غثاء كغثاء السيل (7) / باريكي بياده

ما زال وسيظل الشرق الأوسط (الجديد) يغلي ؛ عكاظ وذي المجاز ومجنة لسلاح الغرب لينجلي ارتشاء مجلس الأمن القديم الجديد ! ومخزن لفائض أموال الخليج ليستيقن الشعب هناك أن لا أحد أولى بالثورة منه إن كانت ضد توريث الحكم وأكل المال العام وتهميش الشعوب ويزداد الذين ثاروا ثورة !! ؛

 وحلبة للصراع السني الشيعي ليتبين أن الفريقان لا يفوت أحدهما فرصة للاعتداء على الآخر ! ؛ وميدان لاستعراض عضلات روسيا ليستبشر بشار ويستأنس السيسي والسبسي ويغار لعبادي ويغتاظ سلمان وأوردوغان ! ولتظهر نوايا زنجي آمريكا ثم أنثى ألمانيا فهولاند فرنسا وكاميرون ابريطانيا أنهم لا يختلفون حولنا إلا في الطريقة والترتيب لإفناءنا ولا يتفقون إلا أن الدولة الإسلامية هي أول من يجب القضاء عليه ثم إن ذلك مما يضمن لهم ولاء قممنا علماء كانوا أو عملاء !! يحمل ثمة السلاح اليهود والروم والفرس والهنود والمغول لقتل المسلمين حيث ثقفوهم وليخرجوهم من حيث أخرجوهم ويحمل السلاح أيضا المسلمون لقتل المسلمين حيث وجدوهم وليأخذوهم ويحصروهم ويقعدوا لهم كل مرصد !! فالقاتل إن كان منا فبها ونعمت ؛ أما المقتول فلا يكون إلا منا والحرب لا تضع أوزارها ولا تكون سجالا إلا بيننا ؛ ينالون منا وننال من أنفسنا ؛ قتلاهم في النار وربما قتلانا ؛ العزى لهم ولا عزى لنا ؛ وهم لا مولى لهم وربما نحن !! يعتبرون إسلامنا انغلاقا وتطرفا وإرهابا فنعتبر كفرهم انفتاحا واعتدالا وسلاما ؛ يكرهوننا لحد الاحتقار ونحبهم لدرجة الإكبار ؛ يستبيحون بلادنا ودماءنا وأعراضنا وأموالنا فيطالبهم (زعماؤنا) بالتصعيد بل ينادونهم هل من مزيد ؛ نخشى في الله لومة كل لائم ولا يخشون في الطاغوت لومة لائم ؛ يتسابقون إلى قتلنا بأقل الخسائر فنتسابق إلى الولاء لهم بأكبر الكبائر ! تجمعهم المصالح والمطامع والنفوذ مع اختلافهم في الطوائف والأعراق والأديان وتفرقنا المصالح والمطامع والنفوذ مع اتفاقنا في الطائفة والعرق والدين ! يتّحد عشرات الدول فيهم في التأشيرة والعملة والدفاع والهجوم فتتفرق الدولة الواحدة فينا إلى عشرات الفرق لا تجمعهم إلا حدود السيكس بيكو في خصومات لدودة وعداء شديد وصراعات محتدمة وحرب ضروس لا تبقي ولا تذر ؛ فداحس الشرق وغبراء الغرب وبسوس اليمن وأوس السعودية وخزرج قطر وطسم الروس وجديس تركيا وأصفهان إيران ومناذرة العراق وغساسنة لبنان أحرقوا الأخضر واليابس كل يكبر ويهلل ويكفر غيره ويدعي الشهادة لموتاه ! ينقلون إلينا الصراعات والنفايات والفيروسات فننقل إليهم الخبرات والاستثمارات والعملات ؛ يحددون حكوماتنا الشرعية ولو كانت انقلابية وغير الشرعية وإن كانت منتخبة والمعارضة المعتدلة ولو حملت السلاح وغير المعتدلة وإن كانت أعزلة ؛ والجماعات المرخصة ولو كانت ظالمة والمحظورة وإن كانت مظلومة ! ؛ أُكلنا يوم أكل الثور الأبيض والأحمر والأسود ولن يبقى منا حتى صبي ليقول ذلك ؛ يدنس أبناء القردة والخنازير أولى القبلتين وثالث الحرمين منذ أسابيع وقتلوا منا العشرات وجرحوا المئات ثم خرج إلينا أكبر القردة وأسمن الخنازير نتنياهو ليشرع رصاص جنوده ويجرم حجارة أطفالنا محتقرا حكامنا الذين نخشاهم ويخشونه ! لكن سكاكين رجال القدس جعلت القردة يقتلون الخنازير والخنازير يقتلون القردة من الرعب وهم الجبناء بنص التنزيل غير أن (حماتنا) يخشون حماتهم ؛ لكننا لنا عزاء في دولة إسلامية قد يكون لها أجور في اجتهادات ما خاطئة لكنها يخشاها زنوج آمريكا وبيضها وتُرعب نساء ألمانيا ورجالها وتخيف هولاند فرنسا وفرنساء هولاند ويهابها كاميرون ابريطانيا وابريطانياء الكاميرون ولا يهمها أكان حرف السين عن يمين الواوِ والراءُ عن يسارِه أو العكس في هوية الطائرات التي تقصفها سوريا وروسيا ثم روسيا وسوريا ؛ دولة فتية زكية تُقاتل الكفار ومن يقاتلها ؛ ويقاتلها المسلمون ومن تقاتله ؛ نجاها الله كما نجى موسى وأهلك أعداءها كما أهلك فرعون وتقبل شهداءها كما تقبل الحسين كل ذلك في مثل هذا اليوم العظيم !!  ويل لأمة تكثر فيها الطوائف وتخلو من الدين ؛ ويل لأمة تلبس مما لا تنسج ، وتأكل مما لا تزرع ، وتشرب مما لا تعصر ؛ ويل لأمة تحسب المستبد بطلا ، وترى الفاتح المذِل رحيما ؛ ويل لأمة تكره الشهوة في احلامها وتعنو لها في يقظتها ؛ ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة ، ولا تفخر إلا بالخراب ، ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع ؛ ويل لأمة سائسها ثعلب ، وفيلسوفها مشعوذ ، وفنها فن الترقيع والتقليد ؛ ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير ؛ ويل لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين ، ورجالها الأشداء في اقمطة السرير ؛ ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء وكل جزء يحسب نفسه أمة !! الويل لأمة ، تقتل نفسها بسلاح تشتريه بدم أبنائها و تسلمه لهم ؛ الويل لأمة ترتمي في أحضان الأغبياء و تقول لهم أنتم قادتي ؛ الويل لأمة  لا تحمل ثقافة أجدادها و تصرفها أفعالا ؛ الويل لأمة تظن أن عدوها هو الصديق و الصديق هو العدو الأخبث ؛ الويل لأمة تنهل من كتب الغير و تلقي كتبها في خنادق النار ؛ الويل لأمة لا ناس فيها ؛ الويل لأمة ساستها جيوبهم أكبر من أقلامهم ؛ الويل لأمة فيها ألف مقاوم و خلف كل مقاوم يقف عميل أسود مطرز بأثواب العفة ؛ الويل لأمة ليس لها من مقدراتها إلا الثرثرة و الكلام ؛ الويل لأمة أبناؤها كبار و قادتها بحجم حبة الأرز ؛ الويل لأمة تحول أبناؤها قطعان للطوائف المسيسة ؛ الويل لأمة فيها ألف طائفة و ليس فيها وطن ؛ الويل لأمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت لا تعي وإذا وعت لا تدرك وإذا أدركت تخاف من كل شيء ! الويل لأمة لا تعيش إلا بين القبور ؛ الويل لأمة تخاف من أبنائها ؛ الويل لأمة يهجرها أبناؤها طلبا للعيش الكريم ؛ ويل لأمة لا ترى في النساء إلا الجنس والسرير ؛ ويل لأمة تقتل التفكير وتعدم الحرف إذا توثب !! [ تُرى كم ترك خليل جبران من ويلات أمتنا بل ماذا ذكرتُ وذكر؟! ] لا حول ولا قوة إلا بالله !!

22. أكتوبر 2015 - 23:33

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا