نزيفية في العاصمة نواكشوط وولايتي لعصابة ولبراكنه...
وانعكست الحمى سريعا على حركة وتنقلات المواطنين وعلى عاداتهم الغذائية

 وصارت أخبار هذه الحمى هي حديث الصالونات والسوق والمكاتب وغيرها ،ثم انتشرت الشائعات بوقوع حالات منها هنا وهناك وحدوث ضحايا بأعداد كبيرة في بعض الولايات و في نواكشوط...
و أطلق العشرات من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي حملة تحت شعار ‫#‏بلد_ينزف‬ لمتابعة مستجدات الحمي المذكورة ،غير أن السمة البارزة للسلطات الصحية ممثلة في وزارة الصحة هي التجاهل والتكتم والتستر هذه الحمي.
وعبرت وزارة الصحة الموريتانية-في أحدث تعليق علي الحمى- عن قلقها من هذا الوباء وناشدت في رسالة موجهة إلي منظمة الصحة العالمية مساعدة عاجلة من منظمة الصحة العالمية للسيطرة على هذه الحالات قبل وصولها الى مرحلة الوباء درجة( أ).
وقالت إن حمى الوادي المتصدع ظهرت في اثنتي عشرة مقاطعة موريتانية من ضمها مقاطعتين من مقاطعات العاصمة نواكشوط هما ( الرياض ودار النعيم) في سابقة من نوعها.
وأكدت الوزارة في الرسالة السرية المسربة أن عدد الوفيات وصل إلى 8 من عدد الإصابات المشبوهة التي وصلت حسب الوثيقة 25 حالة بنسبة 32 في المائة ح مع احتمال تزايد هذه الوفيات نظرا لعجز السلطات الصحية الموريتانية عن السيطرة على حمى الضنك التي أصابت الشهر الماضي أكثر من 5 الاف موريتاني وتزامنت مع ظهور حمى الوادي المتصدع.
فيما قال وزير الصحة أحمدو لد حدمين ولد جلفون في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الجمعة إن الوضع الصحي جيد ولا يوجد ما يدعو للقلق..علي حد قوله .

وأضاف" أن حمى الوادي المتصدع والتي تنتقل من الحيوان الى الحيوان ومنه الى الانسان ظهرت في الثمانينات في ولاية اترارزة وكانت الوفيات مرتفعة وتوالى ظهورها خلال السنوات 1998 و2010 و2012 ولكن الوفيات كانت اقل نظرا للاجرءات التي تم اتخاذها.
وقال الوزير إنه لم تسجل أي حالة إصابة جديدة بالمرض خلال اليومين الماضيين، مؤكداً أن المصابين الثلاثة بالمرض لم يعد يظهر عليهم أي نوع من أعراض الحمى النزيفية..".

و أشار الوزير "إلى أن حمى الوادي المتصدع حمى عادية وتظهر مع مواسم الخريف مع وجود الفيروس وظهور مناخ ملائم خاصة اذاكان الخريف جيدا مبينا ان ظهورها كان متوقعا والوزارة كانت على استعداد لمواجهة الوضع...".

واستعرض وزير الصحة" الحالات التي ظهرت من حمى الوادي المتصدع والتي شفيت في معظمها والاجرءات التي تم اتخاذها منذ التأكد من الحالة الاولى المشتبه فيها.."وفق تعبيره.

وبين" أن هذه الاجرءات شملت إرسال عينات الى المخابر المختصة المداومة في مراكز الدم في مركز البحوث الصحية وتعزيز المراقبة الوبائية خاصة في المناطق التي ظهر فيها المرض...".

ونفى الوزير وجود أي تقصير في الإجرءات مؤكدا أن كل المستشفيات تم تجهيزها لاستقبال المرضى والتكفل بهم، داعيا وسائل الاعلام إلى تحري الدقة والموضوعية في نشر المعلومات المتعلقة بحمى الوادى المتصدع .
بيد أن الوزير نسي أن ينصح نفسه بعدم الكذب علي المواطنين من خلال بثه للأكاذيب عن الحمي الفتاكة التي يتعرض لها المواطن الموريتاني كل يوم وحين، وأن يتحرى الدقة،و يتحرى الصدق في بثه للمغالطات ، وعدم الكذب على المواطنين ، والإستهتار بحياتهم وأرواح المُصابين و أن لايتكتم علي حقيقة هذه الحمى...

خلاصة القول إني نأمل أن نرى وزيرا واحدا علي الأقل يقدم استقالته عقب استهتاره بأرواح المواطنين والكذب عليهم،فهل نرى هذه الأمنية تتحقق علي أرض الواقع في بلد رئيس الفقراء؟ أم أن رئيس فقراءه ليس شجاعا بما فيه الكافية للإقالة وزير فشل في أول امتحان يواجه قطاعه؟

11. أكتوبر 2015 - 16:19

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا