هؤلاء لم يصلوا على جنازة أحمدو بنية طاهرة / باب ولد سيد أحمد لعلي

اللهم أرحم الفقيد أحمدو ولد عبد العزيز ورفقه الصحفي الشيخ عمر انجاي ، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم أيها الأحبة لمحزنون ، هذا أقل ما يمكن قوله في هذه الحادثة التي هزت البلد ووحدت الفرقاء السياسيين على الأقل ولو عاطفيا ...
ذهب الفقيد الشاب الطيب النبيل صاحب الخلق العالي ...

هذه هي الكلمات المتداولة بعد رحيل نجل الرئيس ورغم ما في محتوى هذه الكلمات من حقيقة عينية فإن استخدامها لم يخلوا من تبعات أهداف المواطنين البسطاء وغير البسطاء ممن امتهن سياسة القول في منحى المجملات وتزوير الحقائق بغية الحصول على أهداف دنيوية ...
نعم كان الشاب نجل الرئيس الراحل يستحق الترحم والثناء بما قدم من خلال هيئة الرحمة وبما كان فيه صفاته من خلق رفيع قل مثيلها فيمن على مستواه ، لقد شاهدنا ابناء الزعماء يبطشون ويلعبون بالدنيا وبأهلها والناس تطبل لهم وتزمر خوفا وطمعا ممن يسندون عليه ظهورهم ، رأيناهم يحمّلون آبائهم ذنوب الحكم بعمل السوء وغيره وآبائهم الذين يحكمون الدولة تخشاهم الناس بذلك تتحكم فيهم العواطفُ تجاه بطشهم  ، إنها مفارقة غريبة...!
والحق يقال رأينا أحمد على عكس ذلك شاب كرس حياته للدراسة وعمل الخير ، رأيناه يحاول زرع البسمة في نفوس الضعفاء والمهمشيين ومن يعيش خارج الإطار في دائرة الجوع والفقر ، في الوقت الذي يبطش أقرانه من أبناء زعماء الدول العربية بالدنيا ...
فنسأل الله له الرحمة بذلك هو وزميله الشيخ عمر انجاي ...
كلمات أحببت أن أقدم بها هذا المقال رغم معارضتي حكم أبيه ورغم أني لا أرضى على الحكومة القائمة في البلد ، إلا أن شخص الرئيس عندي يبقى شخص موقر ومواطن له الحق في الاحترام والتقدير علينا بغض النظر عن الخلافات التي يجب أن تبقى في إطار الرأي والآيديولوجيا بعيدا عن المعايير الشخصية ...
فللرئيس مني العزاء ولأسرته الكريمة ولأهل الصحفي الشيخ عمر انجاي بوصفي مواطن بسيط يحب هذا البلد وأهله ويدعوا له بالخير والفلاح...
لكن ما لفت انتباهي في حادثة موت الفتى وزميله هو شيء ربما حسبه الرئيس وغيره ظاهرة صحية ومن الطبيعي حدوثها وهي في الوقت ذاته تستوجب التأمل والتحييرَ
نعم كان على الجميع المواساة والعزاء وكان على الجميع التعاطف ومحاولة حضور الجنازة بالصلاة عليها وتتبعها إلى حيث ستدفن وهو ما حدث في بالضبط ولله الحمد ...
من الطينطان إلى لعيون وقت الحادثة والناس تتجمهر وتعزي في نفوسها فخامة القيادة والوطنية متعاطفة معه تمام التعاطف مرورا طبعا بمدينة كيفة التي وصل إليها المرحوم في سيارة إسعاف قبل أن تقله طائرة خاصة إلى نواكشوط للصلاة عليه كما أعلن في مسجد ابن عباس ...
وطبعا هناك شيء تجدر الإشارة إليه من أجل تحسين الخدمات الصحية في المستشفيات الجهوية ، وهو أنه تحدثت بعض المصادر عن وصول نجل الرئيس الطينطان سالما و تخوف المتواجدين من معاينته مباشرة لتقديم الإسعافات الأولية له خشية موته لأن الأمر على حد اعتبارهم كان أكبر منهم وكان تخوفهم ذلك نتيجة لعلمهم أن المصاب ابن رئيس الجمهورية وهو ما جعل القائمين على المستشفى الجهوي يتصلون على المدير الذي كان يتواجد في مدينة العيون وإخباره بالأمر وانتظار وصوله دون تقديم أية إسعافات للفقيد ولا لزميله الذي أتى بعده بدقائق حتى توفيا ، وليس الملام هنا واقع على الممرضين المتواجدين بل الملام على قطاع الصحة بأكمله ووزيره ولد جلفون الذي طالما ما أتحفنا بتطورات مزيفة لقطاع الصحة ، وعلى ذلك الاعتبار تخوفُ الممرضين من تقديم العلاج لرداءته كان طبعا من التطورات التي أتحفنا بها الوزير ...!  
فيجب بناء على ذلك المعطى الكف عن الكلام في تطورات زائفة والعمل لإصلاح قطاع الصحة على الأقل كي يتمكن القائمون عليه من إسعاف مصاب أتاهم في حالة خطرة ...
ونصل هنا إلى القول المقصود وهو شيء يجب التحدث عنه لغرابة حدوثه ...!
وهو أنه تم الإعلان على أن الصلاة على الفقيد ستتمُ في مسجد ابن عباس وبعد صلاة المغرب وقد وصل الفقيدان وتواجدت الناس بكثرة في مسجد ابن عباس وهو حضور مستحق وعلى جميع من سمع بالأمر الحضور  وحدث زحام كبير على مسجد ابن عباس حيث أن الآتي بسيارة لا يكاد يجد مكانا ليوقفها فيه  ولله الحمد وامتلأ المسجد من المصلين في وقت كانت تُهيأ فيه الجنازة الأولى وهي جنازة نجل الرئيس ، وقد صلت الناس عليها قبل الجنازة الثانية التي خرجت حوالي الحادية عشر ليلا ومع خروجها لم يبقى إلا القليل من الناس الذين ينتظرون الصلاة علي الجنازة ، وهو أمر مريب ...!
وهو ما يدعوا لتساؤل حول هدف القادمين للصلاة على الجنازة ، هل كان هدفكم الأجر أم التعاطف مع الرئيس والبحث عن وده من خلال ذلك ؟
إن كان الهدف هو الأجر فلماذا ذهبتم يا سادة عن الصلاة على الجنازة الثانية ذات الحتف الواحد مع الأولى ؟
أم أن الأجر قد يؤخذ في واحدة دون الأخرى ؟
طبعا ليس الملام هنا ولا الكلام موجها لأسرة الفقيد الأول فالصدمة والذهول تنسي كل شيء ، لكن الكلام موجه للذين بقوا ولم يذهبوا مع جنازة أحمدو إلى مثواه الأخير "اكريدلات " لماذا لم تنظروا أجر الجنازة الأخرى ؟
الجواب واضح من خلال ما عرفنا وعهدنا في شعبنا الكريم من قيم التزوير والصفيق فكون الميت ابن الرئيس سيتباكى من قلبه لا يعرف الرحمة ومن لم يسجد قط سيصلي ليلتها أمام الحشود المشيعة لجنازة ابن الرئيس ويذهل من يخفي من وراء ذهوله الفرحة والسرور ...!
فنسأل الله تعالى الرحمة للفقيدين بفضله لا بعملهم .

26. ديسمبر 2015 - 11:59

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا